الحمل والولادة

الولادة الطبيعية.. الأعراض و3 مراحل للولادة

ما هي الولادة الطبيعية؟

الولادة الطبيعية هي عملية إنجاب طفل عن طريق مهبل الأم. لكن هناك شروط حتى يمكن تسمية الولادة بأنها طبيعية وهي أن تبدأ بشكل تلقائي وبدون محفزات لولادة طفل واحد بوضعية رأسية في الفترة بين الأسبوع 37 إلى الأسبوع 42 من الحمل في مدة مناسبة تتراوح بين 3 ساعات إلي 18 ساعة وبدون حدوث مضاعفات للأم أو الجنين.

اقرأ أيضا: أعراض الحمل المبكرة ال7 وكيفية التعامل مع أعراض الحمل الأخرى

الأعراض التي تسبق الولادة الطبيعية

هناك بعض الأعراض التي تسبق البدء الفعلي في الولادة الطبيعية وقد تستمرهذه الأعراض لعدة أيام وتشمل: 

  • الشعور بانخفاض الثقل في الجزء الأعلى من البطن بسبب نزول الطفل إلى أسفل الحوض.
  • زيادة في الإفرازات المهبلية يمكن أن تكون شفافة، أو وردية، أو مختلطة ببعض الدم.
  • كثرة الرغبة بالتبول بسبب ضغط الطفل على مثانة الأم.
  • زيادة الرغبة في الترتيب والتجهيز لاستقبال المولود.
  • المخاض الكاذب، هي انقباضات تحدث في جدار الرحم بشكل غير منتظم على فترات متباعدة، وتساعد في تجهيز وتهيئة الرحم للولادة.

علامات البدء في الولادة الطبيعية

  • انقباضات الرحم، تبدأ عضلات الرحم في الانقباض والانبساط بشكل منتظم. تسبب هذه الانقباضات ألم مشابه لألم الدورة الشهرية في البداية. تدريجيا يصبح الألم أشد قوة تزداد الانقباضات في العدد حتى تصل إلى 3 لـ 5 انقباضات في عشر دقائق، وتستمر لمدة تصل ل 90 ثانية. عندها تصبح المرأة غير قادرة على الحركة أو الكلام أثناء آلام الولادة الشديدة.
  • آلام أسفل الظهر والبطن، غالبا ما تستمر هذه الآلام حتى مع تغيير الوضعية أو الحركة.
  • نزول السدادة المخاطية التي تغلق عنق الرحم أثناء فترة الحمل.
  • نزول ماء عن طريق المهبل (السائل الأمنيوسي).

مراحل الولادة الطبيعية

تنقسم مراحل الولادة الطبيعية إلى ثلاث مراحل، حيث تبدأ الانقباضات المنتظمة، وتنتهي بولادة الطفل، ونزول المشيمة والأغشية المحيطة بالطفل مكتملة.

  • المرحلة الأولى: 

هي أطول مرحلة حيث تستمر لمدة تصل ل 20 ساعة عند بعض السيدات، وتبدأ بحدوث الانقباضات المنتظمة حيث يبدأ عنق الرحم في الاتساع ويستمر حتى يتسع عنق الرحم بالكامل حتى يمكن خروج الطفل من الرحم.

 تنقسم هذه المرحلة أيضا إلي المرحلة الكامنة التي تبدأ بالشعور بالانقباضات وحتي يتسع عنق الرحم إلى 6 سنتيمترات. يمكن البقاء بالمنزل أثناء هذه المرحلة وتحاول الأم تخفيف الألم بأخذ حمام ماء دافئ، أو المشي، أو الاسترخاء. 

بعدها تأتي المرحلة النشطة، والتي تصبح فيها الانقباضات أقوى وأكثر انتظاما وتحدث بمعدل 3 إلى 5 مرات في كل 10 دقائق. يتوجب على المرأة التوجه إلى المشفى حتى يتمكن الطبيب من المتابعة الدقيقة لحالة الأم والجنين. وتنتهي هذه المرحلة بوصول عنق الرحم إلى الاتساع الكامل. 

  • المرحلة الثانية (ولادة الطفل):

في هذه المرحلة تلد الأم طفلها. قد تستغرق هذه المرحلة عدة دقائق وقد تصل لأكثر من ساعة وخاصة في السيدات اللاتي لم يسبق لهن الولادة الطبيعية. تبدأ الأم في الدفع لأسفل مع الانقباضات وحسب تعليمات الطبيب. حيث يجب عليها  الدفع في أثناء الانقباضات والراحة فيما بينها. قد يطلب منها الطبيب الراحة لتهيئة عضلات الحوض والحفاظ عليها من التمزق. تنتهي هذه المرحلة بخروج رأس الطفل ثم باقي الجسد وقطع الحبل السري.

  • المرحلة الثالثة:

تستغرق هذه المرحلة حوالي 30 دقيقة وتنتهي بنزول المشيمة والأغشية المحيطة بالطفل، وفور إخراجها تنتهي مراحل الولادة، تنصح الأم بالاستمتاع باللحظات الأولى مع طفلها بهدوء. قد تستمر الأم بعدها في الشعور ببعض الألم نتيجة لانقباضات عضلات الرحم حتى يمنع حدوث نزيف ما بعد الولادة. 

المضاعفات المحتملة أثناء الولادة الطبيعية

غالبا تمر الولادة الطبيعية بسلاسة وبدون أي مضاعفات. لكن المضاعفات الخطيرة نادرة نسبيا ويمكن توقعها وتفادي معظمها بالمتابعة الجيدة أثناء فترة الحمل.

  • توقف التقدم في الولادة: 

يحدث هذا الأمر في حوالي 8% من الولادات. عادة يمكن القول بأن التقدم بطيء إذا استمرت الولادة أكثر من 20 ساعة في السيدة التي لم يسبق لها الولادة أو 14 ساعة في السيدة التي سبق لها الولادة. 

إذا كان هذا البطء في المرحلة الأولى غالبا يمر بدون مشاكل. أما إذا كان في المرحلة النشطة فغالباً تحتاج السيدة إلى تدخل طبي.

أسباب بطء التقدم في الولادة: 

  • بطء اتساع عنق الرحم.
  • حجم الطفل كبير.
  • ضيق الحوض.
  • الحمل في أكثر من طفل.
  • أسباب عاطفية مثل شعور الأم بالقلق أو الخوف.

في حالة البطء في تقدم الولادة تُنصح الأم بالاسترخاء، وأحيانا المشي، أو أخذ حمام دافئ. ولكن في بعض الحالات تكون الولادة متعسرة بحيث يمكن استعمال محفزات الولادة أو حتى اللجوء للولادة القيصرية. 

  • حدوث ضائقة جنينية:

مثل عدم انتظام ضربات قلب الجنين بسبب نقص الأكسجين الواصل للطفل، أو تعسر الولادة، أو مشاكل في نمو الطفل، أو وجود أمراض لدى الأم. يعتمد العلاج على خطورة الحالة فمثلا من الممكن اللجوء إلي تغيير وضعية الأم، أو إمداد الأم بالسوائل والمحاليل، أو حتى اللجوء إلى الولادة القيصرية.

  • الاختناق الوليدي: 

هو عبارة عن الفشل في البدء والحفاظ على التنفس لدى الطفل. ويمكن أن يحدث أثناء أو بعد الولادة مباشرة. الاختناق الوليدي يكون بسبب نقص الأكسجين الواصل للطفل. من الممكن أن يؤدي إلى نقص الأكسجين في الدم، وارتفاع ثاني أكسيد الكربون، وزيادة نسبة حموضة الدم. كما أنها قد تؤثر على أجهزة الجسم مثل الجهاز العصبي والدوري. يتم العلاج الفوري لهذه الحالة بتحفيز التنفس لدى الطفل واستعمال الأدوية أو التنفس الصناعي.

اقرأ أيضا: الإسعافات الأولية لتوقف النبض والاختناق والحروق first aid 

  • تعسر ولادة الكتف:

تحدث عند ولادة رأس الطفل وتوقف نزول الكتف. يمكن تغيير وضعية الأم، أو إحداث شق العجان للأم، أو لف الطفل لتسهيل نزوله. في حال لم تفلح هذه الطرق يمكن اللجوء للولادة القيصرية.

اقرأ أيضا: سكري الحمل Gestational Diabetes

مضاعفات أخرى

  • نزيف بعد الولادة: 

يحدث إذا فقدت الأم أكثر من 500 مل من الدم بعد الولادة. يمكن أن يحدث في أول 24 ساعة بعد الولادة وحتى 6 أسابيع بعد الولادة. 

نزيف بعد الولادة له أسباب عديدة ومنها ضعف انقباض عضلات الرحم، أو حدوث تمزقات في الرحم أو المهبل. 

علاج النزيف يتم باستعمال الأدوية التي تساعد على انقباض عضلات الرحم، أو التدخل الجراحي. نزيف ما بعد الولادة يعتبر حالة خطرة ويجب على الأم إذا لاحظت زيادة في كمية الدم بعد الولادة التوجه الفوري للطبيب لتلقي العلاج المناسب.

اقرأ أيضا: فقر الدم Anemia، أنواعه، وأفضل الطرق لعلاجه

  • سوء وضع الجنين: 

مثل أن يكون وجه الجنين لأعلى أو أن يكون الجنين في وضع عرضي في الرحم. يتم اللجوء إلى بعض الحلول حسب وضع الجنين ومنها لف الطفل، أو توسيع المهبل عن طريق شق جراحي، أو حتى اللجوء للولادة القيصرية.

  • عدم تناسب حجم رأس الجنين مع قياسات حوض الأم:

في حالة صغر حجم الحوض للأم، أو كبر حجم الطفل، أو الوضع الخاطئ للطفل. في حال لم ينفع تعديل وضعية الأم مع تقدم الولادة يتم اللجوء للولادة القيصرية.

  • انفجار الرحم أثناء الولادة الطبيعية: 

تحدث في بعض السيدات اللاتي أُجري لهن قيصرية سابقة، وقد لا يكون هذا ضروريا، ولكن تشكل هذه الحالة خطورة كبيرة على الأم والجنين، ومن الضروري التدخل الجراحي فوراً. 

  • الولادة السريعة:

الولادة السريعة هي الولادة التي تستغرق حوالي 3_5 ساعات فقط. تكمن خطورة الولادة السريعة في أنها قد تتسبب في تهتكات لعنق الرحم، أو جدار المهبل، أو منطقة العجان. بالإضافة لعدم توافر الوقت الكافي للذهاب للمستشفى. 

اقرأ أيضا: تسمم الحمل Preeclampsia .. ما هو وهل يمكن تجنبه؟

التخدير وتسكين الألم أثناء الولادة الطبيعية

تعد الولادة الطبيعية أمر شاق ومؤلم، ولكن الوعي بآلامها وصعوبتها يساعد المرأة في تقبل وتحمل الألم، وكذلك اختيار الوسيلة المناسبة لتسكين الألم. 

هناك طرق لتخفيف آلام الولادة بدون استخدام الأدوية، وغالبا ما تساعد في بداية الولادة، ولكن مع تقدم الولادة يكون الألم أشد وأقوى. من هذه الطرق:

  • تمارين الاسترخاء والتنفس بعمق.
  • الاستمرار في الحركة مثل المشي أو التمارين البسيطة.
  • أخذ حمام دافئ.
  • التحدث مع الأشخاص المقربين.

يوجد نوعين من العقاقير التي تستخدم في تسكين ألم الولادة:

  • المسكنات: تساعد المسكنات مثل الأفيونات في تخفيف الألم ولكن ليس بشكل كامل، وتكون الأم قادرة على الحركة. لا يُنصح باستعمال المسكنات إذا كان من المتوقع اقتراب ميلاد الطفل حتى لا تؤثر على التنفس أو الرضاعة.
  • التخدير: يساعد التخدير في إخفاء الألم والإحساس الكامل في مناطق معينة. يمكن استخدام المخدر بأكثر من طريقة، ومنها إحصار فوق الجافية، والإحصار النخاعي، واستنشاق أكسيد النيتروز، وحقن المخدر الموضعي وخاصة في حالات الشق الجراحي أو خياطته.

وأخيرا؛ فإن عملية الولادة الطبيعية عملية شاقة ومتعبة، وتختلف في شدتها بين سيدة وأخرى وبين ولادة وأخرى. ولكن تُنسي هذه الآلام بمرور الوقت وتبدأ الأم بالاستمتاع بطفلها وبداية رحلة جديدة في عالم الأمومة.

اقرأ أيضا: الرضاعة الطبيعية Breast feeding

المصادر

  1.  https://www.gfmer.ch/Obstetrics_simplified/normal_labour.htm
  2. https://www.acog.org/womens-health/faqs/medications-for-pain-relief-during-labor-and-delivery
  3. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4589939/
  4. https://www.medicalnewstoday.com/articles/307462#failure-to-progress
  5. https://www.medicalnewstoday.com/articles/signs-of-labor#what-is-unusual
  6. https://www.webmd.com/baby/guide/pregnancy-stages-labor
  7. https://www.healthline.com/health/pregnancy/intrapartum-care-vaginal-delivery 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى