الحلبة هي عشبة تشبه في الشكل نبات البرسيم، ومن نفس عائلة فول الصويا. موطنها مناطق البحر الأبيض المتوسط، وغرب آسيا، وجنوب أوروبا.
تشبه رائحة وطعم بذور الحلبة شراب القيقب، كما تُستخدم في الطبخ وصنع الأدوية.
منذ آلاف السنين، تُستخدم هذه العشبة بذورها الطازجة والمجففة، وأوراقها، وأغصانها، وجذورها في خلطات التوابل، والأطعمة، والمشروبات، والتبغ.
كما تستخدم مستخلصات هذا النبات أيضًا في الصابون ومستحضرات التجميل.
تم استخدام هذا النبات في الطب البديل والصيني لعلاج الأمراض الجلدية والعديد من الأمراض الأخرى مثل مرض السكري ولزيادة إدرار الحليب لدى النساء المرضعات في شمال إفريقيا، وآسيا، وجنوب أوروبا. لذلك اليوم يتم الترويج لها كمكمل غذائي للمساعدة في علاج بعض الأمراض. إلى جانب تقليل التقلصات، والصداع، وغيرها من الحالات كما سنذكر في هذا المقال.
مكونات الحلبة الغذائية
يحتوي هذا النبات على العديد من المعادن، والفيتامينات، وعناصر غذائية أساسية تجعله مضادًا قويًا للأكسدة.
وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية، الحقائق الغذائية لملعقة صغيرة أو 3.7 جرام من بذور الحلبة:
- السعرات الحرارية: 12 سعر حراري.
- البروتين: 0.85 جرام.
- إجمالي الدهون: 0.24 جرام.
- الكربوهيدرات: 2.16 جرام.
- إجمالي الألياف الغذائية: 0.9 جرام.
- الكوليسترول: 0 ملليجرام.
- فيتامين ج: 0.1 ملليجرام
- صوديوم: 2 ملليجرام.
- كالسيوم: 7 ملليجرام.
- حديد: 1.24 ملليجرام.
- مغنيسيوم: 7 ملليجرام.
- الفوسفور: 11 ملليجرام.
- البوتاسيوم: 28 ملليجرام.
- زنك: 0.09 ملليجرام.
- فيتامين أ: ٢ وحدة دولية (IU)
- فيتامينات ب: 0.109 ملليجرام.
- حمض الفوليك (فيتامين ب٩): 2 ميكروجرام.
- مكونات نشطة مثل القلويات، السابونين، والفلافونويد.
فوائد الحلبة
اعتاد الناس على استخدام هذا النبات بأشكال مختلفة على مر العصور لعلاج مجموعة كبيرة من الأمراض والحالات. لكن من بين جميع الفوائد الصحية المعروفة عن هذا النبات، تم إثبات عدد قليل فقط بالأدلة العلمية والدراسات.
علاقة الحلبة بالهرمونات
- تحسين إفراز حليب الثدي:
تعمل الحلبة على تعزيز إنتاج البرولاكتين في جسم المرأة. البرولاكتين هو هرمون مسؤول عن صنع لبن الأم. كان ممارسوا الطب الآسيوي التقليدي ينصحون المرضعات بالحلبة لهذا الغرض.
وفقاً للدراسات التي أُجريت على بعض النساء المرضعات، حيث شربت 25 امرأة أنجبن حديثًا ثلاثة أكواب من شاي الحلبة يوميًا لمدة أسبوعين، وشهدن زيادة في كمية الحليب في الأسابيع الأولى.
تنتقل الحلبة إلى الرضع في حليب الثدي، ولكن يُعتقد أنها آمنة لكل من الأم والطفل عند استخدامها باعتدال.
- رفع مستوى هرمون التستوستيرون:
يحتوي هذا النبات على مركبات السابونين، والتي يُعتقد أنها تزيد من إنتاج هرمون التستوستيرون.
أظهرت العديد من الدراسات أن تناول مكملات الحلبة قد يحسن مستويات هرمون التستوستيرون. من أعراض نقص هذا الهرمون قلة الرغبة الجنسية. تشير النتائج أيضًا إلى أن مستخلص الحلبة يحسن باستمرار اليقظة العقلية، والمزاج، والرغبة الجنسية.
تقلل الحلبة من خطر الإصابة بأمراض القلب والدم
- تقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري:
أظهرت بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن ٤ مركبات على الأقل في الحلبة لها خصائص مضادة لمرض السكري، عن طريق:-
تقليل امتصاص الجلوكوز المعوي. بالتالي تقليل نسبة السكر في الدم، وتأخير إفراغ المعدة، وتقليل مقاومة الأنسولين وتحسين حساسيته وعمله.
ومع ذلك، توصل الباحثون إلى أن ممارسة الرياضة لمدة ٤ أيام متتالية أكثر فعاليةً من الحلبة في تقليل نسبة السكر في الدم.
- تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم:
إن بذور هذا النبات تحتوي على ما يقرب من 48 % من الألياف الغذائية التي يصعب هضمها. تشكل هذه الألياف مادة لزجة وهلامية في الأمعاء مما يجعل من الصعب هضم السكريات والدهون. إلى جانب أنها قد تساعد في تنظيم مستويات الكوليسترول لأنها تحتوي على مادة “السابونين” وهي مركبات تمنع الأمعاء من امتصاص الكوليسترول وتقلل كمية الكوليسترول التي ينتجها الكبد. لذلك تعمل على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب كما تحسن ضغط الدم.
- تقليل الالتهابات:
يحتوي هذا النبات على مادة “الفلافونويد” المضادة للأكسدة والتي تقلل من الالتهابات.
فوائد أخرى للحلبة
- تقليل تقلصات الدورة الشهرية:
قد تقلل هذه العشبة من تقلصات الدورة الشهرية لأنها تحتوي على مركبات تُسمى “القلويات”. تساعد هذه المركبات في منع المستقبلات الحسية التي تجعل الدماغ يدرك الألم. كذلك تقلل من الأعراض الجهازية مثل التعب، والصداع، والغثيان، والقيء.
- علاج الحموضة والارتجاع الحمضي:
قد تساعد ألياف الحلبة في علاج ارتجاع الحمض. لأنها تخلق حاجزًا لمنع حمض المعدة من التدفق لأعلى إلى المريء وتقلل أيضاً من حرقة المعدة.
- تساعد في فقدان الوزن الزائد:
يمكن لشاي الحلبة أن يقمع الشهية ويزيد من الشعور بالامتلاء، وبالتالي يؤدي إلى تقليل الإفراط في تناول الطعام ويؤدي إلى فقدان الوزن.
- إن لهذه العشبة خصائص مضادة للسرطانات، وللميكروبات، وللطفيليات.
- علاج مشكلات الجهاز الهضمي، مثل الإمساك، والتهاب المعدة، وفقدان الشهية.
- فترة ما بعد انقطاع الطمث (سن اليأس).
- علاج التهاب المفاصل.
- ارتفاع ضغط الدم.
- مشاكل التنفس.
- على الجروح المفتوحة.
- تقليل ألم العضلات.
- تخفيف آلام الولادة.
الاحتياطات والآثار الجانبية للحلبة
١) تُفرز هذه العشبة في البول والعرق، ويمكن أن تسبب رائحة كريهة ونفاذة للأم والرضيع، نظرًا لأنها تنتقل إلى الطفل، وتكون الرائحة مثل شراب القيقب. هناك مرض خطير يتميز برائحة شراب القيقب، لذلك يجب إخبار الطبيب أنكِ تتناولين الحلبة ليتمكن الطبيب من تمييز هذا المرض.
٢) الإسهال هو الأثر الجانبي الأكثر شيوعًا لهذا النبات. يمكن أن يؤثر الإسهال على كلاً من الأم والطفل، إذا تم استخدامها بكميات عالية بسرعة كبيرة. يمكن تجنب مشاكل الجهاز الهضمي بالبدء بكمية منخفضة وزيادتها تدريجياً.
٣) تعمل الحلبة مثل هرمون الإستروجين في الجسم وتكون غير آمنة للنساء المصابات بالسرطانات التي تتغذى على الهرمونات الأنثوية مثل سرطان الثدي.
٤) يمكن أن تسبب هذه العشبة تقلصات، وولادة مبكرة، وإجهاض. لذلك لا يجب أن تُستخدم أثناء الحمل. فقد تم استخدامها قديماً للحث على المخاض. كما أشارت الدراسات أن استخدامها في الحمل يزيد من خطر الإصابة بعيوب خلقية في كل من الحيوانات والبشر.
٥) الحلبة قد تعزز تأثير الأدوية الخافضة لسكر الدم مثل الأنسولين والأدوية الأخرى. لذلك يجب توخي الحذر عند تناول هذا النبات مع هذه الأدوية. فقد تنخفض نسبة السكر في الدم بشكل كبير.
٦) يمكن للحلبة أن تسبب سيولة في الدم. لذلك لا تُستخدم مع مميعات الدم (الأدوية المضادة للتخثر) إلا تحت إشراف الطبيب.
٧) يمكن حدوث ردود فعل تحسسية. إذا كنت تعاني من الربو، أو لديك حساسية من فول الصويا أو الفول السوداني، فقد يكون لديك أيضًا حساسية من الحلبة.
اقرأ أيضاً: الزنجبيل (Ginger).. كبسولة علاجية متعددة الفوائد
جرعة وطريقة تحضير شاي الحلبة
تتوفر الحلبة كبذور وكبسولات. لأن البذور مرّة (تسخينها يحليها)، فمن الأفضل تناولها في شكل كبسولات أو شاي.
تم استخدام جرعات واسعة النطاق ومستحضرات مختلفة من هذا النبات. لذلك لا توجد جرعة واحدة مُوصى بها.
عند تناول الحلبة لزيادة إنتاج حليب الثدي، يمكن البدء بتناول كبسولة واحدة 610 ملليجرام ثلاث مرات في اليوم. ثم زيادة الجرعة تدريجياً لتصل إلى ثلاث كبسولات ثلاث مرات في اليوم.
تتواجد الحلبة في كبسولات باسم: (كبسولات الحلبة٥٠٠ مجم). توجد مع أعشاب أخرى مثل الشمر، والشبت، والكراوية في (هيربانا كبسول).
لعمل شاي الحلبة، ضع ملعقة إلى ٣ ملاعق صغيرة من البذور في كوب واحد من الماء المغلي. يمكن شرب هذا الشاي ثلاث مرات في اليوم.
المصادر
- https://www.healthline.com/nutrition/fenugreek#what-it-is
- https://www.nccih.nih.gov/health/fenugreek
- https://www.medicalnewstoday.com/articles/324334#takeaway
- https://www.verywellfamily.com/fenugreek-breastfeeding-and-increasing-breast-milk-431839
- https://www.insider.com/guides/health/diet-nutrition/fenugreek-benefits
- https://www.everydayhealth.com/diet-nutrition/diet/fenugreek-guide-benefits-types-uses-top-sellers-more/
- https://www.tandfonline.com/doi/full/10.3109/13880209.2013.826247
- https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S1658077X15301065
- https://www.myupspring.com/blogs/breastfeeding/fenugreek-breastfeeding
- https://www.healthline.com/nutrition/fenugreek-for-testosterone#effect-on-testosterone