ما هو مرض الزهايمر؟
الزهايمر هو النوع الأكثر شيوعا من الخرف، يتقدم بمرور الوقت، يبدأ بفقدان بسيط للذاكرة وربما يؤدي إلى فقدان القدرة على مواصلة الاستجابة للبيئة.
يؤثر هذا المرض على أجزاء من الدماغ تتحكم في التفكير، والذاكرة، واللغة. يمكن أن يؤثر بشكل خطير على قدرة الشخص على القيام بالأنشطة اليومية.
حقائق عن الزهايمر
- هو حالة مزمنة، ومستمرة، وليس علامة للشيخوخة.
- يُعد نوع من الخرف، تأتي أعراضه تدريجياً، وتكون تأثيراته على الدماغ تنكسية.
- يمكن لأي شخص أن يصاب بمرض به، ولكن بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة، وهذا يشمل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا والذين لديهم تاريخ عائلي للحالة.
- يختلف هذا المرض من شخص إلى آخر، فمنهم من يعاني لفترة طويلة مع تلف إدراكي خفيف، بينما يعاني البعض الآخر من ظهور الأعراض بشكل أسرع وتطور أسرع للمرض.
- لا يوجد علاج لمرض الزهايمر حتى الآن، ولكن العلاج يمكن أن يساعد في تقليل الأعراض مؤقتًا وإبطاء تطور المرض.
اقرأ أيضا: التهاب السحايا و… meningitis vaccine
بروتين يسبب الزهايمر
يحتوي الدماغ البشري على أكثر من 100 مليار خلية عصبية وخلايا أخرى. تعمل الخلايا العصبية معًا لتحقيق جميع الاتصالات اللازمة لأداء وظائف مثل التفكير، والتعلم، والتذكر، والتخطيط.
يؤدي التراكم غير الطبيعي للبروتينات في الدماغ إلى الإصابة بمرض الزهايمر. إن تراكم بروتين الأميلويد وبروتين تاو يسبب موت خلايا الدماغ.
يعتقد العلماء أن بروتين الأميلويد يتراكم في خلايا الدماغ، ويشكل كتلًا أكبر تسمى اللويحات. وتتشكل الألياف الملتوية من بروتين آخر يسمى تاو على شكل تشابكات. تمنع هذه اللويحات والتشابكات الاتصال بين الخلايا العصبية، مما يمنعها من القيام بدورها.
يؤدي الموت البطيء والمستمر للخلايا العصبية إلى ظهور أعراض هذا مرض. يبدأ موت الخلايا العصبية في منطقة واحدة من الدماغ ثم ينتشر إلى مناطق أخرى.
وعلى الرغم من الأبحاث المستمرة، لا يزال العلماء لا يعرفون السبب الدقيق لتراكم هذه البروتينات.
اقرأ أيضا: الجهاز اللمفاوي lymphatic system خط الدفاع الأول
الأعراض
تتضمن أعراض هذا المرض تدهورًا تدريجيًا في الذاكرة، والتفكير، والتنسيق، واللغة، والمزاج، والسلوك.
تختلف علامات وأعراض مرض الزهايمر حسب مرحلة الحالة.
أعراض المرحلة الخفيفة من الزهايمر
تصبح أعراض هذا المرض ملحوظة في المرحلة الخفيفة. الأعراض المبكرة الأكثر شيوعًا هي نسيان المعلومات التي تم تعلمها حديثًا، وخاصة الأحداث، والأماكن، والأسماء الأخيرة.
تشمل العلامات والأعراض الأخرى لمرض الزهايمر الخفيف ما يلي:
- مواجهة صعوبة في العثور على الكلمات المناسبة للتعبير عن الأفكار.
- فقدان الأشياء أو وضعها في غير مكانها أكثر من المعتاد.
- مواجهة صعوبة في حل المشكلات.
- أخذ وقت أطول لإنجاز المهام اليومية الروتينية.
لا يواجه معظم الأشخاص في المرحلة الخفيفة من أي مشكلة في التعرف على الوجوه المألوفة ويمكنهم عادة السفر إلى أماكن مألوفة.
أعراض المرحلة المتوسطة من الزهايمر
المرحلة المتوسطة هي أطول مرحلة ويمكن أن تستمر لسنوات عديدة. غالبًا ما يحتاج الأشخاص في المرحلة المعتدلة من هذا المرض إلى الرعاية والمساعدة، تشمل أعراض هذه المرحلة:
- زيادة فقدان الذاكرة والارتباك، وغالبًا ما ينسون الأحداث أو التفاصيل المتعلقة بحياتهم، مثل رقم هاتفهم أو المكان الذي ذهبوا فيه إلى المدرسة.
- ضعف في الذاكرة قصيرة المدى.
- مواجهة بعض الصعوبة في التعرف على الأصدقاء والعائلة.
- تكرار القصص، أو الأفكار، أو الأحداث التي تدور في أذهانهم.
- تواجه صعوبة في الرياضيات البسيطة.
- بحاجة إلى مساعدة في الرعاية الذاتية، مثل الاستحمام، والعناية الشخصية، واستخدام الحمام.
- المزيد من التغييرات في الشخصية، بما في ذلك الانفعال، أو الاكتئاب، أو اللامبالاة، أو القلق مع تقدم المرض.
- تطور شكوك لا أساس لها حول العائلة، والأصدقاء، والأطباء (الأوهام).
- سلس البول و/أو سلس البراز (الأمعاء).
- الإصابة باضطرابات في النوم.
أعراض المرحلة الشديدة من مرض الزهايمر
في المرحلة الأخيرة من المرض، تكون أعراض الخرف شديدة. يحتاج الأشخاص في هذه المرحلة إلى رعاية واسعة النطاق، وغالبًا ما يعاني المريض بما يلي:
- فقدان كامل للذاكرة تقريبًا.
- لا يعرف ما يحيط بهم.
- يحتاج إلى مساعدة في جميع الأنشطة الأساسية للحياة اليومية، مثل تناول الطعام، والجلوس، والمشي.
- يفقد القدرة على التواصل. ويصبح كلامهم يقتصر على بضع كلمات أو عبارات.
- يكون عرضة للإصابة بالالتهابات، وخاصة الالتهابات الرئوية والالتهابات الجلدية.
تشخيص مرض الزهايمر
يبدأ الطبيب بالتعرف على التاريخ المرضي للمريض والعائلة، والسؤال عن
الظروف الصحية، والأدوية الحالية أو السابقة، والنظام الغذائي، وتناول الكحول، وعادات نمط الحياة الأخرى.
هناك عدة اختبارات للمساعدة في التشخيص، منها:
اختبار الحالة العقلية، يمكن أن يساعد ذلك في تقييم ما يلي:
- ذاكرة قصيرة المدي.
- الذاكرة طويلة المدى.
الفحص البدني، وذلك للتحقق من الحالة الصحية:
- فحص ضغط الدم.
- تقييم معدل ضربات القلب.
- درجة حرارة الجسم.
- اختبارات البول أو الدم.
الفحص العصبي، لاستبعاد التشخيصات المحتملة الأخرى، مثل المشكلات الطبية الحادة مثل العدوى أو السكتة الدماغية.
تصوير الدماغ، يمكن أن تشمل ما يلي:
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، لتحقق من الالتهاب، والنزيف، والمشاكل الهيكلية.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT)، يساعد الطبيب في البحث عن الخصائص غير الطبيعية في الدماغ.
اختبارات الدم، للتحقق من الجينات التي قد تشير إلى فرصة أكبر للإصابة بمرض الزهايمر.
عوامل الخطر
يعتقد العلماء حتى الآن أن طفرة جينية قد تسبب بداية مبكرة لهذا المرض. كما يعتقدون أن مرض الزهايمر المتأخر يحدث نتيجة لسلسلة معقدة من التغيرات الدماغية التي قد تحدث على مدى عقود. من المحتمل أن تساهم بعض عوامل الخطر في هذا المرض، بما في ذلك:
- الشيخوخة
- العامل الوراثي.
- إصابة الرأس المؤلمة.
- الاكتئاب.
- أمراض القلب، والأوعية الدموية، والأمراض الدماغية الوعائية.
- ضغط دم المرتفع.
- السكري.
- التدخين.
- البدانة.
مرض الزهايمر المبكر
يؤثر المرض عادةً على الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فما فوق. ومع ذلك، يمكن أن يحدث لدى الأشخاص في وقت مبكر من الثلاثينيات، أو الأربعينيات، أو الخمسينيات من عمرهم. وهذا ما يسمى مرض الزهايمر المبكر. يؤثر هذا النوع على أقل من 10 بالمائة من جميع الأشخاص المصابين بهذه الحالة.
نظرًا لأن الأطباء لا يبحثون دائمًا عن علامات هذا المرض لدى البالغين الأصغر سنًا، فإن التشخيص قد يستغرق وقتًا طويلاً. تعتمد أعراض ظهور مرض الزهايمر المبكر على مرحلة المرض. يمكن أن تشمل العلامات المبكرة فقدانًا خفيفًا للذاكرة وصعوبة في التركيز أو إنهاء المهام اليومية. قد يكون من الصعب العثور على الكلمات الصحيحة، وقد تفقد الإحساس بالوقت.
وجدت بعض الدراسات أن بعض التغيرات في الرؤية والعين يمكن أن تشير إلى مرحلة مبكرة من هذا المرض لدى الأشخاص في الخمسينيات من العمر وما فوق.
اقرأ أيضا: العلاج الكيماوي chemotherapy وأهم آثاره الجانبية
علاج مرض الزهايمر
لا يوجد علاج لهذا المرض، ولكن بعض الأدوية يمكن أن تبطئ مؤقتًا من تفاقم أعراض الخرف. يمكن للأدوية والتدخلات الأخرى أن تساعد أيضًا في علاج الأعراض السلوكية.
وبما أن هذا المرض يؤثر على كل شخص بشكل مختلف، فإن العلاج يكون فرديًا للغاية. يعمل الطبيب مع المريض لتحديد أفضل خطة علاجية.
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على نوعين من الأدوية لعلاج أعراض مرض الزهايمر، وهي كالتالي:
- مثبطات الكولينستراز:
يمكن أن تساعد مثبطات إنزيم الكولينستراز التالية في علاج أعراض مرض الزهايمر الخفيف إلى المتوسط:
- دونيبيزيل (أريسبت).
- ريفاستيجمين (إكسيلون®).
- جالانتامين (Razadyne®).
تعمل هذه الأدوية عن طريق منع عمل إنزيم الأسيتيل كولينستراز، وهو الإنزيم المسؤول عن تدمير الأسيتيل كولين. الأسيتيل كولين هو أحد المواد الكيميائية التي تساعد الخلايا العصبية على التواصل. يعتقد الباحثون أن انخفاض مستويات الأسيتيل كولين يسبب بعض أعراض مرض الزهايمر.
يمكن لهذه الأدوية تحسين بعض مشاكل الذاكرة وتقليل بعض الأعراض السلوكية لمرض الزهايمر.
- مضادات NMDA:
ميمانتين (Namenda®) معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج مرض الزهايمر المتوسط إلى الشديد. يساعد في الحفاظ على صحة بعض خلايا الدماغ.
أظهرت الدراسات أن الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر الذين يتناولون ميمانتين يظهرون أداءً أفضل في أنشطة الحياة اليومية مثل الأكل، والمشي، واستخدام المرحاض، والاستحمام، وارتداء الملابس.
قد تساعد بعض الأدوية في علاج، بما في ذلك:
- مضادات الاكتئاب: يمكن لهذه الأدوية علاج القلق، والأرق، والعدوانية، والاكتئاب.
- الأدوية المضادة للقلق: يمكن لهذه الأدوية علاج الانفعالات.
- الأدوية المضادة للاختلاج: يمكن لهذه الأدوية في بعض الأحيان علاج العدوان.
- مضادات الذهان: يمكن لهذه الأدوية علاج جنون العظمة والهلوسة.
يمكن أن تسبب هذه الأدوية آثارًا جانبية مزعجة أو خطيرة (مثل الدوخة)، لذلك يصفها الطبيب عادةً لفترات قصيرة فقط عندما تكون المشكلات السلوكية شديدة.
علاج الزهايمر المبكر
منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) موافقة سريعة على عقار “أدوكانوماب” (Aduhelm™)، وهو أول علاج معدّل لمرض الزهايمر. يساعد الدواء على تقليل رواسب الأميلويد في الدماغ.
أدوكانوماب هو دواء جديد، وقد درس الباحثون آثاره على الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر المبكر. ولهذا السبب، قد يساعد الأشخاص فقط في المرحلة المبكرة.
كيفية الوقاية من الزهايمر؟
وكما لا يوجد علاج معروف لمرض الزهايمر، لا توجد تدابير وقائية مضمونة. هناك عادات صحة توفر فرصة أكبر للوقاية من هذا المرض، ومنها:
- الإقلاع عن التدخين.
- ممارسة الرياضة تقلل من خطر الإصابة بالعديد من الحالات، مثل أمراض القلب، والأوعية الدموية، والسكري.
- الحفاظ على نشاط العقل، مثل بعض تمارين التدريب المعرفي.
- تناول نظام غذائي متوازن مع الكثير من الفواكه والخضروات.
- الحفاظ على العلاقات الاجتماعية، من المرجح أن تفيد الصداقات، والعمل التطوعي، والهوايات الصحة العامة.
- الكشف والفحوصات الدورية.
اقرأ أيضا: سرطان الجلد skin cancer وأهم أسبابه وطرق العلاج
المصادر
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9164-alzheimers-disease
- https://www.cdc.gov/aging/aginginfo/alzheimers.htm#:~:text=Alzheimer’s%20disease%20is%20the%20most,thought%2C%20memory%2C%20and%20language.
- https://www.healthline.com/health/alzheimers-disease#facts
- https://www.medicalnewstoday.com/articles/159442
موضوع ممتاز شكرا جزيلا و جزاكم الله خير