التهاب الجيوب الأنفية Sinusitis.. أسبابه وعلاجه

التهاب الجيوب الأنفية

ما هي الجيوب الأنفية؟

الجيوب الأنفية عبارة عن تجاويف هوائية طبيعية موجودة داخل عظام الوجه والقحف بعضها توجد منذ الولادة والبعض الآخر يتشكل مع النمو وتتميز بكونها مبطنة بغشاء مخاطي وتفرغ إفرازاتها في جوف الأنف، وتعتبر ذات أهمية كبيرة حيث تساهم في:

1. تخفيف وزن الجمجمة وحمايتها من الصدمات.
2. إعطاء الرنين الخاص بكل صوت.

أما عن التهاب الجيوب الأنفية فهي حالة تتعرض فيها التجاويف الهوائية حول الممرات الأنفية للالتهاب نتيجة عوامل عديدة سنأتي إلى ذكرها لاحقاً.

ينقسم التهاب الجيوب الأنفية إلى نوعين: حاد ومزمن يشتركان في بعض الجوانب ولكن مع اختلاف في بعض الأسباب ومدة الحدوث وكذلك طريقة العلاج.

اقرأ أيضاً: حساسية الانف.. اسبابها وانوعها واعراضها عند الاطفال

أسباب التهاب الجيوب الأنفية

تتعدد أسباب التهاب الجيوب الأنفية فقد تكون ناتجة عن عدوى فيروسية أو جرثومية وفي مقدمتها المكورات العقدية والمستدمية النزلية ثم الموراكسيلا أو قد تكون عدوى فطرية إضافة إلى مجموعة أخرى من الأسباب المتنوعة التي تساهم في حدوث هذه الحالة، نذكر منها:

1. الزكام الشائع (نزلة البرد) وهو السبب الأكثر شيوعًا.
2. الحساسية الأنفية وخاصة الموسمية منها.
3. تشوهات الأنف كانحراف الحاجز الأنفي.
4. البوليبات الأنفية والأورام.
5. ضعف مناعة الجسم والتي قد تنتج عن أمراض معينة أو استخدام بعض الأدوية فتجعل الجسد أكثر عرضة للإصابة بمسببات العدوى.
6. الإصابة ببعض الأمراض مثل الإيدز، والتليف الكيسي، والجزر المعدي المريئي، والربو.

يُلاحظ عند الأطفال الرضع يزيد استخدام اللهايات أو زجاجة الحليب خاصة أثناء الاستلقاء من إمكانية حدوث هده الحالة، أما لدى البالغين يعد التدخين عامل خطر مهم.

طرق انتقال العدوى

يعتبر التهاب الجيوب الأنفية حالة معدية وتوجد عدة طرق للانتقال مثل:

1. السعال والعطاس أي عن طريق القطيرات التنفسية.
2. التماس المباشر مع المصاب أو استخدام أدواته الخاصة.

التهاب الجيوب الأنفية المزمن

تعرف حالة التهاب الجيوب الأنفية المزمنة بأنها استمرار الالتهاب الحاد لمدة تتجاوز ثلاثة أشهر على الرغم من العلاج.

في هذه الحالة تسد الجيوب ويحدث الالتهاب نتيجة التورم وتراكم المخاط.

أهم ما يميز الالتهاب المزمن هي صعوبة التنفس التي يعاني منها المصاب لفترة طويلة.

اقرأ أيضاً: الالتهاب الرئوي.. اسبابه واعراضه وعلاجه وطرق الوقاية

أعراض التهاب الجيوب الأنفية

يوجد العديد من الأعراض لالتهاب الجيوب الأنفية وليس بالضرورة اجتماعها كلها في آن واحد كما تختلف بين الالتهاب الحاد والمزمن.

• يتميز الالتهاب الحاد بالأعراض الآتية:

1. ارتفاع درجة الحرارة.
2. سيلان أنفي بشكل مخاط أصفر أو أخضر اللون من الأنف.
3. انسداد الأنف وصعوبة التنفس.
4. أحياناً سعال.
5. ويترافق مع ألم في الرأس يزداد بالانحناء إلى الأمام.

إضافةً إلى ذلك يوجد لدى الأطفال تهيج مع صعوبة في الإطعام ويُلاحظ التنفس من الفم لديهم.

• أما الالتهاب المزمن فتكون أعراضه كالتالي:

1. صداع مع ألم في منطقة الجيوب على حرف “T”.
2. نقص حاسة الشم.
3. ألم في الأسنان.
4. إضافة إلى أعراض الالتهاب الحاد ولكن بنسبة أقل.

اقرأ أيضاً: الكحة (السعال).. الأنواع والأسباب وأفضل طرق العلاج

تشخيص التهاب الجيوب الأنفية

يبدأ التشخيص من أخذ القصة والفحص السريري للمريض كجس منطقة الجيوب حول الأنف وفي مقدمة الرأس ومن ثم طلب الاستقصاءات الإضافية المساعدة في وضع التشخيص النهائي، ومن هذه الوسائل نذكر:

1. التصوير الشعاعي: مثل التصوير الطبقي المحوري CT أو الرنين المغناطيسي للجيوب حيث تظهر تفاصيل المنطقة وتساعد في كشف البوليبات، والأورام، وبعض أنواع الفطور التي تؤدي إلى انسداد الجيوب.
2. التنظير الأنفي: ذلك باستخدام منظار ليفي مرن يدخل عبر الأنف ويكشف وجود أي تشوهات في الحاجز الأنفي إضافة إلى كشف البوليبات والأورام.
3. اختبار الحساسية: يجرى في حالة الشك بأن سبب الالتهاب تحسسي وهو اختبار بسيط وسريع.
4. مزرعة للإفرازات الأنفية: نادراً ما يتم اللجوء إلى هذه الطريقة ولكنها تعد مفيدة في الحالات المعقدة والتي لا تستجيب للعلاج.

علاج التهاب الجيوب الأنفية

يعتمد العلاج على شدة الحالة وتشفى معظم الحالات بشكل عفوي خاصة الحالات الحادة منها، ولكن توجد بعض التدابير البسيطة للمساعدة في تخفيف الحالة والتماثل للشفاء، ومن هذه الإجراءات:

1. بخاخ الأنف الملحي: لغسل وتنظيف الأنف بشكل مستمر من المفرزات الأنفية المتراكمة والتي تؤدي إلى حدوث الانسداد. 
2. الكورتيكوستيرويدات الأنفية بشكل بخاخ: تساعد في العلاج والوقاية ومنها: الفلوتيكازون، والبيكلوميتازون، والموميتازون.
3. مضادات الاحتقان: توجد بشكل بخاخ، أو أقراص، أو شراب، وتُعطى عدة أيام فقط لأن الاستمرار بها أكثر من خمسة أيام يسبب مضاعفات.
4. مضادات الحساسية: ذلك عندما يكون سبب الالتهاب يعود للحساسية.
5. مسكنات الألم: أسيتامينوفين (بنادول) أو إيبوبروفين (بروفين).
6. المضادات الحيوية: لا توجد حاجة لإعطاء المضادات الحيوية في التهاب الجيوب الأنفية لأن معظم الحالات تنتج عن عدوى فيروسية ومع ذلك قد توصف المضادات الحيوية في الحالات المتقدمة والشديدة ولكن من قبل الطبيب حصراً.

وفي حال عدم الاستجابة على المعالجة الدوائية يمكن اللجوء إلى العلاج الجراحي بشكل مباشر أو عن طريق التنظير، وذلك باستخدام تقنيات خاصة لتوسيع فوهات تصريف الجيوب وتفريغ الإفرازات القيحية منها.

يستعيد المريض عافيته بعد فترة قصيرة من العمل الجراحي.

اقرأ أيضاً: زيرتك لعلاج الحساسية في مختلف المراحل العمرية

المضاعفات

تعتبر منطقة الجيوب منطقة حساسة وهامة كونها تجاور العديد من البنى المهمة مثل العين، والدماغ، والجيوب الوريدية في الدماغ، لذلك تؤدي الحالات المُهملة وكذلك غير المستجيبة للعلاج وحالات نقص المناعة إلى مجموعة من المضاعفات التي قد يكون بعضها خطيراً ويودي بحياة المريض.

نذكر من هذه المضاعفات:

1. ألم وتورم في العينين، والخدين، ومقدمة الرأس.
2. إصابة الجيب الوريدي الكهفي في الدماغ وبالتالي أذية الأعصاب التي تمر خلاله مما يؤدي إلى شلل في حركات العين وفي بعض الأحيان تنتهي بالوفاة.
3. خراجات دماغية.

التهاب الجيوب الأنفية والكورونا

قد تصاب الجيوب الأنفية بمرض يُدعى “الفطر الأسود” وقد ارتبط هذا الاسم كثيراً بجائحة الكوفيد-19 كون نسبة من المصابين بالكورونا تطورت لديهم مضاعفات عديدة كان أحدها الفطر الأسود، فما هو؟

إن الفطر الأسود هو عدوى فطرية تصيب الغشاء المخاطي وخاصة الجيوب الأنفية ولكن يمكن أن يصيب الدماغ والرئتين، غالباً ما يصيب الأشخاص المضعفين مناعياً وهذا هو حال مرضى الكورونا حيث تكون أجسادهم ومناعتهم ضعيفة نتيجة غزو الفيروس إضافة إلى العلاج الذي يتلقونه لفترة طويلة نوعاً ما من الكورتيزون والذي يؤدي إلى إضعاف مناعة الجسم.

ولعل أهم ما يميز هذه الحالة عن حالة التهاب الجيوب الأنفية هي بعض الأعراض مثل:

1. ضعف في الأطراف.
2. جحوظ في العينين مع احمرار وألم.
3. إقياء دموي.
4. اضطرابات عقلية.
5. ألم وتورم في الوجه أحادي الجانب.
6. بقع سوداء في سقف الفم والحنك.

هل يمكن الشفاء من التهاب الجيوب الأنفية؟

يعد التهاب الجيوب الأنفية حالة صحية قابلة للعلاج وغالبية الحالات تشفى تماماً ولكن ذلك يتبع لتحديد السبب بشكل دقيق ومن ثم اتباع العلاج المناسب ولمدة كافية، حيث أن علاج الحالات الناتجة عن سبب فيروسي تختلف عن العدوى الجرثومية أو الحساسية ولقد تم ذكر علاج كل منها سابقاً.

اقرأ أيضاً: الحساسية الموسمية و11 طريقة طبيعية لعلاجها

المصادر:

• https://www.nhs.uk/conditions/sinusitis-sinus-infection/
• https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/17700-chronic-sinusitis
• https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/acute-sinusitis/symptoms-causes/syc-20351671
• https://www.webmd.com/allergies/sinusitis-and-sinus-infection
• https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/sinusitis
• https://medlineplus.gov/ency/article/000647.htm