السكتة الدماغية "Stroke" أسبابها وطرق الوقاية والعلاج

محتويات المقال

السكتة الدماغية هي حالة طبية خطيرة تهدد الحياة. تحدث نتيجة نقص إمداد جزء من الدماغ بالأكسجين نتيجة انسداد في الشرايين أو نتيجة حدوث نزيف.

كذلك فهي حالة طبية طارئة تستدعي العلاج الفوري بالمشفى لمنع تدمير خلايا الدماغ وتجنب المضاعفات الأخرى التي قد تؤدي إلى الوفاة.

أنواع السكتة الدماغية

نوبة إقفارية عابرة:

تحدث نتيجة نقص إمداد الدماغ بالدم بسبب تجمع دموي مؤقت يزول من تلقاء نفسه ويعود الإمداد الدموي الطبيعي للدماغ بعد فترة قصيرة. كما أن الأعراض تنتهي بمجرد عودة سريان الدم في الدماغ وتُسمى نوبة صغيرة. لكن لا بد من التعامل الجدي واستشارة الطبيب حيث أنها بمثابة إنذار للمصاب.

يُصاب 10_15% من الأشخاص بنوع آخر من السكتات الدماغية خلال 3 شهور من هذه النوبة العابرة.

سكتة دماغية إقفارية:

هذا النوع هو الأكثر شيوعاً حيث يحدث بنسبة 87% من الحالات. تحدث بسبب انسداد أي من الشرايين المغذية للدماغ عن طريق تجلط الدم أو تراكم الترسبات الدهنية فيه. هذه النوبة تؤدي إلى تدمير خلايا الجزء المصاب، كما أنها قد تؤدي إلى مضاعفات دائمة إذا لم يتم إسعاف المصاب في الوقت المناسب.

سكتة دماغية نزفية:

تحدث عندما يتمزق وعاء دموي في الدماغ بسبب التمدد غير الطبيعي لهذا الوعاء أو تشوه شرياني وريدي. عادة ما يحدث ذلك بسبب عدم التحكم في ضغط الدم المرتفع مما يجعل الدم يضغط على شرايين الدماغ فتنفجر ويحدث النزيف.

نوبة دماغية مجهولة السبب:

في بعض الحالات تحدث السكتة الدماغية بدون سبب واضح حيث أنه لا يوجد جلطة في الشريان أو نزيف.

السكتة الدماغية الجذعية:

تُسمى الجذعية لأنها تحدث في جذع الدماغ وتؤثر على جانبي الجسم. كما أنها تجعل المصاب غير قادر على الكلام ولا الحركة.

أعراض السكتة الدماغية

يؤدي نقص تدفق الدم إلى الدماغ إلى إتلاف الأنسجة داخل الدماغ. تظهر أعراض السكتة الدماغية في أجزاء الجسم التي تتحكم فيها المناطق المتضررة من الدماغ.

عادة ما تحدث السكتة الدماغية بدون سابق إنذار والأعراض هي:

الارتباك بما في ذلك صعوبة التحدث وفهم الكلام.
صداع مع عدم القدرة على الإدراك.
غثيان أو قيء.
تنميل في جانب من الجسم.
عدم القدرة على تحريك أجزاء من الوجه، أو الذراع، أو القدم.
مشاكل في الرؤية في عين واحدة أو كلتاهما.
دوخة وصعوبة في المشي.

قد تؤدي السكتة الدماغية إلى مشاكل صحية طويلة المدى، تعتمد حدوث هذه المضاعفات على سرعة التشخيص والعلاج.

قد يعاني المصاب أيضا من:

صعوبة التحكم في المثانة أو الأمعاء.
شلل في أحد الجانبين.
تشنجات.
تدمير خلايا الدماغ.
إعاقة طويلة المدى.
الوفاة.

الأسباب وعوامل الخطر

السمنة.
السكري.
ارتفاع ضغط الدم.
ارتفاع مستوى الكوليسترول.
أمراض القلب وتصلب الشرايين.
التعرض لصدمة جسدية (حادث).
تناول أدوية سيولة الدم.
تاريخ عائلي للسكتة الدماغية.
كبار السن فوق 55 عام.
طبيعة حياة خاملة.
التدخين.
تناول الكحوليات.
إدمان المواد المخدرة.

وجدت بعض الدراسات أن الذكور أكثر عرضة للوفاة بسبب السكتة الدماغية من الإناث. ومع ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن هذه الاختلافات لا تأخذ في الاعتبار اختلافات العرق، والعمر، وشدة السكتة الدماغية، وعوامل الخطر الأخرى.

تشخيص السكتة الدماغية

يبدأ الطبيب فحص المريض حسب تدهور الحالة، وبعض الفحوصات تتم بعد إنقاذ حياة المصاب.

الفحص البدني:

يسأل الطبيب عن الأعراض والتاريخ المرضي للمصاب. كما أنه يقوم بفحص العضلات، وردود الفعل، والإحساس، والرؤية، والتوازن. يفحص الطبيب أيضا ضغط الدم، والنبض، والأوعية الدموية في العينين.

اختبارات الدم:

تحدد اختبارات الدم عوامل سيولة أو تخثر الدم لمعرفة سبب السكتة الدماغية. كما أن الطبيب يتحقق من خلالها عن وجود عدوى أم لا.

الأشعة المقطعية (CT scan):

يمكن أن تظهر الأشعة السينية النزيف، والجلطات، والأورام، وحالات أخرى داخل الدماغ.

التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI scan):

يُستخدم الرنين المغناطيسي لعمل صورة للدماغ يحدد الطبيب من خلالها أنسجة المخ التالفة.

الموجات فوق الصوتية السُباتية:

تُستخدم لفحص تدفق الدم في الشرايين السُباتية ومعرفة ما إذا كان هناك تضيق أو لويحات نتيجة ترسب الدهون.

تصوير الأوعية الدموية الدماغي:

قد يقوم الطبيب بحقن صبغة في الأوعية الدموية في الدماغ لجعلها مرئية تحت الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي. يوفر هذا رؤية مفصلة للأوعية الدموية في الدماغ والرقبة.

رسم القلب:

يُفيد في تكوين صورة مفصلة للقلب، والتحقق من وجود جلطات قد تنتقل للدماغ.

اقرأ أيضا: صورة الدم الكاملة (CBC)

علاج السكتة الدماغية

تحدث السكتة الدماغية فجأة ولأفضل النتائج لا بد من الذهاب للمشفى فوراً وتلقي العلاج المناسب خلال 3 ساعات من بدء الأعراض.

يختلف علاج السكتة الدماغية باختلاف نوعها، ولذلك فإن طرق العلاج أيضا تختلف.

أولا علاج السكتة الدماغية الإقفارية

تحدث نتيجة انسداد أو ضيق في أحد شرايين الدماغ. غالباً ما يكون العلاج مجموعة من الأدوية؛ بعضها فوري ولمدة قصيرة والآخر يجب الاستمرار عليه لمدة طويلة للوقاية من حدوث جلطات أخرى.

أدوية مذيبة للجلطة:

يتم إذابة الجلطة عن طريق حقن مادة تسمى ألتيبلاز “alteplase” المعروفة باسم أكتيليس “actilyse”. هذه المادة فعالة جداً إذا تم حقنها خلال 3_4.5 ساعات من بدء الأعراض ولا يُنصح باستخدامها بعد هذه الفترة.

قبل استخدام ألتيبلاز لا بد من عمل أشعة على الدماغ للتأكد من أن سبب السكتة الدماغية هو الجلطة وليس نزيف.

استئصال الخثرة:

يحتاج عدد قليل من الحالات الخطيرة المصابة بالسكتة الدماغية إلى عملية استئصال الخثرة. تعتمد هذه العملية على إزالة الجلطة واستعادة تدفق الدم إلى الدماغ.

كما أنها تكون فعالة فقط عندما تكون الجلطة في شريان كبير في الدماغ. كذلك لا بد من إجرائها في أقرب وقت ممكن.

يتم الاستئصال عن طريق إدخال قسطرة في شريانٍ ما ثم تمرير جهاز صغير عبر القسطرة إلى الشريان في الدماغ. هذا الجهاز يعمل على شفط أو إزالة الجلطة.

يمكن إجراء عملية الاستئصال تحت التخدير الموضعي أو الكلي.

الأسبرين:

غالباً ما يتم وصف الأسبرين بعد علاج السكتة الإقفارية كعلاج طويل المدى للوقاية من تجمع الصفائح الدموية التي تساعد على تكوين الجلطات.

كما أنه يمكن وصف أدوية أخرى مضادة للصفائح الدموية مثل بلافكس “clopidogrel” أو بيرسانتين “dipyridamole”.

أدوية مضادة للتخثر:

هي أدوية قد يصفها الطبيب في بعض الحالات كعلاج طويل المدى بعد التعرض للسكتة الإقفارية. هذه الأدوية تعمل على تغيير في التركيب الكيميائي للدم على النحو الذي يمنع تكون الجلطات.

كذلك فإن مضادات التخثر ربما يصفها الطبيب في الحالات التالية:

الرجفان الأذيني وهو عدم انتظام ضربات القلب.
الإصابة بجلطة سابقة.
الإصابة بتجلط الأوردة العميقة (DVT).

أمثلة للأدوية المضادة للتخثر:

ماريفان “Warfarin”.
إليكويس “apixaban”.
براداكسا “dabigatran”.
ليكسيانا “edoxaban”.
زارلتو “rivaroxaban”.

قد يصف الطبيب نوع آخر من مضادات التخثر يُسمى هيبارين، ويستخدم عن طريق الحقن لمدة قصيرة.

العلاج بالجراحة في الشريان السُباتي

قد تحدث السكتة الدماغية بسبب ضيق في الشريان السُباتي (شريان في الرقبة يحمل الدم إلى الدماغ). هذا الضيق يحدث نتيجة تراكم ترسبات دهنية في الشريان.

تُعد هذه الحالة خطيرة جداً حيث يتطلب إجراء جراحة في الرقبة وإزالة الدهون المترسبة في الشريان السباتي.

ثانيا علاج السكتة الدماغية النزفية

تحدث السكتة النزفية نتيجة نزيف في الأوعية الدموية في الدماغ. لذلك يعتمد العلاج على عدة طرق كالتالي:

أدوية تساعد على تجلط الدم:

هي أدوية تساعد على وقف النزيف عن طريق زيادة عوامل تخثر الدم مثل:

فيتامين ك.
بروثرومبين.
نقل الصفائح الدموية.

الدعامة:

يلجأ الطبيب للدعامة لوقف النزيف ودعم الأوعية الدموية الضعيفة عن طريق إدخال أنبوب طويل إلى الأوعية الدموية المصابة. بعد ذلك يتم تثبيت قطعة حلزونية في المكان المصاب مما يمنع تسريب الدم خارج الوعاء.

علاج أم الدم:

أم الدم هو تمدد وعائي يؤدي إلى حدوث نزيف في الدماغ. لذلك يقوم الطبيب بإدخال أنبوب طويل إلى الوعاء الدموي المصاب وتثبيت بعض اللفائف في التمدد لمنع النزيف.

علاج تمدد الأوعية الدموية في الدماغ