أمراض نفسية وعصبية
أخر الأخبار

الدوبامين dopamine هرمون السعادة

يُعرف الدوبامين بهرمون “الشعور بالسعادة” يمنح الشعور بالمتعة، والسعادة، والرضا، والحافز.يمنح الدافع لفعل شيء ما عندما تشعر بالسعادة، وبالتالي يساعدنا على السعي، والتركيز، والعثور على الأشياء الممتعة.إنه جزء كبير من قدرتنا البشرية الفريدة على التفكير والتخطيط.يُفرز عند العديد من التجارب الممتعة التي تحتاج إلى القيام بها للبقاء على قيد الحياة مثل تناول الطعام اللذيذ، وتشجيع الفريق المحبب، وكسب المال، والتكاثر.نحن البشر أدمغتنا مجبرة على البحث عن السلوكيات التي تطلق الدوبامين.

الدوبامين
الدوبامين

عندما تفعل شيئًا ممتعًا، فإن عقلك يطلق كمية كبيرة منه تشعر أنك بحالة جيدة وتسعى إلى المزيد من هذا الشعور.

هذا هو السبب في أن الوجبات السريعة، والسكر، والكحول، والمخدرات تسبب الإدمان، إنها تحفز إطلاق كمية كبيرة من الهرمون في العقل، مما يمنح الشعور بأنك في قمة السعادة وتريد تكرار هذه التجربة. 

اقرأ أيضا: التهاب الأعصاب.

ما هو الدوبامين؟

هرمون عصبي وأيضا ناقل عصبي يُفرز في الدماغ من خلال المهاد hypothalamus ويعمل كمراسل كيميائي، ينقل الرسائل بين الخلايا العصبية في الدماغ وبقية الجسم.

يلعب دورًا في العديد من وظائف الجسم الهامة، بما في ذلك الحركة، والمكافأة، والذاكرة، والتحفيز، والمزاج، والانتباه.

ترتبط ارتفاع وانخفاض مستوياته بالعديد من أمراض الصحة العقلية والأمراض العصبية، وتشمل مرض باركنسون، ومتلازمة تململ الساقين، واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)

يتشابة مع هرمونات الغدة الكظرية ( إبينفرين، والادرينالين) في التركيب الجزيئي والوظيفة بينما تُصنع هذه الهرمونات بواسطة الغدة الكظرية، التي تقع أعلى الكليتين. 

دور الدوبامين

يلعب دورًا في العديد من وظائف الجسم.

باعتباره ناقلًا عصبيًا حيث يؤثر على كل مما يلي:

  • الحركة.
  • الذاكرة والانتباه.
  • التحفيز.
  • السلوك والإدراك.
  • النوم والاستيقاظ.
  • تحسين المزاج.
  • التعلم.
  • إفراز هرمون اللبن.
  • يعمل كموسع للأوعية الدموية بجرعات منخفضة، وكمضيق لها عند الجرعات العالية.
  • مسؤول عن استخلاص الصوديوم وإدرار البول.
  • يقلل من إنتاج الأنسولين في البنكرياس.
  • يبطئ حركة القناة الهضمية ويحمي بطانة الجهاز الهضمي.
  • يقلل من نشاط الخلايا الليمفاوية في جهاز المناعة.

كهرمون: يتم إفرازه في مجرى الدم، ويلعب دورًا صغيرًا مع هرمونات الخوف في استجابة جسمك لموقف مرهق حقيقي أو مُصور مثل الحاجة إلى الهروب من الخطر.

اقرأ أيضا: حساسية الألبان عند الرضع والأطفال … أعراضها و3 طرق للتشخيص

أثر الدوبامين على الجسم

في حالة توازن مستواه في الجسم، فإنك تشعر بما يلي:

  • السعادة.
  • لديك حافز.
  • زيادة في التركيز.

كما في حالة انخفاض مستواه، فقد تشعر بالتالي:

  • الإرهاق.
  • التعاسة واليأس.
  • فقدان الذاكرة.
  • تقلب المزاج.
  • مشاكل النوم “الأرق“.
  • مشاكل التركيز.
  • انخفاض الدافع الجنسي.
  • تصلب العضلات.
  • الشعور بالإعياء.
  • اللامبالاة.
  • الخمول.

في حالة ارتفاع مستواه فمن الممكن الشعور بالتالي:

  • البهجة.
  • النشاط.
  • ارتفاع الدافع الجنسي.

على الرغم من ذلك فهناك آثار جانبية لارتفاع مستوياته منها ما يلي:

  • تواجه مشكلة في النوم.
  • ضعف السيطرة على الانفعالات.
  • تكون أكثر عدوانية.

اقرأ أيضا: الكولاجين سر الحيوية والشباب

ما هي مستقبلات الدوبامين؟

عبارة عن بروتينات موجودة في الدماغ والأعصاب في جميع أنحاء الجسم.

عندما يقترب الدوبامين من الخلية العصبية في الدماغ، فإنها ترتبط بالمستقبل الموجود على الخلية العصبية “يعمل المستقبل والناقل العصبي مثل القفل والمفتاح”.

يرتبط dopamine بالخلية العصبية، ويوصل رسالته الكيميائية عن طريق إحداث تغييرات في الخلية العصبية المستقبلة.

تلعب هذه المستقبلات دورًا مهمًا في العديد من العمليات العصبية، بما في ذلك تنسيق الحركة، والمتعة، والإدراك، والذاكرة، والتعلم.

تلعب مستقبلات الدوبامين التي تعمل بشكل غير طبيعي دورًا في العديد من الأمراض العصبية والنفسية، لذلك فإن مستقبلات الدوبامين هدف طبيعي للعديد من العلاجات الدوائية.

الأمراض المرتبطة

ترتبط العديد من الأمراض بمستويات عالية أو منخفضة من الدوبامين، ولكن هل ارتفاع أو انخفاض مستوى الدوبامين يسبب المرض أم أن المرض يسبب تغيرًا في مستوى الدوبامين؟

هل يمكن أن يكون الجواب كلاهما؟ لذا ضع في الاعتبار أنه لا يمكن عرض وظيفة ناقل عصبي واحد مثل الدوبامين بمعزل عن النواقل العصبية الأخرى الهرمونات الأخرى في الدماغ أو الجسم حيث يتفاعل الكثير مع بعضهم البعض، لذا من الصعب تحديد سبب واحد لمعظم اضطرابات الصحة العقلية والأمراض العصبية ومازال البحث قائماً.

الأمراض المرتبطة بانخفاض مستواه:

الحالات المرضية المرتبطة بارتفاع مستوى الدوبامين:

الأمراض المرتبطة بمستويات عالية ومنخفضة من dopamine:

الفُصام Schizophrenia:

يمكن أن تكون بعض أعراض الفصام ناتجة عن وجود الكثير من الدوبامين في مناطق معينة من الدماغ مثل الأوهام والهلوسة.

وهناك أعراض أخرى ناتجة عن عدم وجود ما يكفي من الدوبامين في جزء من الدماغ مثل نقص الحافز.

الدوبامين والسمنة

أن استهلاك سعرات حرارية أكثر مما تحرق، يسبب زيادة الوزن.

فلماذا لا يستطيع البدناء ببساطة أن يأكلوا كميات أقل ويقللون من أوزانهم؟ الجواب ليس بهذه البساطة، فقد يواجهون عقبات لا يواجهها الآخرون. يمكن أن يكون لديهم مشاكل مع أنظمة المكافأت الطبيعية الخاصة بهم فلا يفرز الدوبامين المناسب للشعور بالرضا، يمكن أن يؤثر ذلك على كمية الطعام التي يأكلونها. 

الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة، قد لا يفرز الجسم ما يكفي من dopamine وهرمون السيروتونين للشعور بالسعادة والرضا.

اقرأ أيضا: الصيام المتقطع.. أنواعه وفوائده وبعض النصائح الصحية

الاستخدامات الطبية

عادة ما تلعب هذه المادة الكيميائية دورًا ثانويًا في الجسم، ولكن في بعض الحالات الطبية، فهي حرفياً المنقذة. يستخدم الأطباء الدوبامين كعلاج لبعض الحالات الصحية، وتشمل التالي:

  • ضغط دم منخفض.
  • ضعف تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية.
  • بعض حالات الصدمة الإنتانية “septic shock”.

هناك مضاعفات محتملة لأي دواء، حتى لو تم تناوله تحت إشراف الطبيب، وتشمل الآثار الجانبية ما يلي:

  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • صعوبة في التنفس.
  • ألم الصدر.
  • استفراغ وغثيان.
  • صداع.

اقرأ أيضا: ارتفاع ضغط الدم

ناهضات الدوبامين

هي أدوية تقوم بدور الدوبامين، حيث ترتبط بمستقبلاته الموجودة على الخلايا العصبية في دماغك وتنشطها، وتعمل عمل الدوبامين الطبيعي.

تستخدم لعلاج مرض باركنسون، والاكتئاب، ومتلازمة تململ الساقين، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، وانخفاض الدافع الجنسي، وفرط برولاكتين الدم.

مضادات الدوبامين

هي أدوية ترتبط بمستقبلات الدوبامين على الخلية العصبية المستقبلة في الدماغ وتحجبها. هذا يعني أنها تمنع تلقي الدوبامين من قبل الخلية العصبية.

تستخدم لعلاج الفصام، والاضطراب الثنائي القطب “bipolar disorder”، والغثيان، والقيء.

مثبطات الدوبامين

هي الأدوية التي تمنع الدوبامين من الدخول مرة أخرى وإعادة امتصاصه من قبل الخلية العصبية التي أطلقته، هذا يجعل المزيد من الدوبامين متاحًا لمزيد من الخلايا العصبية في دماغك.

تُستخدم لعلاج الاكتئاب، والتغلب على الإدمان مثل التدخين، والإفراط في تناول الطعام، والشراهة في الأكل.

اقرأ أيضا: اكتئاب ما بعد الولادة.. أسبابه وأعراضه وكيفية الوقاية منه

تعاطي المخدرات

يمكن أن يسبب تعاطي المخدرات والكحوليات إلى تقليل إنتاج الجسم الطبيعي للدوبامين، وهذا بدوره يجعلك تعتمد على المادة التي تسيء استخدامها.

تتداخل المخدرات مع الطريقة التي ترسل بها الخلايا العصبية في دماغك الرسائل وتستقبلها.

المخدرات مثل الماريجوانا والهيروين تقوم بدور الناقلات العصبية الطبيعية.

هناك أنواع أخرى، مثل الأمفيتامين والكوكايين تعمل على إطلاق كميات كبيرة من الناقلات العصبية الطبيعية.

الإدمان هو حلقة مفرغة حيث أنه بمرور الوقت ومع التعرض المتكرر للمخدرات، تصبح منطقة معينة من دماغك أقل حساسية ولا تشعر بنفس الشعور بالمتعة من أي شيء آخر غير المخدر.

أيضًا ستحتاج غالبًا إلى تناول كميات أكبر وأكبر منها لإنتاج نفس التأثير.

في الوقت نفسه أيضا تصبح منطقة أخرى من دماغك أكثر حساسية لمشاعر الانسحاب، مثل القلق بمجرد تلاشي آثار المخدرات سوف تسعى إلى تعاطي المخدر مرة أخرى للتخلص من هذا الشعور.

دور الدوبامين ليس التسبب مباشرة في الشعور بالنشوة فقط، ولكنه بمثابة تعزيز لتذكر وتكرار التجارب الممتعة، لذلك عندما تسبب العقاقير ارتفاعًا مفاجئًا في الدوبامين، فإن ذلك يعلم عقلك أن يتذكر التجربة ويربط الدماغ بين تعاطي المخدرات وكل مايتعلق بها من أصحاب أو أماكن. هذا هو سبب اشتهائك للمخدرات عند العودة إلى المكان الذي تعاطت فيه المخدرات بعد فترة طويلة من تركك لها.

طرق طبيعية للحصول على الدوبامين

الدوبامين نفسه لا يمكنه العبور إلى الدماغ من مجرى الدم.

لكن جزيء التيروزين “وحدة بناء الدوبامين” وهو حمض أميني يتم امتصاصه في الجسم يمكنه عبور الحاجز الدموي الدماغي ثم يذهب إلى العقل حيث يتحول إلى دوبامين.

من العوامل التي تساعد في اكتساب الدوبامين التالي:

  • نظامًا غذائيًا غنيًا بالمغنيسيوم والأطعمة الغنية بالتيروزين:

تشمل هذه الأطعمة الدجاج، واللوز، والتفاح، والأفوكادو، والبنجر، والموز، والشوكولاتة، والخضروات الورقية، والشاي الأخضر، والفاصوليا، ودقيق الشوفان، والبرتقال، والبازلاء، والسمسم، والطماطم، والكركم، والبطيخ، وجنين القمح.

  • انخرط في الأنشطة التي تجعلك سعيدًا أو تشعر بالاسترخاء مثل التمارين، والتأمل، واليوجا، والتدليك، واللعب مع حيوان أليف، والمشي في الطبيعة أو قراءة كتاب.
  • الأطعمة الغنية بالفينيل ألانين:

هو حمض أميني يستخدمه الجسم لتصنيع الدوبامين ويوجد في العديد من الأطعمة مثل البيض، والألبان، والسمك، واللحوم، والمكسرات.

  • الكافيين: يرفع الكافيين من إفراز الجسم للدوبامين ويتواجد في الشاي، والقهوة، والشيكولاتة الداكنة.
  • مضادات الاكسدة: مثل الريسفيراترول تعمل على زيادة مستويات الدوبامين ويساعد في مكافحة أمراض السرطان، والقلب، والسكري ويتواجد في التوت، والكاكاو، والفول السوداني، والفستق.
  • الأطعمة الغنية بالفوليك اسيد: يطلق مادة السيروتونين التي تشارك في عمليات حيوية مثل الذاكرة، والقلق، والاكتئاب ويمكن الحصول عليه من الأوراق الخضراء مثل السبانخ، الفاكهة، واللحوم، والمكسرات، والدواجن.

اقرأ أيضا: النظام الصحي…12 عادة صحية تجعل حياتك أفضل

المصادر

https://my.clevelandclinic.org/health/articles/22581-dopamine

https://www.webmd.com/mental-health/what-is-dopamine

everydayhealth.com/dopamine/

https://www.healthdirect.gov.au/dopamine#:~:text=my%20dopamine%20levels%3F-,What%20is%20dopamine%3F,send%20messages%20to%20each%20other.

https://www.healthline.com/health-news/what-is-dopamine-fasting

د.ايمان سمير حماد

أخصائية تحاليل طبية

‫7 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى