تطعيم الكوليرا
يعد تطعيم الكوليرا من أهم طرق الوقاية من المرض، ومنذ اكتشافه، بدأت وبائية المرض في الانخفاض في كثير من دول العالم.
يستخدم لقاح الكوليرا في البالغين للمساعدة في الوقاية من الكوليرا. الكوليرا مرض خطير يمكن أن يسبب الوفاة. وهو ناتج عن جرثومة تسمى ضمة الكوليرا، وتنتشر في أغلب الأحيان من خلال الطعام أو الماء المصاب بهذه الجرثومة. إذا كنت مسافرًا إلى مناطق موبوءة بالكوليرا، فتجنب تناول الطعام غير المطبوخ، وخاصة الأسماك والمحار، وقم بتقشير الفاكهة بنفسك. تجنب المياه التي قد تكون ملوثة، والمياه المعبأة الغازية، والمشروبات الغازية التي تعد غير آمنة.
تاريخ الكوليرا في مصر
في سبتمبر عام 1947 دق ناقوس الخطر مستشفيات مصر جميع أرجائها، ففي مستشفى حميات العباسية ظهرت أول حالة لمرض مصاب بالكوليرا، كان شاب يعمل في أحد مواقع الاحتلال الإنجليزي بالصعيد، وكان المعسكر يضم العديد من الجنسيات الهنود، والأفارقة، والآسيويين، وكانت النظافة شبه معدومة، ومن هنا بدأت جائحة الكوليرا التي انتشرت في جميع ربوع مصر، وتوقفت معها الدراسة ألغي الحج لهذا العام، وقامت الدولة بإجراءات احترازية شديدة للحد من الوباء إلى أن تم اكتشاف تطعيم الكوليرا.
اقرأ أيضا: لقاح جدري الماء Chickenpox vaccine.. أهميته ومدى فعاليته
أسباب الكوليرا
تُعد الإصابة ببكتريا (ضمة الكوليرا) هي السبب الرئيسي في الإصابة بمرض الكوليرا، حيث تقوم البكتيريا بإفراز السم البكتيري في الأمعاء الدقيقة، الذي يتسبب في إفراز كميات كبيرة من الماء، الذي يسبب الإسهال وفقدان السوائل من الجسم، ولكن هناك أسباب أخرى تساعد على انتشار المرض مثل تلوث المياه والأطعمة. كما توجد البكتيريا في مصادر المياه الملوثة مثل:
- مياه الآبار العامة سبب رئيسي في انتشار الوباء، بالإضافة إلى العيش في أماكن مزدحمة مع عدم وجود مرافق صرف صحي.
- المأكولات البحرية النيئة أو غير المطبوخة جيداً تعرض للإصابة بمرض الكوليرا مثل الأسماك القشرية.
- الفواكه، والخضروات النيئة، أو غير المطهوة جيداً، وخاصة الفواكه التي تُؤكل بقشرها سبباً في الإصابة، حيث يمكن أن تتلوث من مياه الري والأسمدة وقد تكون مخلوطة بمياه الصرف الصحي.
أعراض الكوليرا
قد يصاب الشخص بالكوليرا وتكون العدوى صامتة ولا تظهر عليه أي أعراض، ويقوم جهاز المناعة بمقاومة المرض، ولكن تظل البكتيريا في برازهم لمدة تتراوح بين يومين إلى أسبوعين، ويمكنهم نقل العدوى للآخرين عن طريق المياه الملوثة.
وأهم أعراض الكوليرا هي:
- الإسهال الشديد الذي يسبب فقدان كميات كبيرة من سوائل الجسم، قد تصل إلى لتر/ساعة. وأهم ما يميزه أن له لون أبيض حليبي يشبه مياه الأرز.
- الغثيان والقيء.
- الجفاف والذي قد يحدث بعد الإصابة بساعات قليلة، وتتراوح حدته من البسيط إلى الحاد، وقد يؤدي إلى خسارة 10% أو أكثر من وزن الجسم.
- انخفاض ضغط الدم.
- الإرهاق العام.
- العطش الشديد.
- اضطراب ضربات القلب.
اقرأ أيضا: لقاح جدري الماء Chickenpox vaccine.. أهميته ومدى فعاليته
وبائيات المرض
قد تكون الكوليرا مرض مستوطن أو وباء، ويمكن القول بأن هذا المكان موبوء عند ظهور حالات للمرض خلال 3 سنوات. بالإضافة إلى اتباع انتشار المرض على الصعيد المحلي، بشرط ألا تكون هذه الحالات وافدة من الخارج. ومن الممكن أن يتفشى وباء الكوليرا في كل البلدان المواطنة بها أو التي لا تظهر بها بانتظام.
وفي البلدان النامية قد تندلع وبائية المرض في أشكال انتشار موسمية، وقد تسبب حالات إصابة تفوق أعدادها التوقعات.
ونظراً لارتباط فاشية المرض بنقص موارد المياه الآمنة، فإن أكثر الأماكن إصابة بالمرض هي الأحياء الفقيرة في الموارد، ومخيمات المشردين واللاجئين.
تطعيم الكوليرا
يُعد لقاح الكوليرا من أهم طرق الحماية من المرض، ومنذ اكتشافه وبدأت وبائية المرض في الانخفاض في كثير من دول العالم.
الفئات المستهدفة
هناك الكثير من الفئات المستهدفة بالتطعيم، فاللقاح مُعد للأطفال فوق سن سنتين والبالغين الذين يسافرون إلى بلدان ينتشر فيها الوباء، أو في حالة انتشار جرثومة الإشريكية القولونية التي تسبب الإسهال، أو بعض دول إفريقيا مثل (كينيا وأنجولا)، وبعض الدول الآسيوية، ودول أمريكا اللاتينية.
واللقاح مُعد أيضا للعاملين في قطاع المساعدات الإنسانية مثل الطواقم الطبية، والمساهمين في مناطق الكوارث، ومخيمات اللاجئين لأنهم أكثر عرضة للإصابة.
مكونات اللقاح
يتكون لقاح الكوليرا من خلايا الكوليرا الميتة أو المُضعفة مع مجموعة من سموم الكوليرا، ثم يقوم الجهاز المناعي بإنتاج أجسام مناعية مضادة لهذا اللقاح، فيُظهر اللقاح حماية عالية تصل إلى 85%، وتستمر فعاليته لمدة لا تقل عن 6 أشهر لكل من تلقي التطعيم فوق عمر السنتين.
أنواع تطعيم الكوليرا
يوجد العديد من أنواع لقاح الكوليرا حسب السلالة البكتيرية في التطعيم وإن كانت الكوليرا ميتة أو مضعفة.
- لقاح الكوليرا بالحقن: يحتوي اللقاح على خلايا بكتيريا الكوليرا مقتولة أو سموم الكوليرا، ويعطي فاعلية لمدة من 3 إلى 6 أشهر. يحتوي اللقاح على عدة سلالات منها سلالة (O strain)، وسلالة إينابا، وسلالة أوغاوا.
- لقاح الكوليرا الفموي: يعد اللقاح الفموي أقل فاعلية، ويتضمن خلايا الكوليرا الميتة من سلالات مختلفة مثل سلالة الطور e، وسلالة إينابا، وسلالة أوغاوا. تقتل البكتريا بالحرارة أو الفورمالين.
وقد يصنع اللقاح أيضا من البكتيريا ضعفة، وفي هذه الحالة لا تسبب المرض ولكنها قادرة على تحفيز الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة تحارب البكتيريا في حالة العدوى.
اقرأ أيضا: لقاح الروتا Rotavirus vaccine مدى فعاليته وآثاره الجانبية
الأعراض الجانبية لتطعيم الكوليرا
- القيء.
- الصداع.
- آلام البطن.
- انتفاخ البطن.
- ارتفاع ضغط الدم.
- طفح جلدي.
- حمى.
- تعب وإجهاد.
- تورم العقد الليمفاوية.
جرعات تطعيم الكوليرا وطريقة الاستعمال
جرعة تطعيم الكوليرا بالفم:
- البالغون والأطفال أكبر من 5 سنوات: التطعيم جرعتين يُفصل بينهما بمدة لا تقل عن أسبوع ولا تزيد عن 6 أسابيع، وينصح الأطباء بجرعة منشطة أخرى بعد عامين.
- الأطفال من سن سنتين إلى 5 سنوات: يُعطى اللقاح على 3 جرعات يُفصل بينهما بمدة لا تقل عن أسبوع ولا تزيد عن 6 أسابيع، ويُنصح بجرعة تنشيطية بعد 6 أشهر.
لقاح الكوليرا بالحقن:
يُعطي اللقاح للأشخاص من عمر 5 سنوات فأكثر جرعتين متتاليتين يفصل بينها بمدة تتراوح من 7 إلى 28 يوم، ويكون الحقن في الجلد، أو تحت الجلد، أو في العضل.
توصيات عند أخذ اللقاح الفموي
- منع الطعام والشراب قبل وبعد الجرعة بساعة.
- يعطى تطعيم الكوليرا في غضون 15 دقيقة من وقت خروجه من التجميد.
- تحسب جرعة الأطفال حسب الوزن والعمر.
شروط تخزين تطعيم الكوليرا
- يحفظ اللقاح في درجة حرارة تتراوح بين 15 و25 درجة مئوية.
- تنقل بحافظات خاصة تحتوي على الثلج.
- تحفظ بعيداً عن الرطوبة والحرارة.
اقرأ أيضا: لقاح فيروس كورونا COVID-19 vaccine.. الأسئلة الشائعة عنه
الوقاية من مرض الكوليرا
لا يعد الوقاية من مرض الكوليرا مسؤولية مجتمعية فقط ولكنها مسؤولية عالمية أيضا، حيث أن مرض الكوليرا هو مرض وبائي سريع التفشي لذلك تحرص منظمات الصحة في جميع دول العالم على التكاتف ضد هذا المرض.
ولا يعتبر تطعيم الكوليرا هو الحل الوحيد للوقاية، ولكن هناك توليفة من أدوات أخرى مثل توفير مياه آمنة للاستخدام، التوعية المجتمعية، بالإضافة إلى العلاج السريع للمصابين لتجنب تفشي المرض.
وكما تقول الحكمة الطبية (الوقاية خير من العلاج) يجب علينا اتباع الآتي:
- شرب المياه الآمنة فقط عن طريق المياه المعبأة في زجاجات، أو المياه التي يتم غليها في المنزل ثم استخدامها، حيث أن درجة الحرارة العالية تعمل على التخلص من البكتيريا.
- طهي الطعام جيداً وتجنب المأكولات النيئة، وتجنب أكل الباعة المتجولين.
- تجنب أكل الفواكه والخضروات بقشرها، والالتزام بغسلها جيداً.
المصادر:
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3761070/
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6492228/
- https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/cholera?gclid=Cj0KCQiAt66eBhCnARIsAKf3ZNG3ddFo4Ij9d-VCTeWYMFeQclhw6j03NQk5oeIkny0yzZS5a2xHYxQaAqy6EALw_wcB
- https://www.mayoclinic.org/drugs-supplements/cholera-vaccine-oral-route/description/drg-20062780
شكرا جزيلا للمعلومات القيمة و القائمين علي هذا الموقع الطبي الرائع
thanks