أمراض

توعية عن التوحد… مشكلة نفسية أم عقلية؟

التوحد، أو اضطراب طيف التوحد مصطلح يصف مجموعة من المشاكل التي تحدث في التطور العصبي، والتي يتم ملاحظتها خلال مرحلة الطفولة المبكرة.

تساهم مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية في تفاقم هذه المشكلة.

ما هو التوحد؟

التوحد هو حالة معقدة تشمل وجود مشاكل في التواصل والسلوك، وهو يتضمن مجموعة كبيرة من الأعراض المختلفة.

 قد يكون مشكلة صغيرة في بعض الحالات، وقد تكون مشكلة تعجيزية تحتاج إلى اهتمام ورعاية طوال اليوم وبإمكانيات خاصة.

يجد الأشخاص المصابون بالمرض صعوبة في فهم مشاعر الأشخاص حولهم، كما يجدون صعوبة في التعبير عن أنفسهم سواء بالكلمات، أو تعبيرات الوجه، أو باللمس.

نجد أن مهارات المصابين قد تتطور بشكل غير منظم، فمثلا يجد الشخص المصاب بالمرض صعوبة في التواصل، بينما يكون جيدا في تعلم الموسيقى، والرسم، والحساب.

زاد تشخيص حالات الإصابة في الفترة الأخيرة أكثر من السابق، وقد تزداد أكثر نتيجة التغيرات التي حدثت في طريقة التشخيص.

اقرأ أيضا: فوار أستيل سستايين…دواعي الاستخدام والاحتياطات

أعراض التوحد

تظهر أعراض المرض بوضوح خلال مرحلة الطفولة ما بين 12-24 شهر، مع ذلك قد تظهر الأعراض في وقت سابق أو لاحق.

يتم تقسيم أعراض الإصابة إلى فئتين:

مشاكل في التواصل والتفاعل الاجتماعي

تبدأ الأعراض في الظهور قبل عمر خمس سنوات وتختلف الأعراض حسب كل مرحلة عمرية فمثلا:

عند الولادة: نجد مشكلة في الحفاظ على التواصل البصري.

9 شهور: لا يستجيب الطفل عند سماع اسمه، كما أنه يجد صعوبة في إظهار تعبيرات وجهه والتي تعكس مشاعره مثل الغضب والمفاجأة.

12 شهر: لا يشارك الطفل في الألعاب التفاعلية ولا يستخدم إيماءات اليد مثل التلويح.

15 شهر: لا يشارك الطفل اهتماماته مع الآخرين مثل مشاركة الألعاب وغيرها.

18 شهر: نلاحظ أن الطفل لا يشير إلى الأشياء أو يبحث عنها مثل الآخرين.

24 شهر: لا يشعر الطفل بحالة الآخرين من حزن أو ألم.

30 شهر: عدم الاندماج في اللعب والتفاعل مثل اللعب بالعرائس أو الدمى.

60 شهر: لا يستطيع لعب وتبادل الأدوار.

مع التقدم في العمر، يجد الأشخاص المصابون مشاكل في التحدث حيث تكون مهارة النطق أو التحدث لديهم محدودة جدا.

بعض الأشخاص يكون لديهم تطور في اللغة ولكن بشكل غير منتظم.

نجد مثلا أنهم يكون لديهم مفردات قوية جدا للحديث عن موضوع معين، ولكن يجدون صعوبة في التواصل بشأن أشياء أخرى.

نلاحظ أن المصابين يتحدثون بنبرة غير عادية، يمكن أن تكون النبرة عالية أو أحيانا تكون مثل الروبوت.

قد يتعلم الأطفال المتوحدون القراءة في وقت مبكر عن أقرانهم وهو ما يسمى بفرط القراءة.

لا ترتبط حالة فرط القراءة بالتوحد، حيث وجدت الأبحاث أنه حوالي 84% من الأطفال أصحاب فرط القراءة لا يعانون من المرض.

Child with autism deciding where is the best place to put his block. Shall he build it higher?

أنماط السلوك أو الأنشطة المتكررة

  • حركات متكررة مثل رفرفة الذراعين، أو الدوران، والجري.
  • ترتيب الأشياء بشكل منظم جدا والانزعاج عند الإخلال بهذا الترتيب.
  • تكرار الكلمات أو العبارات التي يسمعونها مرارا وتكرارا.
  • التركيز على أجزاء معينة من الأشياء مثل شعر دمية أو عجلة.
  • ردود فعل غير معتادة على الأصوات أو الروائح.
  • وجود قدرات استثنائية مثل تعلم الموسيقى أو قوة الذاكرة.

وهناك أعراض أخرى قد تصيب بعض المتوحدين مثل:

  • تأخر في الحركة واللغة.
  • الإمساك أو الإسهال.
  • القلق المفرط والتوتر.
  • وجود مستويات غير عادية من الخوف (أقل أو أعلى من المتوقع).
  • ردود فعل عاطفية غير متوقعة.

اقرأ أيضا: ما طرق محاربة الخوف المرضي؟

أنواع التوحد

يوجد أنواع مختلفة من المرض مثل:

  • متلازمة اسبرجر

وهو النوع الأكثر اعتدالا من طيف التوحد، فالشخص المصاب بمتلازمة اسبرجر يكون ذكيا جدا وقادرا على التعامل مع حياته اليومية، لكنه يجد صعوبة في الوقت الاجتماعي.

  • اضطراب تطوري واسع الانتشار غير محدد 

يكون هذا النوع أكثر حدة من متلازمة اسبرجر، ولكن ليس بنفس شدة اضطراب التوحد.

  • اضطراب التوحد

وهو المصطلح الأقدم حيث يكون أكثر شدة من النوعين السابقين.

  • اضطراب الطفولة التفككي

نادرا ما يصاب به الأطفال حيث يتطور فيه الطفل بشكل طبيعي ثم يفقد بسرعة العديد من المهارات اللغوية، والعقلية، والاجتماعية، وعادة ما يكون بين 2-4 سنوات.

أسباب التوحد

توضح الأبحاث أنه لا يوجد سبب واحد للإصابة بالمرض ولكن هناك بعض عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بالمرض مثل:

  • وجود شخص من العائلة مصاب بالمرض.
  • بعض الطفرات الجينية والاضطرابات الوراثية الأخرى.
  • كبر سن الوالدين عند الإنجاب.
  • ضعف وزن الطفل عند الولادة.
  • التعرض للسموم البيئية.
  • أن تكون الأم قد أصيبت بالتهابات فيروسية.
  • تعرض الجنين لأدوية الفالبرويك أو الثاليدوميد.

لا علاقة بين اللقاحات واضطراب طيف التوحد

أحد أكبر الخلافات في مرض التوحد، وهي أن هناك رابط بين المرض ولقاحات الطفولة.

وعلى الرغم من البحث المكثف، لم تظهر أي دراسة موثوقة وجود صلة بين المرض واللقاحات، وتم التراجع عن الدراسة الأصلية نظرا لسوء التصميم.

يمكن أن يؤدي تجنب تطعيمات الأطفال إلى تعريض طفلك والآخرين لخطر الإصابة بأمراض خطيرة ونشرها مثل السعال الديكي والحصبة.

اقرأ أيضا: لقاح الدرن واخر ما توصلت إليه الدراسات وعلاقته بفيروس كورونا

كيفية تشخيص التوحد؟

  • الفحوصات المبكرة: حيث أوصت الأكاديميات الطبية أن يخضع جميع الأطفال للفحص في سن 18-24 شهر.
  • اختبار الحمض النووي للأمراض الوراثية.
  • التقييم السلوكي.
  • اختبارات الرؤية والصوت: لاستبعاد أي مشاكل في الرؤية والسمع لاتتعلق بالتوحد.

علاج التوحد

لا يوجد علاج لهذا المرض، ولكن العلاجات الداعمة يمكن أن تؤثر كثيرا في نمو الطفل المصاب.

فإذا لاحظت أن طفلك يظهر عليه أعراض المرض لا بد من إخبار الطبيب في أقرب وقت ممكن.

وهناك نوعان رئيسيان من العلاجات:

  • العلاج السلوكي والاتصالي: فقد يساعد العلاج المهني في المهارات الحياتية مثل ارتداء الملابس، وتناول الطعام، والتعامل مع الأشخاص، كما يحسن علاج النطق مهارات الاتصال لدى المصابين.
  • العلاجات التكميلية: تساعد في تعزيز مهارات التعلم والتواصل، وتشمل تعليم الموسيقى، والفن، وركوب الخيل.

هل يمكن أن يكون للنظام الغذائي تأثيرا على التوحد؟  

لا يوجد نظام غذائي محدد للأشخاص المصابين بالمرض ومع ذلك فإن بعض الدراسات اقترحت بعض الأنظمة الغذائية التي من الممكن أن تساهم تقليل المشكلات السلوكية بوجه عام كالتوحد واضطراب نقص الانتباه وفرط التشتت وهي حالة مشابهه لمرض التوحد.

أساس هذه الحمية الغذائية هو تجنب الإضافات الصناعية مثل:

  • المواد الحافظة.
  • الحلويات.

والتركيز على الأطعمة المفيدة مثل:

  • الفواكه والخضراوات الطازجة.
  • الدواجن.
  • الأسماك.
  • شرب الكثير من الماء.

اقرأ أيضا:  متلازمة فرط الحركة (ADHD)

المصادر

https://www.webmd.com/brain/autism/understanding-autism-basics

https://www.healthline.com/health/autism#symptoms

https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/autism-spectrum-disorders

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/autism-spectrum-disorder/symptoms-causes/syc-20352928

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى