ما هو الحقن المجهري؟
الحقن المجهري (IVF: In Vitro Fertilization): هو سلسلة من الإجراءات تُستخدم للمساعدة في حدوث عملية الإخصاب للبويضات، أو لمنع حدوث تشوهات جينية محتملة ورفع نسبة حدوث الحمل.
يتم جمع البويضات الناضجة السليمة من المبيض وإخصابها بحيوان منوي في المعمل، فتصبح بويضة مُخصبة ثم يتم نقل البويضة أو البويضات المُخصبة إلى الرحم. دورة كاملة من الحقن المجهري تستمر فترة ثلاثة أسابيع. أحياناً قد تنقسم هذه الخطوات إلى فترات وتأخذ وقتاً أطول.
يُعد الحقن المجهري من أفضل تقنيات المساعدة على الإنجاب وأكثرها فعالية، وتعتمد فرص الحصول على جنين مُعافى باستخدام الحقن المجهري على عدة عوامل، كالعمر وسبب العُقم. بالإضافة إلى أن الحقن المجهري قد يكون مكلف ويتطلب بعض الوقت.
قد يحدث الحمل بأكثر من جنين من خلال الحقن المجهري في حالة نجاح إخصاب أكثر من بويضة ونقلها إلى الرحم.
اقرأ أيضاً: المكملات الغذائية للحامل.. وأهم 10 أنواع منها
دواعي الحقن المجهري
يستخدم الحقن المجهري لعلاج العقم أو التشوهات الجينية محتملة الحدوث. إن لم تكن هذه الحالة، يمكنك وزوجك تجربة علاج أقل توغلاً كأدوية الخصوبة التي تزيد إنتاج البويضات أو التلقيح داخل الرحم (IUI) وهو إجراء يتم فيه وضع الحيوانات المنوية مباشرة في الرحم في وقت قريب من وقت التبويض ما يزيد احتمالية حدوث الحمل.
يقدم الحقن المجهري كعلاج أولي في حالات خاصة مثلا أن يكون عمر المريضة 40 عام أو أكثر وفي حالات صحية أخرى منها:
- انسداد قناتي فالوب: والذي يجعل من الصعب تخصيب البويضة وفي حالة التخصيب يكون أيضاً من الصعب انتقال البويضة المُخصبة أو الجنين إلى الرحم.
- خلل في التبويض: إذا كانت عملية التبويض غير مستقرة، فهذا يعني وجود عدد أقل من البويضات ليتم إخصابها.
- خلل في بطانة الرحم: يحدث عندما يتواجد نسيج مشابه لنسيج بطانة الرحم داخل الرحم وينمو إلى خارجه، ويؤثر على وظيفة وأداء المبيض، والرحم، وقناتي فالوب.
- الأورام الليفية الرحمية: هي أورام حميدة في الرحم. وشائعة لدى النساء في منتصف العمر. وقد تتدخل الأورام الحميدة وتعيق عملية زرع البويضة المُخصبة طبيعياً في الرحم.
- الاستئصال السابق لقناتي فالوب: قد يتم استئصال قناتي فالوب لسبب ما وغالباً ما يكون صحي. يعد الحقن المجهري بديل في هذه الحالة إذا أردت الحمل.
- خلل في وظيفة أو إنتاج الحيوانات المنوية: التركيز الأقل من المتوسط للحيوانات المنوية، أو الحركة الضعيفة للحيوان المنوي، أو تشوهات وتُغيرات في حجم وشكل الحيوان المنوي، ما يجعل من الصعب حدوث عملية الإخصاب.
- خلل جيني: يتم إجراء مسح جيني للبويضات المُخصبة بالحقن المجهري في حالة القلق من حدوث تشوهات جينية أو توقع حدوثها والأجنة التي لا تحمل مشكلات جينية معروفة يتم نقلها إلى الرحم.
- حفظ البويضات لأسباب صحية: قد يؤدي التعرض للإشعاع أو العلاج الكيماوي لبعض الحالات المرضية إلى العقم. لذلك يعد حفظ البويضات اقتراح فعال حيث يتم لاحقاً الحمل باستخدام هذه البويضات التي تم حفظها عن طريق الحقن المجهري وتنقل مباشرة إلى الرحم.
خطوات الحقن المجهري
يتضمن الحقن المجهري عدة مراحل أساسية هي:
- تحفيز الإباضة.
- سحب البويضات.
- سحب الحيوانات المنوية.
- الإخصاب.
- نقل الجنين.
تحفيز الإباضة
تبدأ دورة الحقن المجهري باستخدام الهرمونات الصناعية، أو ما يعرف بالمُنشطات التي تحفز المبيض لإنتاج بويضات عديدة، بدلاً من بويضة واحدة التي تنتج طبيعياً مرة كل شهر.
هذه الخطوة ضرورية حيث أنه ليست جميع البويضات التي يتم إخصابها تكون صالحة، أو تنمو طبيعياً بعد الإخصاب ولذلك يتم تحفيز المبيض لإنتاج أكثر من بويضة.
تشمل هذه الأدوية:
- أدوية تستخدم لتحفيز المبيض: وتكون غالباً عبارة عن حقن تحتوي على الهرمون المنبه للجريب (FSH)، أو هرمون ملوتن (LH)، أو مزيج من الاثنين معًا. تحفز هذه الأدوية نمو وخروج أكثر من بويضة واحدة في المرة.
- أدوية تحفز نمو البويضة وتحريرها: مثل هرمون الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (HCG) حيث تتحرر البويضة بعد حقنه في مجرى الدم بحوالي 36 إلى 38 ساعة.
- أدوية تمنع تحرر البويضات قبل النمو.
- أدوية تعمل على إعداد بطانة الرحم وهي مكملات البرجسترون. ينصح الطبيب بتناولها في يوم سحب البويضات وأيضاً عند نقل الأجنة لإعداد بطانة الرحم لاستقبال الجنين.
تمتد فترة تحفيز الإباضة من أسبوع إلى أسبوعين حتى تصبح البويضات ناضجة للسحب. ويتم تحديد ذلك باستخدام:
- الموجات فوق الصوتية المهبلية (Vaginal Ultrasound): وهو فحص تصويري للمبيضين يراقب تطور ونمو الجريبات وهي أكياس مملوءة بسائل تنمو بها البويضات.
- اختبار الدم: يقيس استجابة المبيض للأدوية المنشطة للمبيضين. ففي حالة نمو ونشاط المبيض ترتفع نسبة هرمون الإستروجين في حين تظل نسبة هرمون البروجسترون منخفضة نسبياً إلى حين حدوث التبويض.
اقرأ أيضاً: حبوب منع الحمل أنواعها وأضرارها وتحذيرات هامة
سحب البويضات
يتم سحب البويضات في عيادة الطبيب بعد 34 إلى 36 ساعة من آخر حقن بالدواء المُنشط وقبل حدوث الإباضة.
يتم إعطاء مهدئ ومسكن للألم أثناء سحب البويضات.
تسحب البويضات عادةً باستخدام الشفط بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل حيث يتعرف الجهاز على الجريبات، ثم تقوم إبرة رفيعة للغاية بسحب البويضات من هذه الجريبات.
يمكن سحب عدة بويضات خلال 20 دقيقة.
توضع البويضات الناضجة في سائل مغذي ليتم احتضانها به. البويضات التي تكون سليمة وناضجة توضع مع الحيوانات المنوية لمحاولة تكوين الجنين. لكن ليس بالضرورة أن تنجح عملية الإخصاب لجميع البويضات.
سحب الحيوانات المنوية
يتم جمع عينة من السائل المنوي لزوج المريضة في صباح اليوم الذي يتم فيه سحب البويضات. ثم يتم فصل الحيوانات المنوية من السائل المنوي في المعمل.
الإخصاب
توجد طريقتين شائعتين للإخصاب:
- التلقيح التقليدي: حيث يتم وضع الحيوانات المنوية السليمة مع البويضات الناضجة وتُحتضن إلى صباح اليوم التالي.
- حقن الحيوان المنوي داخل البويضة(Intracytoplasmic sperm injection (ICSI) حيث يتم حقن حيوان منوي سليم مباشرة إلى بويضة ناضجة. تستخدم هذه الطريقة في حالات مثل عدم وجود كمية كافية من السائل المنوي، أو عدم جودة الحيوانات المنوية، أو فشل المحاولات السابقة من الحقن المجهري التقليدي.
اقرأ أيضاً: ارتفاع ضغط الدم للحامل Gestational Hypertension
نقل الجنين
يتم نقل الجنين في عيادة الطبيب ويحدث عادةً خلال 3 إلى 5 أيام من سحب البويضات.
قد يستخدم الطبيب مُخدر متوسط، عادة ما يكون نقل الجنين غير مؤلم وقد تعاني فقط من بعض التشنجات.
يتم وضع إبرة طويلة، ورفيعة، ومرنة تسمى القسطرة في المهبل ومنها إلى عنق الرحم والرحم.
يضع الطبيب الجنين أو الأجنة في الرحم باستخدام حقنة متصلة بنهاية القسطرة. وقد تحتوي على جنين أو أكثر معلق في كمية صغيرة من السائل.
في حالة نجاح نقل الجنين، تكتمل زراعة الجنين في بطانة الرحم بعد 6 إلى 10 أيام من سحب البويضات.
اقرأ أيضاً: تحليل هرمون اللبن PRL
مخاطر الحقن المجهري
تشمل مخاطر الحقن المجهري ما يلي:
- تعدد الولادات: ويحدث هذا في حالة تم نقل وزرع أكثر من جنين في الرحم، الحمل بعدة أجنة له مخاطر أعلى من الحمل بجنين واحد مثل الولادة المبكرة ونقص وزن الأجنة.
- متلازمة فرط تنشيط المبيض (Ovarian hyperstimulation syndrome): حيث قد يؤدي استخدام الأدوية المنشطة مثل (HCG) الذي يعمل على تحفيز الإباضة إلى هذه المتلازمة. والتي تجعل المبيض منتفخ ومؤلم، يصاحبه أعراض مثل آلام في البطن، وغثيان، وقيء، وإسهال، وزيادة سريعة في الوزن، وانتفاخ، وضيق في التنفس، وعدم القدرة على التبول.
- الحمل خارج الرحم: تتعرض 2% إلى 5% من النساء اللواتي استخدمن الحقن المجهري للحمل خارج الرحم. وهو ما يحدث عندما تلتصق البويضة المُخصبة خارج الرحم في قناة فالوب، ما يؤدي إلى عدم نجاح الحمل.
- عيوب خلقية: العامل الأكبر تأثيراً هنا هو عمر الأم بغض النظر عن طريقة الحمل.
- بعض التعقيدات أثناء سحب البويضات: مثل العدوى أو النزيف، أو ضرر قد يصيب المثانة البولية، أو الأعضاء التناسلية، أو الأمعاء.
تأثير الحقن المجهري على الطفل
يؤدي الحمل عن طريق الحقن المجهري إلى الولادة المبكرة كما قد يؤثر على وزن الطفل. كذلك قد تحدث تعقيدات أشد خطورة في الأطفال الذين ولدوا عن طريق الحقن المجهري معرضين بصورة أكبر إلى مشكلات مثل متلازمة الضائقة التنفسية لحديثي الولادة (NRDS).
اقرأ أيضاً: الحمل العنقودي … كل ما يجب معرفته
References
https://www.webmd.com/infertility-and-reproduction/guide/in-vitro-fertilization
https://my.clevelandclinic.org/health/treatments/22457-ivf