صحة

تأثير الصيام في رمضان على مرضى الغدة الدرقية 

خلال شهر رمضان، يمتنع المسلمون من جميع أنحاء العالم عن تناول الطعام والسوائل من الفجر (السحور) إلى غروب الشمس (الإفطار) لمدة شهر واحد. يسبب الصيام لفترات طويلة قد تحدث عدة تغيرات في عملية الأيض بالإضافة إلى تغيرات هرمونية بسيطة في الجسم. والتي نادرا ما تسبب أي مشكلة للفرد السليم. ومع ذلك، تظهر مشاكل في بعض الأمراض المزمنة مثل داء السكري، وبالتالي يُنصح المرضى باستشارة أطبائهم قبل التخطيط للصيام. بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أمراض الغدة الدرقية، لا يوجد حتى الآن سوى قدر ضئيل من البيانات التي تشير إلى أي تعديل في العلاج خلال شهر رمضان. سوف نعرض في هذا المقال تأثير الصيام في شهر رمضان على مرضى الغدة الدرقية.

قبل قراءة هذا المقال 

استشر طبيبك أولا قبل تنفيذ أي من المعلومات الموجودة في هذا المقال.

الصيام

اقرأ أيضا: الصيام المتقطع.. أنواعه وفوائده و13 نصيحة للحفاظ عليه

تأثير الصيام على صحة الغدة الدرقية لغير المرضى

غالبًا ما يؤدي التقليل من الفترة التي يسمح فيها بتناول الطعام بسبب الصوم إلى انخفاض استهلاك السعرات الحرارية بسبب تقليل الوجبات. في حين أن هذا قد يكون مفيدًا لفقدان الوزن، إلا أن تقييد السعرات الحرارية له تأثير كبير على الغدة الدرقية.

على سبيل المثال، يزيد هرمون الغدة الدرقية غير النشط، المسمى عكس T3، مع اتباع نظام غذائي ويتنافس مع هرمون الغدة الدرقية النشط (T3). يمكن أن يؤدي كل من النظام الغذائي قصير وطويل الأجل إلى انخفاض الهرمون بنسبة تصل إلى 50 % في هرمون T3 النشط. لذا قد تؤدي زيادة T3 العكسي وانخفاض T3 النشط إلى تفاقم حالة قصور الغدة الدرقية.

على الرغم من النتائج المشار إليها، تشير بعض الدراسات إلى أن هرمونات الغدة الدرقية تعود إلى نسب ما قبل الصيام بمجرد الإفطار، مما يدل إلى أن الصيام لفترات طويلة قد لا يكون ضارًا للأشخاص غير المصابين بأمراض الغدة الدرقية.

لماذا قد يؤثر الصيام على مواعيد تناول دواء مرضى الغدة الدرقية؟

خلال شهر رمضان، هناك بعض العوامل التي قد تغير عملية التمثيل الغذائي للدواء في الجسم كالتالي:

  • التغيرات في حركة المعدة بسبب الصيام لفترات طويلة مع تناول الوجبات الثقيلة.
  • التغيير الذي يحدث في إيقاع الساعة البيولوجية.
  • تأثير نشاط نازع اليود.

التوقيت الأمثل لتناول أدوية علاج أمراض الغدة الدرقية خلال شهر رمضان

في شهر رمضان، لا يحتاج مرضى الغدة الدرقية في العادة إلى تعديلات في الدواء والجرعات مع حدوث تغيير في مواعيد الجرعات، ويمكنهم الصيام بأمان بدون حدوث أي مشاكل صحية.

يمكن للمرضى الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية تناول الدواء بأحد هذه الطرق:

  • على معدة فارغة أي بعد تناول الطعام بساعتين على الأقل في وقت النوم مع مراعاة النوم باكرا والاستيقاظ وقت السحور.
  • يمكنهم تناول الدواء على معدة فارغة قبل السحور بنصف ساعة.
  • مع ذلك أظهرت الدراسات العلمية أن تناول هرمون الغدة الدرقية قبل النوم يؤدي إلى امتصاص جيد للأقراص.

يعتمد تناول الدواء خلال الصوم على نوع الدواء حيث يمكن للمرضى الذين يعانون من فرط نشاط الغدة الدرقية: 

  • الذين يتناولون ميثيمازول أو كاربيمازول، مواصلة جرعتهم مرة أو مرتين يوميًا حسب توصية الطبيب المعالج.
  • بينما يحتاج الأشخاص الذين يتناولون بروبيل ثيوراسيل إلى تغيير الدواء بسبب الحاجة إلى الجرعات كل 4-6 ساعات.
  • يجب على مرضى فرط نشاط الغدة الدرقية الذين تكون لديهم أعراض حادة التوجه للطبيب، وبدأ العلاج المناسب على الفور، ويمكنهم تجنب الصيام لبضعة أيام حتى تتحسن أعراضهم.

تأثير الصيام على مرضى قصور الغدة الدرقية

في شهر رمضان، لوحظت نسبة صغيرة من التغييرات في مستويات T3 وT4 وTSH في الشخص السليم.

أظهرت بعض الدراسات: 

  • انخفاض هرمون T4 ​​بشكل ملحوظ أثناء الصيام في رمضان لكلا الجنسين.
  • زيادة TSH بشكل كبير في الذكور، على الرغم من بقاء مستويات TSH وT4 ضمن النطاق الطبيعي.
  • هناك علاقة طردية بين تغيرات T4 وعدد أيام الصيام عند النساء.
  • تعود معظم هذه التغييرات الهرمونية إلى مستويات ما قبل رمضان بمجرد انتهاء الصيام.

اقرأ أيضا: تضخم الغدة الدرقية (الدّراق)، علاجه وأهم 4 طرق للوقاية 

تأثير الصيام في رمضان على مرضى فرط نشاط الغدة الدرقية

تشمل العلامات التحذيرية في مريض التسمم الدرقي الناتج عن زيادة هرمونات الغدة الدرقية عن الطبيعي الذي تم تشخيصه حديثًا أو عدم علاجه، ما يلي:

  • زيادة العطش.
  • الجفاف.
  • الإسهال.
  • عدم انتظام دقات القلب.

تزداد هذه الأعراض سوءً في حالة الصيام لفترات طويلة. 

المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة من التسمم الدرقي عادة لا يواجهون مشكلة في الصوم.

لكن أولئك الذين يعانون من أعراض حادة يمكن أن يتعرضوا لحالات خطيرة من الجفاف والإسهال. يمكن لهؤلاء المرضى تخطي الصيام لبضعة أيام حتى تتحسن أعراضهم.

علاج التسمم الدرقي خلال شهر رمضان

يشمل التسمم الدرقي فرط نشاط الغدة الدرقية زيادة إفراز الهرمونات عن طريق الغدة الدرقية وكذلك التهاب الغدة الدرقية. يمكن تمييز هذين النوعين بسهولة عن طريق فحص هرمونات الغدة الدرقية. ما يقرب من 5٪ – 10٪ من حالات التسمم الدرقي ناتجة عن التهاب الغدة الدرقية. التمييز بين الحالتين مهم لأن العلاج قد يكون مختلفًا تمامًا.

علاج التهاب الغدة في شهر رمضان 

العامل الأساسي لعلاج المرضى الذين يعانون من التهاب الغدة الدرقية: 

ويعتمد العلاج في شهر رمضان على شدة الأعراض.

تُستخدم بعض العقارات مثل: 

  • بروبيل ثيوراسيل (propylthiouracil): لكن له حدود خلال شهر رمضان بسبب الجرعات المطلوبة من كل 4-6 ساعات. 
  • ميثيمازول: وهو مضاد لنشاط الغدة الدرقية له مفعول طويل نسبيًا، ويمكن تناوله في أي وقت من اليوم بجرعة واحدة أو بجرعات مقسمة. لهذا السبب، في رمضان لا يلزم تعديل العلاج عند هؤلاء المرضى ويمكن مراقبتهم فقط.
  • يجب على الأطباء تجنب العلاج باليود المشع للأشخاص الذين يعانون من فرط نشاط الغدة الدرقية في وقت قريب من شهر رمضان. هذا لمنع المخاطر المحتملة لتفاقم فرط نشاط الغدة الدرقية.

التوقيت الأمثل لتناول أدوية الغدة الدرقية بعد رمضان

مع عودة الناس إلى روتينهم وعاداتهم الغذائية بعد رمضان، يبدو من المنطقي أكثر العودة إلى روتين ومواعيد تناول الأدوية كما كان قبل رمضان.

 References: 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى