الحمل والولادة

الولادة القيصرية .. 3 مراحل وأهم الأسباب والمضاعفات

الولادة القيصرية هي البديل الجراحي لولادة الطفل عن طريق المهبل حيث تتم الولادة عن طريق شق جراحي في البطن والحوض.

ماهي الحالات التي يتم فيها اختيار الولادة القيصرية؟

يتم اللجوء للولادة القيصرية في بعض الحالات الطبية التي من الممكن أن تكون معروفة أثناء فترة الحمل، أو يتم التعرف عليها واكتشافها أثناء الولادة المهبلية. ومن هذه الأسباب: 

  • توقف التقدم في الولادة المهبلية: بسبب كبر حجم رأس الطفل بالنسبة لاتساع الحوض أو المهبل.
  • سوء وضعية الطفل: مثل الوضع العرضي أو القدوم بالمقعدة.
  • تأخر نمو الطفل أو إصابته بالتشوهات.
  • بعض حالات الحمل في توأم أو أكثر.
  • أسباب مرضية للأم: مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب الخطيرة.
  • مشاكل في المشيمة: مثل انفصال المشيمة أو المشيمة المتقدمة.
  • مشاكل في الحبل السري.
  • نقص أكسجين الدم للطفل.
  • تاريخ سابق بولادة قيصرية أو أكثر.

كيف يتم التجهيز للولادة القيصرية؟

  • في حالة التخطيط المسبق للولادة القيصرية فإنه يتوجب على الأم التوجه إلى المستشفى في الميعاد المحدد للولادة. 
  • تُنصح الأم بالصيام ساعتين على الأقل عن السوائل، و6 ساعات عن الوجبات الخفيفة، و8 ساعات عن الوجبات العادية. 
  • قد يتم إعطاء التعليمات بمنع الأكل نهائياً لمدة تصل إلى 12 ساعة قبل الولادة القيصرية.

يتم القيام ببعض الإجراءات في المستشفى مثل: 

  • تركيب خط وريدي.
  • إعطاء المحاليل الوريدية.
  • قياس نبض وضغط الأم.
  • عمل تخطيط لنبض الجنين. 
  • يتم إعطاء المضادات الحيوية قبل الجراحة لمنع حدوث العدوى بعد الجراحة.

تُجرى بعض الفحوصات المعملية مثل: صورة الدم الكاملة، وفصيلة الدم، ووظائف تخثر الدم. تُستخدم نتائج التحاليل في تحديد حاجة الأم لنقل الدم قبل الولادة القيصرية، وكذلك إعداد الدم في حالة الحاجة إليه أثناء أو بعد القيصرية.

اقرأ أيضا: تسمم الحمل Preeclampsia .. ما هو وهل يمكن تجنبه؟

كيف يتم إجراء الولادة القيصرية؟

الولادة القيصرية

قبل الجراحة يتم تطهير البطن، ونقل السوائل الوريدية والأدوية اللازمة أثناء الجراحة، والتأكد من وجود قسطرة بولية قبل البدء في الولادة القيصرية.

التخدير الكلي أم الموضعي: 

تتم معظم الولادات القيصرية تحت تأثير التخدير الموضعي وبذلك يتم تخدير الجزء السفلي من الجسم وتكون الأم واعية أثناء الجراحة. في بعض الأحيان يتم اختيار التخدير الكلي وبذلك لا تكون الأم واعية أثناء الولادة. يحدد طبيب التخدير الطريقة المناسبة حسب الحالة الصحية للأم.

أثناء الجراحة: 

بعد تلقي الأدوية والتخدير المناسب، يبدأ الطبيب في عمل شق جراحي عرضي في أسفل البطن وتحديداً فوق خط شعر العانة. أيضا في بعض حالات الطوارئ يتم عمل شق طولي في منتصف البطن. ثم يتم عمل شق جراحي في الرحم، وإخراج الطفل، وربط الحبل السري وقطعه، وإخراج المشيمة والأغشية المحيطة بالطفل.

ثم يتم إغلاق الشق الجراحي في الرحم والبطن. 

بعد الجراحة:

غالبا ما تمكث الأم في المستشفى لمدة يومين أو ثلاثة أيام. بعد الجراحة مباشرة، يستمر إعطاء المحاليل الوريدية ومسكنات الألم. تُنصح الأم بالنهوض والمشي الخفيف بعد انتهاء أثر التخدير لمنع الإمساك أو تكون الجلطات. وكذلك يعلمها الطبيب أو الممرضة الوضعية المناسبة للرضاعة الطبيعية لتقليل الشعور بألم جرح القيصرية. 

أهم النصائح الواجب اتباعها بعد الجراحة

تُعطى الأم النصائح الواجب اتباعها في المنزل بعد الجراحة، ومنها: 

  • الالتزام بالراحة وتجنب النشاط الزائد لمدة عدة أسابيع. فقط يجب ممارسة الحركة الخفيفة.
  • شرب السوائل بكثرة. 
  • تجنب الجماع مدة 4 إلى 6 أسابيع.
  • تناول أدوية الألم بحرص وعند الحاجة فقط. 
  • طلب المساعدة في حالة الشعور بأعراض اكتئاب ما بعد الولادة أو التعب الشديد.
  • يجب الاتصال بالطبيب في حالات ألم الصدر مع الحمى، أو النزيف المهبلي الغزير، أو الإفرازات المهبلية المصحوبة برائحة كريهة، أو أعراض التهاب الجرح وخروج الإفرازات منه مع ارتفاع درجة الحرارة.

ما هي مخاطر ومضاعفات الولادة القيصرية؟ 

تُعد الولادة القيصرية من الجراحات الآمنة، وبالرغم من هذا فإن نسبة مخاطر ومضاعفات الولادة القيصرية تزيد بمقدار الضعف عن تلك المتعلقة بالولادة الطبيعية. ويكون سبب هذه المخاطر إما بسبب الجراحة نفسها أو بسبب المشاكل الصحية المؤدية لاختيار الولادة القيصرية بدلاً من الطبيعية.

أسباب زيادة حدوث مخاطر ومضاعفات الولادة القيصرية

هناك بعض العوامل التي يمكن توقع حدوث المضاعفات بسببها مثل:

  • السمنة.
  • كبر حجم الطفل.
  • إجراء الجراحة في وقت طويل نسبياً.
  • ولادة التوائم.
  • الحساسية؛ إما لأدوية التخدير، أو المضادات الحيوية، أو القفازات المطاطية الجراحية.
  • قلة نشاط وحركة الأم. 
  • خلل في صورة الدم للأم.
  • ولادة طفل غير مكتمل النمو.
  • وجود أمراض صحية لدى الأم مثل: ارتفاع ضغط الدم، أو سكري الحمل.
  • أسباب القيصرية الطارئة مثل: انفصال المشيمة المبكر.

ولكن توجد بعض عوامل الخطورة الأخرى النادرة أو التي يصعب توقعها أو التنبؤ بها.

اقرأ أيضا: أعراض الحمل المبكرة ال7 وكيفية التعامل مع أعراض الحمل الأخرى

أهم مخاطر ومضاعفات الولادة القيصرية

  • العدوى:

بعد إحداث شق في جدار الرحم وفتح كيس الماء، يصبح الرحم معرضاً بشكل كبير للعدوى إما عن طريق البكتيريا الموجودة في المهبل، أو البكتريا الموجودة على الجلد. 

تحدث العدوى والالتهاب إما في بطانة الرحم، أو في طبقات الجلد مكان الجرح خارج الرحم، أو حدوث عدوى في الدم مع ارتفاع في درجات الحرارة والتي قد تؤدي لما يسمى بحمى النفاس أو التسمم. 

لحسن الحظ، فإن الالتزام بإعطاء المضادات الحيوية قبل الولادة القيصرية وبعدها يقلل من حدوث العدوى ومضاعفاتها بنسبة كبيرة. كما أن أغلب الحالات يتم اكتشافها والتعامل معها مبكراً قبل حدوث المضاعفات الصحية الخطيرة.

في بعض الحالات النادرة التي يتم فيها إهمال التشخيص والعلاج المبكر، يصبح الأمر أكثر خطورة وقد تصل المضاعفات إلى اللجوء لاستئصال الرحم، أو التسمم وحدوث الوفاة.

وعامة فإن ارتفاع درجة الحرارة في أول عشرة أيام بعد القيصرية يُعد عامل خطورة ومؤشر لاحتمال حدوث حمى النفاس، ولذلك يُنصح دائماً بالاهتمام والتواصل الفوري مع الطبيب في حالة الشعور بالإعياء، أو الالتهابات، أو الإفرازات كريهة الرائحة. 

  • النزيف:

في المعتاد تفقد الأم حوالي 1000 مل من الدم في الولادة القيصرية. وإذا كانت الأم بصحة جيدة فإن فقدان هذه الكمية من الدم يمر بسلام وبدون حدوث مضاعفات صحية. 

في بعض الحالات تزيد كمية الدم المفقود أثناء أو بعد الولادة القيصرية، إما بسبب: 

  • ضعف وارتخاء عضلات الرحم. 
  • تهتكات في جدار الرحم أثناء خروج الطفل.
  • حالات المشيمة المخترقة لجدار الرحم. 

يجب على الأم اللجوء الفوري للطبيب في حالة ملاحظة أي زيادة غير طبيعية في كمية الدم المفقود. يتم التعامل مع الأم حسب كمية الدم المفقودة والسبب المؤدي للنزيف. وقد تحتاج الأم إلى نقل الدم، وتلقي المحاليل الوريدية، وأدوية الحديد والفيتامينات. كما يجب عليها الالتزام بالتغذية الجيدة حتى تستعيد صحتها ونشاطها. 

اقرأ ايضا:  فقر الدم Anemia، أنواعه، وأفضل الطرق لعلاجه

مضاعفات أخرى

  • استئصال الرحم:

يلجأ الطبيب في بعض الحالات النادرة لاستئصال الرحم لإنقاذ حياة الأم بسبب النزيف الشديد أثناء أو بعد الجراحة كما في حالات ارتخاء عضلات الرحم، أو وجود المشيمة المخترقة لجدار الرحم.

  • تكون جلطات الدم:

يُعد تكون جلطات الدم في أحد الأوردة العميقة في ساق أو حوض الأم من أخطر المضاعفات الصحية بعد الولادة القيصرية، لأنها قد تنفصل وتنتقل عبر الدم إلى الرئتين. كما قد تسبب ما يسمى بالانصمام الرئوي، وهو جلطة دموية تمنع تدفق الدم إلى أحد الشرايين في الرئة.

في البداية تسبب الجلطات حدوث تورم واحمرار في الساق مما يؤدي إلى اكتشافها مبكراً وعلاجها بأدوية سيولة الدم.

أما في حالة انفصال الجلطة وانتقالها إلي الرئة، فيمكن علاجها أيضا بأدوية السيولة. ولكن في بعض الأحيان تكون الجلطة كبيرة وتؤدي لحدوث مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة. 

تتكون جلطات الدم بشكل أكبر في حالات: السمنة، وطول الوقت المستغرق في الجراحة، وملازمة الأم الفراش لفترات طويلة بعد الجراحة.

  • الحساسية:

قد تعاني الأم من أعراض الحساسية تجاه الأدوية المستخدمة مثل: المضادات الحيوية، وأدوية التخدير، والقفازات المطاطية الجراحية.

تختلف الأعراض في شدتها، فقد تكون أعراض خفيفة، مثل الشعور بالصداع وجفاف الفم، مروراً بالإحساس بضيق التنفس، والحكة الجلدية، وقد تكون خطيرة وتصل لصدمة الحساسية والوفاة.

يتم التعامل مع أعراض الحساسية حسب شدتها. كما أنه من الضروري التعرف على أسباب الحساسية ومنعها.

اقرأ أيضا: مضادات الهيستامين H1 وكيفية استخدامها لجميع أنواع الحساسية 

  • الاضطرابات النفسية بعد الولادة القيصرية

تعاني بعض الأمهات من الاضطرابات النفسية بعد الولادة القيصرية، إما بسبب الألم الناتج عن الجراحة، أو بسبب أعراض اكتئاب ما بعد الولادة. يمكن التغلب علي هذه الاضطرابات بطلب الدعم النفسي من المحيطين والمختصين.

ما هي المضاعفات المتعلقة بالحمل التالي للولادة القيصرية؟

تُزيد الولادة القيصرية نسبة حدوث المضاعفات في الحمل التالي. يحدث ذلك بسبب ضعف جدار الرحم. قد يؤدي ذلك إلى تمزق جدار الرحم إما أثناء الحمل، أو أثناء محاولة الولادة الطبيعية. كما يمكن أن يتم زراعة الجنين بشكل غير طبيعي على مكان جرح القيصرية، أو حدوث المشيمة المخترقة لجدار الرحم. 

وفاة الأم بسبب الولادة القيصرية

بالرغم من أنها نادرة، ولكن قد تحدث الوفاة نتيجة أي من المضاعفات السابق ذكرها مثل العدوى والنزيف الحاد. بالرغم من أن هذه المضاعفات يمكن أن تحدث خلال الولادة المهبلية، ولكن نسبة حدوثها تزيد ثلاثة أو أربعة أضعاف في الولادة القيصرية. قد يبدو هذا فارقاً كبيراً، ولكن تظل نسبة وفيات الأمهات بسبب الولادة القيصرية أمراً نادر الحدوث.

مضاعفات الولادة القيصرية على الطفل

يعاني الطفل أيضا من مضاعفات الولادة القيصرية وليس الأم فقط. قد يتعرض الطفل للإصابة بالجروح من الأدوات الجراحية، أو مشاكل في التنفس والصحة العامة، أو الولادة المبكرة نتيجة التقدير الخاطئ لعمر الحمل. 

يمكن تجنب الكثير من هذه المضاعفات في حالة التخطيط المسبق للولادة القيصرية، المتابعة الجيدة للأم والجنين في أثناء فترة الحمل والمعرفة الدقيقة لعمر الحمل.

المصادر

1- https://www.healthline.com/health/c-section

2- https://www.healthline.com/health/pregnancy/complications-cesarean-section

3- https://www.medicalnewstoday.com/articles/299502

4- https://www.webmd.com/baby/what-to-know-about-a-gentle-c-section

5- https://emedicine.medscape.com/article/263424-overview

6- https://www.health.harvard.edu/medical-tests-and-procedures/caesarean-section-a-to-z

7- https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/30322585/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى