التهاب الكبد الوبائي أعراضه وعلاجه وأهم 10 طرق للوقاية لتهاب الكبد الوبائي، مرض فيروسي يصيب الكبد، ويؤثر على قدرته على أداء وظائفه الحيوية. هذا المرض ليس مجرد إزعاج عابر، بل قد يتطور إلى حالات خطيرة مثل التليف الكبدي وسرطان الكبد، مما يهدد حياة المصابين. لذلك، فإن فهم هذا المرض وطرق الوقاية منه يعد أمرًا بالغ الأهمية.”
ما هو التهاب الكبد الوبائي؟
إن التهاب الكبد الوبائي مشكلة صحية شائعة عالمياً، تسببها فيروسات نوعية تصيب الكبد هي (A, B, C, D, E)
سنأتي على ذكر كل منها تباعاً إضافة لتوضيح أعراضه وعلاجه وطرق الوقاية لكل نوع منها في هذا المقال.
اقرأ أيضا: الاسبرين Aspirin واستخدامه لأمراض القلب.
أنواع التهاب الكبد الوبائي
النمط A
يسببه فيروس HAV ويعتبر التهاب الكبد الوبائي A النمط الأكثر شيوعاً وأقل خطورة لهذا المرض. كما أنه يزداد انتشاره في المجتمعات المزدحمة والفقيرة كونه ينتقل بشكل رئيسي عبر الطريق الفموي البرازي. هذا يعني تناول الطعام الملوث ببراز الشخص المصاب أو شرب المياه الملوثة بالصرف الصحي.
يتميز هذا النمط بحدوثه على شكل جائحات كبيرة. إضافة إلى عدم تحوله إلى الشكل المزمن وإنما يقتصر على الشكل الحاد قصير الأمد لا يتجاوز 6 أشهر.
تشفى معظم الحالات المصابة بشكل تلقائي خاصة لدى الأعمار الصغيرة. بينما قد يسبب مرضاً شديداً في الأعمار المتقدمة ويجعل المريض منهكاً ويودي بحياته في نهاية المطاف.
كما يتوافر له لقاح نوعي يعطى بشكل خاص في الجائحات.
اقرأ أيضا: تحليل حمض الفوليك Folic acid Test
النمط B
يمثل التهاب الكبد الوبائي B والذي يسببه فيروس HBV مشكلة قد يظنها البعض خطيرة. لذلك يجب التوضيح، فبخلاف النمط A قد لا يقتصر النمط B على الحالة الحادة قصيرة الأمد والتي يتعافى منها المريض عفوياً بل من الممكن أن يتطور إلى حالة مزمنة تستمر أكثر من 6 أشهر. على سبيل المثال، فإن مرضى التشمع الكبدي وسرطان الكبد غالباً ما ينتهي بهم الحال إلى الوفاة. لكن يحدث ذلك بشكل خاص لدى الأطفال أكثر من البالغين الذين يتماثلون للشفاء قبل هذه المرحلة.
ومن الجدير بالذكر أن هذا النمط يمتلك طرقاً عديدة لانتقال العدوى نذكر منها ما يلي:
- الاتصال الجنسي: يشكل مصدراً هاماً في انتقال الإصابة خاصة في حال تعدد الشركاء الجنسيين أو العلاقات المثلية.
- نقل الدم ومشتقاته: التي تحمل الفيروس، وعلى أية حال لقد تراجعت نسب الإصابة بهذه الطريقة كثيراً نظراً للفحوصات المخبرية التي أصبحت تجرى بشكل روتيني قبل عملية نقل الدم.
- إبر الوشم وحقن الوريد التي تسبب اختلاط الدم: خاصة لدى هؤلاء الذين يتعاطون المخدرات الوريدية، كما قد يصاب الأطباء والممرضين عن طريق الخطأ عند حقن الإبر للمرضى المصابين لذلك يجب توخي الحذر وارتداء الكفوف الواقية خاصة في حال وجود أي جرح في اليد.
- الأم الحامل: ينتقل الفيروس بالطريق العمودي من الأم الحامل المصابة إلى طفلها أثناء عملية الولادة الطبيعية.
- من حسن الحظ يتوافر لقاح خاص لالتهاب الكبد B والذي أصبح يعطى روتينياً بعد أن أدخل إلى برنامج التلقيح الوطني في معظم دول العالم.
النمط C
يتشابه التهاب الكبد الوبائي C الناتج عن فيروس HCV كثيراً مع النمط B. فهو أيضاً لديه إمكانية التحول إلى الشكل المزمن وصولاً إلى سرطان الخلية الكبدية. كذلك طرق الانتقال التي تشكل إبر الوشم الملوثة والحقن الوريدية ونقل الدم أكثر أشكالها شيوعاً. بينما يعتبر الاتصال الجنسي والانتقال من الحامل للطفل أثناء الولادة أقل شيوعاً.
التهاب الكبد الوبائي وسرطان الكبد
تتعدد أسباب سرطان الكبد من التهابات فيروسية وكحول وغيرها، وهنا سنتطرق فقط لعلاقته بالتهاب الكبد الفيروسي.
كما أسلفنا سابقاً أن سرطان الخلية الكبدية هو نتيجة لبعض أنماط التهاب الكبد التي تتطور إلى الشكل المزمن.
فبعد نفي دور النمط A كونه يبقى في طور الحالة الحادة. ننتقل إلى النمطين B و C الذين يشكلان سبباً هاماً لسرطان الكبد. لكن يتفرد النمط B بإمكانية تحوله إلى سرطان دون المرور بمرحلة التشمع الكبدي. بينما النمط C سيمر حتماً بمرحلة التشمع ومن ثم ينتهي بسرطان الكبد.
الأعراض
تتراوح حالات التهاب الكبد الوبائي بين اللاعرضية حيث تغيب الأعراض أو قد تكون خفيفة جداً يكاد لا يلاحظها المريض، والعرضية التي تتصف بظهور الأعراض التالية تدريجياً:
- تعب عام وآلام في المفاصل والعضلات.
- نقص شهية، وغثيان، وقئ.
- ألم البطن.
- حرارة خفيفة إلى معتدلة وقشعريرة.
- اندفاعات جلدية وحكة.
- يرقان: يتميز باصفرار في الجلد والأغشية المخاطية والصلبة في العين، إضافة إلى لون البول الغامق وبراز شاحب.
تشخيص التهاب الكبد الوبائي
بما أن بعض الحالات قد تكون لا عرضية يجب علينا عندها تأكيد التشخيص اعتماداً على عدة وسائل نذكر منها:
- الاختبارات الدموية: تؤكد وجود أو غياب الفيروس وتحدد نوعه كما تفرق بين الحالة الحادة والحالة المزمنة، وتبين ما إذا كان لدى المريض مناعة ناجمة عن إصابة سابقة أو عن تناول اللقاح.
- التصوير بالأمواج فوق الصوتية (السونار): تفيد هذه التقنية في تصوير الكبد وإظهار التلف الناجم عن تطور الحالات المزمنة إلى تشمع كبدي أو سرطان.
- خزعة الكبد: تؤخذ عينة من الكبد للتحليل وتحري وجود سرطانة الخلية الكبدية.
اقرأ أيضا: تحليل وظائف الكبد
علاج التهاب الكبد الوبائي
يتعلق علاج التهاب الكبد الوبائي على حالة المريض ونوع الفيروس المصاب به. لكن بشكل عام تشفى معظم الحالات بشكل تلقائي. كذلك يحتاج المرضى إلى علاج عرضي فقط يتمثل بالراحة وتناول غذاء متوازن مع التشجيع على تناول وارد بروتيني جيد.
أما الحالات الحادة الشديدة تتطلب دخول المستشفى وتقديم علاجات داعمة. لكن يقتصر استخدام الأدوية المضادة للفيروسات على حالات الإعياء الشديدة فقط.
ومع ذلك يبقى اللقاح هو العلاج الأمثل. إضافة إلى توافر بعض الأدوية الحديثة خاصة بالنسبة للنمط C، فقد ساهم الإنترفيرون بتخفيض نسب الإصابة. ولكنه يظل قليل الاستخدام نظراً لمحدودية الحصول عليه وغلاء ثمنه في العديد من دول العالم.
بينما الحالات المزمنة قد لا يمكن السيطرة على بعضها في حال تأخر الكشف عنها أو وصولها لمراحل متقدمة. لذلك قد يفيد زرع الكبد في البعض منها.
اقرأ ايضا: لقاح الإنفلونزا.. أنواعه و5 شائعات خاطئة عنه
علامات شفاء التهاب الكبد الوبائي
معظم حالات التهاب الكبد تشفى تماماً. مما يدل على ذلك هو تراجع الأعراض والسيطرة عليه وشعور المريض بتحسن واضح. لكن لا نكتفي بذلك بل نحتاج إلى تأكيد حدوث الشفاء عن طريق الفحوص المخبرية التي تظهر غياب الفيروس وحدوث مناعة تجاهه.
أهم 10 طرق للوقاية
تشكل الوقاية حجر الأساس في التعامل مع التهاب الكبد وذلك عبر عدة جوانب هامة يجب مراعاتها، وسنذكر أهم 10 منها:
- التأكيد على ضرورة أخذ اللقاح مع إمكانية تناول جرعات داعمة عند الحاجة.
- عدم نقل منتجات الدم إلا بعد التأكد من سلامتها من الفيروسات المعدية عبر إجراء الفحوصات المخبرية.
- تجنب إجراء الوشم أو الحرص على التعقيم وعدم استخدام إبر مشتركة في حال إجرائه.
- عدم مشاركة الأدوات الخاصة للمصاب كفرشاة الأسنان، وشفرات الحلاقة، وقصافة الأظافر وغيرها.
- الابتعاد عن تعاطي المخدرات وخاصة الوريدية منها.
- الالتزام بقواعد النظافة الشخصية والعامة كغسل اليدين بالماء والصابون قبل إعداد الطعام، وتناوله، وبعد الخروج من المرحاض، إضافة إلى غسل الفواكه والخضار جيداً.
- إجراء الفحوص اللازمة قبل التخطيط للحمل للتأكد من سلامة الأم والطفل.
- تجنب ممارسة العلاقات الجنسية غير الشرعية أو تعدد الشركاء الجنسيين واستخدام الواقي الذكري.
- الحرص على تناول اللقاح عند السفر إلى المناطق الموبوءة وشرب المياه المعدنية المعبأة مسبقاً.
- تجنب التماس مع سوائل جسم المصاب كاللعاب والدم والسائل المنوي.
اقرأ أيضا: التصوير بالرنين المغناطيسي
المصادر:
https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/hepatitis-a
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/hepatitis-b/symptoms-causes/syc-20366802
https://www.nhs.uk/conditions/hepatitis/
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/4245-hepatitis-viral-hepatitis-a-b–c