أمراض
أخر الأخبار

الفيبروماليجيا Fibromyalgia دور التوتر والضغوطات النفسية في الإصابة به

الفيبروماليجيا تُسمى أيضاً “الألم العضلي الليفي”، وهو اضطراب يتميز بألم عضلي هيكلي واسع النطاق مصحوبًا بحدوث مشاكل في النوم، والذاكرة، والمزاج. يعتقد الباحثون أن الألم العضلي الليفي يُضخم الإحساس بالألم من خلال التأثير على طريقة معالجة الدماغ والحبل الشوكي للإشارات المؤلمة وغير المؤلمة.

النساء أكثر عرضةً للإصابة بالفيبروماليجيا أكثر من الرجال.

غالبًا ما تبدأ الأعراض بعد حدث ما، مثل الصدمة الجسدية، أو الجراحة، أو العدوى، أو الضغط النفسي الشديد. في حالات أخرى، تتراكم الأعراض تدريجيًا بمرور الوقت نتيجةً لأكثر من حدث وليس حدث واحد فقط.

لا يتسبب الألم العضلي الليفي في تلف في المفاصل، أو العضلات، أو حدوث التهاب، ولكنه يزيد من شعور المريض بآلام المفاصل أو العضلات.

لا يوجد علاج للفيبروماليجيا لكن يمكن أن تساعد مجموعة متنوعة من الأدوية في السيطرة على الأعراض. كذلك تساعد ممارسة الرياضة والاسترخاء وتدابير الحد من التوتر في تخفيف الأعراض.

الفيبروماليجيا

أعراض الفيبروماليجيا

يمكن أن تظهر الأعراض في أي وقت خلال حياة الشخص، ولكنها أكثر شيوعًا بين سن 30 و 50 عامًا.

تشمل الأعراض الأساسية لهذه الحالة ما يلي:

  • انتشار الألم:

غالبًا ما يُوصف الألم المصاحب للفيبروماليجيا بأنه ألم خفيف مستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. لكي يتم اعتباره منتشرًا، يجب أن يحدث الألم على جانبي الجسم وفوق وتحت الخصر.

  • تعب وإرهاق: 

غالبًا ما يستيقظ الأشخاص المصابون بالفيبروماليجيا وهم متعبون، على الرغم من نومهم لفترات طويلة. من ناحية أخرى يمكن أن يمنعهم الألم من النوم. كما يعاني العديد من مرضى هذه الحالة من اضطرابات نوم أخرى، مثل متلازمة تململ الساقين، وانقطاع النفس أثناء النوم، والأرق.

  • الصعوبات المعرفية: 

أحد الأعراض التي يُشار إليها باسم “الضباب الليفي أو ضباب الدماغ” يضعف القدرة على التركيز، والانتباه، والقيام بالمهام العقلية.

قد تصاحب الفيبروماليجيا أعراض أخرى على سبيل المثال:

  • مشاكل في الجهاز الهضمي، بما في ذلك الإمساك أو الإسهال.
  • تصلب المفاصل والعضلات بعد الاستيقاظ من النوم.
  • وخز وتنميل في اليدين والقدمين.
  • دوخة.
  • الصداع بما في ذلك الصداع النصفي.
  • جفاف العين.
  • طفح جلدي.
  • حكة.
  • ألم في أسفل البطن.
  • حساسية للبرودة أو الحرارة.
  • مشاكل في الرؤية.
  • غثيان.
  • أعراض البرد أو الإنفلونزا.
  • مشاكل في البشرة.

أسباب الفيبروماليجيا

السبب الدقيق لهذه الحالة غير واضح، ولكن يعتقد العديد من الباحثين أن التحفيز المتكرر للأعصاب يتسبب في تغير كيمياء المخ والحبل الشوكي للأشخاص المصابين بالفيبروماليجيا. يتضمن هذا التغيير زيادات غير طبيعية في مستوى بعض المواد الكيميائية في الدماغ والتي تجعل المريض يشعر بالألم.

في النهاية يكون هذا الاضطراب ناتجاً عن مشكلة في معالجة الألم في الجهاز العصبي المركزي.

بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن مستقبلات الألم في الدماغ تصبح حساسة أكثر للألم، مما يعني أنها يمكن أن تبالغ في رد الفعل تجاه الإشارات المؤلمة.

بمعنى آخر أن الدماغ يخفض عتبة الألم. تصبح الأحاسيس التي لم تكن مؤلمة من قبل مؤلمةً جدًا بمرور الوقت.

اقرأ أيضا: اضطراب الوسواس القهري..Obsessive-Compulsive Disorder

من هم الأكثر عرضة للإصابة؟

توجد العديد من العوامل التي تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضةً للإصابة بهذا الاضطراب عن غيرهم، كالتالي:

العامل الوراثي: 

يمكن للألم العضلي الليفي أن يكون منتشراً في العائلات، فقد تكون هناك بعض الطفرات الجينية التي قد تجعلك أكثر عرضةً للإصابة بهذا الاضطراب.

الالتهابات والأمراض: 

يمكن للإصابة ببعض الأمراض أن تؤدي إلى ظهور الألم العضلي الليفي أو تفاقمه، على سبيل المثال: 

  • التهاب المفاصل الروماتيزمي. 
  • أمراض المناعة الذاتية الأخرى مثل الذئبة. 
  • الاكتئاب.
  • مشاكل الجهاز العصبي المركزي.
  • التهاب المفاصل الشوكي المعروف باسم “التهاب الفقار اللاصق”.
  • هشاشة العظام.
  • اضطرابات القلق.
  • آلام الظهر المزمنة.
  • متلازمة القولون العصبي.
  • التهاب المثانة الخلالي أو متلازمة المثانة المؤلمة.
  • اضطرابات المفصل الصدغي الفكي، وهو ألم في الفك والوجه.

قد تؤدي بعض حالات العدوى إلى الإصابة بالفيبروماليجيا مثل:

  • الإنفلونزا.
  • الالتهاب الرئوي.
  • فيروس ابشتاين بار.
  • التهابات الجهاز الهضمي، مثل تلك التي تسببها بكتيريا السالمونيلا والشيجيلا.

أحداث جسدية أو عاطفية: 

يمكن أن يحدث هذا الاضطراب أحيانًا بسبب: 

  • حدث جسدي صادم مثل حادث سيارة أو جراحة. 
  • حدث عاطفي أو نفسي مثل الضغط النفسي المطول، أو الصدمات العاطفية، أو التوتر الزائد بسبب أحداث معينة.

لذلك يشير العديد من الأطباء أن الكثير من التوتر يمكن أن يؤثر على صحة الفرد.

تشخيص الفيبروماليجيا

عادة تتشابه أعراض الفيبروماليجيا مع حالات أخرى عديدة. يقوم الطبيب بتشخيص الفيبروماليجيا من خلال الفحص البدني ومناقشة التاريخ الصحي للمريض.

لا يوجد اختبارات معملية يمكنها تشخيص الألم العضلي الليفي.

لكن قد تُستخدم اختبارات الدم لاستبعاد الأسباب الشائعة الأخرى للإرهاق على سبيل المثال فقر الدم، أو مشاكل الغدة الدرقية، أو نقص فيتامين د.

في الماضي، كان مقدمو الرعاية الطبية يفحصون 18 نقطة محددة على جسم المريض ليعرفوا كم منها مؤلمًا عند الضغط عليها بشدة. لكن وفقاً للإرشادات الحديثة من الكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم، فإن العامل الرئيسي المطلوب لتشخيص الفيبروماليجيا هو الألم المنتشر في المناطق التالية لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.

يجب أن يشعر المريض بالألم في أربعة من هذه المناطق الخمسة على الأقل:

  1. المنطقة العلوية اليسرى. 
  2. المنطقة العلوية اليمنى.

 تشمل المنطقة العلوية الكتف، والذراع، والفك.

  1. المنطقة السفلية اليسرى. 
  2. المنطقة السفلية اليمنى. 

تشمل المنطقة السفلية الورك، والأرداف، والساق.

  1. المنطقة المحورية والتي تشمل الرقبة، والظهر، والصدر، والبطن.
أعراض الفيبروماليجيا

اقرأ أيضا: كل ما تحتاج معرفته عن مرض باركنسون (الشلل الرعاش) parkinson’s disease

علاج الفيبروماليجيا

بدلاً من ذلك، يركز العلاج على تقليل الأعراض، وتحسين نوعية الحياة بالأدوية، واستراتيجيات الرعاية الذاتية، وتغيير نمط الحياة.

لا يوجد علاج محدد للفيبروماليجيا في الوقت الحالي.

بالإضافة إلى ذلك، قد ترغب في طلب الدعم والإرشاد. قد يتضمن ذلك الانضمام إلى مجموعات الدعم أو رؤية الطبيب النفسي.

الأدوية

يمكن لبعض الأدوية أن تخفف من الألم وتساعد على النوم بشكل أفضل. تشمل الأدوية الشائعة ما يلي:

١) مسكنات الآلام:

يمكن أن تقلل هذه الأدوية من مستويات الألم، وتقلل من الشعور بعدم الراحة، وتساعدك على إدارة حالتك بشكل أفضل. قد تساعدك حتى على النوم بشكل أفضل.

تتغلب مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الأسبرين وايبوبروفين، ونابروكسين على الالتهاب أيضًا. على الرغم من أن الالتهاب ليس من الأعراض الأساسية للفيبروماليجيا، لكن قد يواجهه المريض إذا كان لديه حالة مرتبطة به مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي. لكن يُرجى ملاحظة أن لهذه العقاقير آثار جانبية وينصح بالحذر إذا تم استخدامها لفترة طويلة.

  • الأفيون والترامادول:

تم وصف المواد الأفيونية لتسكين الآلام. ومع ذلك، لم تظهر الأبحاث مصدر موثوق أنها فعالة بمرور الوقت. غالباً ما يتم زيادة جرعة المخدرات بسرعة، مما قد يشكل خطرًا على صحة الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية.

٢) الأدوية المضادة للتشنجات:

  • بريجابالين (ليريكا):

هو أول دواء مضاد للتشنجات توافق عليه إدارة الغذاء والدواء (FDA) لعلاج هذه الحالة. يمنع الخلايا العصبية من إرسال إشارات الألم.

  • جابابنتين (نيورونتين):

هو دواء تم صنعه لعلاج الصرع، ولكنه قد يساعد أيضًا في تقليل أعراض الألم العضلي الليفي. لكن لم تتم الموافقة عليه من قِبل FDA لعلاج الألم العضلي الليفي ويعتبر دواءً بدون تصريح.

٣) الأدوية المضادة للاكتئاب:

  • دولوكستين (سيمبالتا).
  • ميلناسيبران (سافيلا).

قد وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وهي تعمل على إعادة توازن النواقل العصبية وتساعد على تحسين النوم.

*لم يعد يُوصى باستخدام باسطات العضلات التي كانت تُستخدم من قبل في هذه الحالة.

العلاجات البديلة والمنزلية للفيبروماليجيا

إلى جانب برامج الأدوية، قد تساعد العلاجات البديلة والمنزلية في إدارة أعراض الألم العضلي الليفي.

  • النظام الغذائي الصحي:

يمكن أن يساعد تناول الأطعمة الغنية بالطاقة والتي تحتوي على نسبة منخفضة من السكر: يمكن أن تساعد الأطعمة مثل اللوز، والفاصوليا، ودقيق الشوفان، والأفوكادو، والتوفو على تعزيز الطاقة على مدار اليوم، مما يساعد في التخلص من التعب الذي يحدث نتيجة لهذه الحالة.

كما تشير الدراسات إلى أن إزالة الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين من النظام الغذائي قد يساعد في تقليل أعراض الفيبروماليجيا.

  • تجنب (FODMAP): 

يرمز FODMAP إلى السكريات قليلة التخمير، والسكريات الثنائية، والسكريات الأحادية، والبوليولات، وهي كربوهيدرات قصيرة السلسلة (سكريات) تمتصها الأمعاء الدقيقة بشكل سيئ. يعاني بعض الناس من مشاكل في الجهاز الهضمي بعد تناولهم.

أظهرت الدراسات أن اتباع نظام غذائي منخفض في FODMAP يمكن أن يكون له آثار واعدة على مستويات الألم لدى الأشخاص المصابين بهذه الحالة.

  • تجنب المواد الحافظة والمحليات الصناعية: 

على سبيل المثال وجدت إحدى الدراسات أن تجنب الأسبارتام والجلوتامات يقلل من أعراض الفيبروماليجيا.

  • الحفاظ على الوزن والتخلص من السمنة:

وجدت الدراسات أن الأشخاص المصابين بالفيبروماليجيا والسمنة أظهروا تحسنًا في نوعية الحياة وأعراض الألم بمجرد فقدان الوزن.

  • العلاج النفسي:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لعلاج الاكتئاب الأساسي. وهو نوع من العلاج بالكلام يهدف إلى تغيير طريقة تصرف أو تفكير الناس. كما يتضمن تعلم مهارات التأقلم الجديدة وتمارين الاسترخاء.

الوقاية من الفيبروماليجيا

يمكن أن يساعد الحفاظ على صحتك العامة في تقليل شدة أعراض الألم العضلي الليفي:

  • الكشف المبكر وعلاج الأمراض التي قد تسبب تفاقم أعراض هذا الاضطراب.
  • التحكم في التوتر بقدر المستطاع.
  • البعد عن الضغوطات النفسية وعدم التفكير في الأشياء السلبية.
  • الانشغال بأشياء مفيدة وهوايات ممتعة.
  • ممارسة التمارين الرياضية أو المشاركة في برامج النشاط البدني التي أثبتت فعاليتها في تقليل الألم والإعاقة المرتبطة بالتهاب المفاصل والفيبروماليجيا وتحسين الحالة المزاجية والقدرة على الحركة.
  • اتباع نظام غذائي صحي.
  • احصل على قسط كافٍ من النوم ومارس عادات نوم جيدة.

اقرأ أيضا: الكولاجين collagen سر الحيوية والشباب

المصادر

  1. https://www.medicalnewstoday.com/articles/147083#complications
  2. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/4832-fibromyalgia
  3. https://www.healthline.com/health/fibromyalgia#treatment
  4. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/fibromyalgia/diagnosis-treatment/drc-20354785
  5. https://www.cdc.gov/arthritis/basics/fibromyalgia.htm

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى