الحمل والولادة

تأخر الدورة الشهرية (انقطاع الطمث) Amenorrhea

عادة ما يتم تشخيص تأخر الدورة الشهرية أو انقطاع الطمث بغياب دورة شهرية واحدة أو أكثر، ويُقسم لنوعين حسب نزول دورة شهرية سابقة من عدمه:

انقطاع الطمث الأولي:

يُعرف بغياب الدورة الشهرية للفتيات اللاتي بلغن 15 عاما بدون نزول دورة شهرية واحدة. من أشهر أسباب التأخر الأولي للدورة الشهرية اختلال في مستويات الهرمونات، أو وجود المشاكل التشريحية.

انقطاع الطمث الثانوي:

هو غياب الدورة الشهرية لمدة شهرين لثلاثة أو حتى أكثر في السيدات اللاتي شهدن نزول الدورة الشهرية من قبل. يُعد الحمل من أشهر أسباب انقطاع الطمث الثانوي، ولكن أيضا قد يلعب الخلل في الهرمونات ومستوياتها دورا في ذلك. 

تأخر الدورة الشهرية

أعراض تأخر الدورة الشهرية أو انقطاع الطمث

تختلف الأعراض من سيدة لأخرى حسب السبب المؤدي لذلك، ومن الأعراض الممكن حدوثها بالتزامن مع تأخر الدورة:

  • تساقط الشعر.
  • الصداع.
  • تغيرات في الرؤية.
  • زيادة في شعر الوجه.
  • ظهور البثور بالوجه.
  • إفراز حليب من الثدي.

أسباب تأخر الدورة الشهرية

تتعدد الأسباب، ومنها ما هو طبيعي، أو بسبب تناول الأدوية، أو المشاكل الصحية.

١) أسباب طبيعية فسيولوجية: 

٢) استخدام موانع الحمل:

قد تعاني بعض السيدات اللاتي يستعملن موانع الحمل سواء حبوب منع الحمل، أو الحقن، أو الكبسولات، أو اللولب الهرموني من تأخر الدورة الشهرية. وحتى بعد توقف استعمال موانع الحمل؛ قد يستغرق انتظام التبويض والدورة الشهرية بعض الوقت.

٣) الأدوية:

قد تؤدي بعض الأدوية إلي تأخر الدورة الشهرية، مثل الأدوية المستخدمة في علاج الذهان، أو العلاج الكيماوي للسرطان، أو علاج الضغط المرتفع، أو علاج الحساسية.

٤) تغيرات في نمط الحياة:

قد يؤدي التغير في نمط الحياة إلي عدم الانتظام أو تأخر الدورة الشهرية؛ مثل:

  • الانخفاض في وزن الجسم: 

يؤدي الانخفاض الشديد في وزن الجسم بنسبة تتجاوز الـ 10% من وزن الجسم الكلي إلي حدوث خلل في مستويات الهرمونات في الجسم وقد يحدث توقف للتبويض. كذلك السيدات اللاتي تعانين من اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي أو النهام قد يحدث لديهن خلل في مستويات الهرمونات وتأخر الدورة الشهرية.

  • الإفراط في النشاط الرياضي: 

قد يحدث انقطاع أو تأخر في الدورة الشهرية لدى السيدات اللواتي يمارسن رياضات تتطلب تمرينات قاسية مثل لاعبات الباليه. يحدث ذلك بسبب انخفاض نسبة الدهون في الجسم، والاستهلاك العالي للطاقة، والضغط.

  • الضغط العصبي والتوتر: 

تتأثر منطقة ما تحت المهاد (منطقة من الدماغ تتحكم في إفراز الهرمونات المنظمة للدورة) بالضغط العصبي والتوتر. كما أنه من المعتاد حدوث انتظام في الدورة الشهرية بعد انخفاض الضغط والتوتر.

٥) الاختلال في توازن الهرمونات:

توجد العديد من المشاكل الصحية التي تتسبب في حدوث اختلال في توازن الهرمونات المنظمة للدورة الشهرية؛ ومنها:

يسبب الارتفاع الثابت في الهرمونات عند السيدات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض عدم انتظام وتأخر الدورة الشهرية. 

  • الخلل الوظيفي للغدة الدرقية: 

يسبب النشاط الزائد للغدة الدرقية، أو القصور في وظائفها إلى عدم انتظام الدورة الشهرية.

  • انقطاع الطمث المبكر: 

غالبا ما تدخل النساء في مرحلة انقطاع الطمث في الفترة حول سن الخمسين. ولكن إذا توقف المبيض عن إنتاج البويضات قبل سن ال40 عاما يحدث انقطاع للدورة الشهرية.

  • أورام الغدة النخامية: 

يمكن أن يؤثر الورم الحميد (غير السرطاني) على تنظيم إفراز الهرمونات المنظمة للحيض.

٦) الإصابة بالمشاكل الهيكلية للجهاز التناسلي للمرأة:

يمكن أن تسبب الإصابة بالمشاكل الهيكلية في الأعضاء التناسلية لدى المرأة انقطاع للطمث؛ ومن هذه المشاكل: 

  • حدوث ندبات في بطانة الرحم: 

وهو ما يعرف باسم متلازمة آشرمان، وهي عبارة عن وجود ندبات في بطانة الرحم، وتحدث إما بعد التوسيع والكشط للرحم، أو بعد الولادة القيصرية، أو العمليات الخاصة بإزالة الأورام الليفية في الرحم. تمنع هذه الندبات التطور والنمو الطبيعي لبطانة الرحم، وفي الحالات الشديدة قد يحدث انقطاع الطمث.

  • فقد الأعضاء التناسلية: 

في بعض الأحيان؛ تحدث المشاكل أثناء تطور الجنين في رحم الأم، والتي قد تؤدي إلي فقد الجنين لأجزاء من الجهاز التناسلي مثل: الرحم، أو عنق الرحم، أو المهبل. وتؤدي هذه المشاكل إلي حدوث غياب للدورة الشهرية عند البلوغ.

  • تشوهات في بناء المهبل: 

قد يوجد انسداد في فتحة المهبل بسبب وجود غشاء أو تشوهات في جدار المهبل. يمنع هذا الانسداد نزول دم الدورة الشهرية.

عوامل الخطورة المسببة لاحتمال تأخر الدورة الشهرية

  • التاريخ العائلي: تزيد نسبة تأخر الدورة الشهرية عند السيدات اللاتي لديهن سيدة أخري من نفس العائلة عانت من تأخر الدورة الشهرية.
  • اضطرابات الأكل: تزيد نسبة حدوث تأخر الدورة الشهرية لدى السيدات المصابات باضطرابات الأكل مثل: الشهية المفرطة أو فقدان الشهية.
  • ألعاب القوى: والرياضات التي تتطلب تمارين شاقة.
  • وجود تاريخ طبي لإجراءات نسائية معينة: مثل التوسيع والكشط وخاصة المتعلقة بالحمل.

مخاطر تأخر الدورة الشهرية

قد تؤدي الأسباب المؤدية لتأخر الدورة الشهرية لمشاكل صحية أخرى؛ ومنها:

  • العقم أو مشاكل مع الحمل: بسبب وجود خلل في مستويات الهرمونات أو غياب التبويض. 
  • الضغط النفسي: قد يؤدي غياب الدورة الشهرية أو تأخرها إلى القلق لدى الفتيات في مرحلة البلوغ، كما أنه يتسبب بالشعور بالقلق من إمكانية حدوث الحمل.
  • هشاشة العظام وأمراض القلب والأوعية الدموية: والتي قد تحدث بسبب نقص مستوى هرمون الإستروجين. 
  • آلام الحوض: والتي قد تحدث بسبب وجود المشاكل الهيكلية في الجهاز التناسلي، مثل الانسداد في حالات الحاجز المهبلي.

تشخيص أسباب تأخر الدورة الشهرية

يتوجب على السيدات التوجه لاستشارة الطبيب في حالة تأخر الدورة الشهرية لمعرفة الأسباب وتلقي الرعاية الطبية اللازمة. أثناء الزيارة يسأل الطبيب عن ميعاد أخر دورة شهرية، و النشاط الجنسي، و احتمالية وجود حمل، واستخدام موانع الحمل. كما يسأل الطبيب عن ما إذا كانت السيدة تتعرض للضغط العصبي، أو تقوم بممارسة رياضة عنيفة، وأيضا يسأل عن التاريخ المرضي والعائلي. 

أثناء الزيارة؛ يقوم الطبيب بفحص الحوض لمعرفة إذا ما كانت هناك أمراض متعلقة بالجهاز التناسلي. قد يفحص الطبيب الثديين أيضا والعلامات الأخري المرتبطة بالبلوغ في حالة انقطاع الطمث الأولي.

قد تكون هذه الحالة عرض لمجموعة معقدة من الخلل في مستويات الهرمونات. في بعض الأحيان قد يتطلب القيام بمجموعة من الاختبارات لمعرفة السبب.

١) اختبارات بالدم:

  • اختبار الحمل: غالبا ما يكون الاختبار الأول هو اختبار الحمل، لتأكيد أو نفي ما إذا كانت السيدة حامل.
  • اختبارات وظائف الغدة الدرقية.
  • فحوصات وظائف المبيضين.
  • تحليل هرمون اللبن ( البرولاكتين). 
  • فحص هرمونات الذكورة. 

٢) اختبار تحدي الهرمونات: 

يتم إعطاء السيدة دواء هرموني لمدة 7 إلى 10 أيام لتحفيز بناء بطانة الرحم. ثم يتم ملاحظة نزول الدورة بعد توقف أخذ الدواء. تعطي نتائج هذا الاختبار فكرة للطبيب عما إذا كان تأخر نزول الدورة الشهرية يحدث نتيجة نقص في مستوى هرمون الإستروجين.

٣) التصوير بالأشعة: 

مثل التصوير بالأشعة فوق الصوتية (الأشعة التلفزيونية أو السونار) للكشف عن أية مشاكل بالجهاز التناسلي. أيضا قد يطلب الطبيب التصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن أورام الغدة النخامية.

٤) الفحص بالمنظار:

في حالة عدم التعرف علي السبب بالفحوصات السابقة، قد يطلب الطبيب الفحص بالمنظار الرحمي، لفحص تجويف وبطانة الرحم. 

علاج تأخر الدورة الشهرية 

يعتمد العلاج على علاج السبب. فمثلا؛ في حالات أمراض الغدة الدرقية أو النخامية، يتم العلاج بعد تلقي الأدوية المناسبة. 

يمكن أيضا تلقي أنواع من الأدوية الهرمونية التي تساعد في انتظام الدورة. قد يتم اللجوء للجراحة في حالات المشاكل الهيكلية في الجهاز التناسلي. 

إذا كان انقطاع الطمث ناتج عن اضطراب الأكل أو الرياضات العنيفة، فإن تغيير نمط الحياة والتوازن يساعد في استعادة انتظام الدورة الشهرية، كما يمكن الاستعانة بالمتخصصين للعودة لأسلوب حياة صحي ومتوازن.

اقرأ أيضا: متلازمة ما قبل الطمث (PMS).. الأعراض وطرق العلاج

المصادر:

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/amenorrhea/symptoms-causes/syc-20369299

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/amenorrhea/diagnosis-treatment/drc-20369304

https://www.webmd.com/women/why-is-my-period-so-random https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2058399/

https://www.medicalnewstoday.com/articles/322893

https://www.healthline.com/health/how-late-can-a-period-be

https://www.healthline.com/health/womens-health/why-is-my-period-late

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى