لعلك سمعت عن حمى التيفود أو ما تُسمى أيضًا بالحمى المعوية، حيث يرتبط هذا الاسم بنوع البكتيريا التي تسبب هذه الحمى وهي بكتيريا السالمونيلا التيفية.
إن حمى التيفود تكون متفشية في بعض المناطق مثل أفريقيا وجنوب آسيا، نظراً لزيادة نسبة تلوث الماء والغذاء.
حيث يؤدي عدم معالجة المياه بشكل صحيح وأيضا عدم التخلص من النفايات البشرية من زيادة انتشار بكتيريا السالمونيلا المسببة لهذا المرض.
تُعد حمى التيفود تهديد صحي خطير خاصة للأطفال في المناطق المتفشية بها، ولا بد من العلاج الفوري بالمضادات الحيوية للتخلص من البكتيريا المسببة للمرض لخفض الحرارة التي قد تكون خطرة جدا، على الرغم أنه من النادر حدوث حالات وفاة من مضاعفات هذه الحمى بدون علاج.
ما الذي يسبب حمى التيفود؟
بكتيريا تُسمى السالمونيلا التيفية (Salmonella Typhi)، تعيش في أمعاء الأشخاص المصابين ويمكن أن تلوث الطعام والماء.
كيف تنتشر حمى التيفود؟
تنتشر عادة عن طريق الطعام أو الماء الملوث ببكتيريا السالمونيلا.
حيث يمكن أن يحدث هذا إذا تشاركت الطعام مع شخص مصاب أو حامل للمرض، أو وصل بول أو براز شخص مصاب إلى الماء أو الطعام الخاص بك.
أيضا قد تحدث العدوى بالتيفود من شخص آخر إذا لم يغسل يديه بعد الذهاب إلى الحمام، أو عندما يلمسون الأسطح والأشياء (مثل الهواتف أو مقابض الأبواب)، حينها يتركون البكتيريا التي يمكن أن تنتقل إلى الشخص التالي الذي يلمسها.
تشخيص حمى التيفود
بعد الكشف على المريض ومعرفة الأعراض، يطلب الطبيب تحليل دم، أو بول، أو براز للبحث عن بكتيريا السالمونيلا التيفية.
أعراض حمى التيفود
من أهم الأعراض التي تظهر هي الحمى، ولذلك سُميت بالحمى التيفودية نسبةً إلى درجة الحرارة التي تبدأ منخفضة وتزداد على مدار اليوم، وقد تصل إلى 40 درجة مئوية والتي يمكن أن تستمر لأسابيع إذا تركت دون علاج.
قد تبدأ الأعراض ببطء، وغالبًا ما تظهر بعد أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من التعرض للبكتيريا.
تشمل الأعراض المبكرة:
- حمى قد تصل إلى 40 درجة مئوية.
- الغثيان والقيء.
- الإسهال أو الإمساك.
- قشعريرة.
- صداع.
- ضعف وتعب.
- آلام العضلات.
- آلام في المعدة.
- طفح جلدي (البقع الوردية).
- قد يعاني بعض المرضى أيضًا من السعال، وفقدان الشهية، والتعرق.
بعد أسابيع قليلة من بدء الأعراض، يمكن أن يسبب المرض مشاكل في الأمعاء إذا لم يتم العلاج.
تشمل الأعراض الشديدة المتطورة من المرض:
- آلام في المعدة.
- انتفاخ شديد في المعدة.
- تسمم الدم الذي يحدث بسبب انتشار البكتيريا في الدم.
في الحالات شديدة الخطورة، يمكن أن يعاني المريض من:
- تشوش التفكير.
- عدم القدرة على الالتفات إلى أي شيء من حوله.
- لا يتمكن من التفاعل مع العالم من حوله.
وهذه مضاعفات تهدد الحياة.
لدى بعض الأشخاص، قد تعود الأعراض بعد أسابيع قليلة من زوال الحمى.
ما هو الناقل طويل الأمد لحمى التيفود؟
هل يمكن أن يظل مريض الحمى التيفودية ناقل للبكتيريا حتى بعد شفاؤه؟ نعم، وهذا ما يُعرف بالناقل طويل الأمد لحمى التيفود.
يظل بعض الأشخاص مُعديين لهذه الحمى حتى بعد شفائهم، حيث يمكن أن تنتشر بكتيريا التيفود لمدة عام أو أكثر دون ظهور أعراض على حامل المرض.
لذلك من المهم إجراء اختبار السالمونيلا التيفية (Salmonella Typhi)، بعد أن يشعر المريض بتحسن للتأكد من عدم قدرته على نشره للآخرين.
الفرق بين حمى التيفود وحمى الباراتيفود
ما هي حمى الباراتيفود؟ وما وجه الاختلاف بينها وبين حمى التيفود؟ تابع القراءة.
إن كلتا الحالتين متشابهتين مع بعضهما البعض من حيث الأعراض، وطرق الانتقال، والعلاج، ولكن أعراض التيفود شديدة ومنهكة نوعا ما عن تلك الخاصة بحمى الباراتيفود.
كذلك يوجد اختلاف في نوع البكتيريا المسببة للمرض، فتلك المسببة لحمى التيفود تُسمى بكتيريا السالمونيلا التيفية، بينما المسببة لحمى الباراتيفود هي بكتيريا السالمونيلا الباراتيفية، وكلا هذين النوعين من البكتيريا من نفس النوع ولكن الأخير أقل توغلًا.
من ناحية أخرى، هناك لقاح تم تطويره ضد الحمى التيفية، ولكن لا تتوفر حاليا أي لقاحات ضد الحمى الباراتيفية ومع ذلك، مع مرور الوقت، ستتوفر لقاحات لبكتيريا السالمونيلا الباراتيفية أيضًا، مما يؤدي إلى وقاية أفضل.
إليك جدول بسيط توضيحي:
وجه الاختلاف | حمى التيفود | حمى الباراتيفود |
الأعراض | شديدة ومنهكة | أخف نسبياً |
سبب الإصابة | بكتيريا السالمونيلا التيفية | بكتيريا السالمونيلا الباراتيفية |
طرق الوقاية | تم تطوير اللقاحات | لا يوجد لقاحات |
ما هو علاج حمى التيفود؟
علاج الحمى التيفودية هو المضادات الحيوية للتغلب على البكتيريا المسببة للمرض.
نظرا لظهور سلالات أقوى من البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية المعتادة وأيضا اختلاف السلالات من منطقة لأخرى أو من بلد لأخرى، فيجب عمل مزرعة بكتيرية في المعمل لمعرفة نوع المضاد الحيوي المناسب لكل مريض.
المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج حمى التيفود:
- سيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin)، أو ليفوفلوكساسين (levofloxacin)، أو أوفلوكساسين (ofloxacin).
- سيفترياكسون (Ceftriaxone)، أو سيفوتاكسيم (cefotaxime)، أو سيفيكسيم (cefixime).
- أزيثروميسين (Azithromycin).
- الكاربابينيمات (Carbapenems).
إذا كانت حالتك شديدة، فقد يتم العلاج بالكورتيزونات، مثل ديكساميثازون (dexamethasone).
من ناحية أخرى قد يحتاج المريض لتلقي علاجات إضافية تتطلب الدخول إلى المستشفى في الحالات الشديدة أو حدوث مضاعفات.
مدة علاج حمى التيفود
إذا تم التشخيص بهذا المرض في مراحله المبكرة، فيتم وصف المضادات الحيوية، ويحتاج معظم الأشخاص إلى تناولها لمدة تتراوح بين 7 إلى 14 يومًا.
نصائح لمريض حمى التيفود في المنزل
- تتحسن أعراض المرض خلال يومين إلى ثلاثة أيام من تناول المضادات الحيوية، ولكن من المهم جدًا أن تنهي كورس العلاج كاملا للتأكد من إزالة البكتيريا تمامًا من جسمك.
- تأكد من حصولك على الراحة، وشرب الكثير من السوائل، وتناول وجبات منتظمة.
- قد تجد أنه من الأسهل تناول ٥ وجبات صغيرة على مدار اليوم، بدلاً من تناول ٣ وجبات كبيرة في اليوم.
- ويجب عليك أيضًا الحفاظ على النظافة الشخصية، مثل غسل يديك بانتظام بالصابون والماء الدافئ، لتقليل خطر نقل العدوى للآخرين.
- اتصل بطبيبك في أقرب وقت ممكن إذا تفاقمت الأعراض أو ظهرت عليك أعراض جديدة أثناء العلاج في المنزل.
- يعاني عدد قليل من الأشخاص المصابين بهذا المرض من أعراض متكررة، ويعرف هذا باسم الانتكاس.
لقاحات حمى التيفود
يتوفر نوعين من اللقاح وهما:
١) اللقاح الخامل لحمى التيفود:
يُعطى عن طريق الحقن العضلي دفعة واحدة.
يمكن إعطاؤه للبالغين والأطفال الذين لا تقل أعمارهم عن عامين ويجب إعطاؤه قبل السفر بأسبوعين على الأقل، ويتطلب جرعة معززة كل عامين.
٢) اللقاح الحي لحمى التيفود:
يُعطى عن طريق الفم وهو عبارة عن ٤ جرعات.
يمكن إعطاؤه للبالغين والأطفال الذين لا تقل أعمارهم عن ٦ سنوات.
يتألف من ٤ كبسولات تؤخذ كبسولة يوم بعد يوم، ويجب الانتهاء منها قبل أسبوع واحد على الأقل من السفر، ويتطلب جرعة معززة كل ٥ سنوات.
علاج حمى التيفود نهائيا
مع الأسف لا يمكن العلاج أو الوقاية من هذا المرض نهائيا، يمكن فقط أخذ اللقاحات لتعمل على منع الإصابة لفترة معينة، ويجب الحصول على اللقاح بشكل مستمر كل عامين أو ٥ أعوام حسب نوع اللقاح المستخدم لأنه لا يوفر الحماية مدى الحياة.
نصائح للوقاية من حمى التيفود
نظرًا لأن اللقاح لن يوفر الحماية الكاملة، فاتبع هذه الإرشادات خاصةً عند السفر إلى المناطق عالية الخطورة:
- غسل اليدين بشكل متكرر بالماء الساخن والصابون هو أفضل طريقة للسيطرة على العدوى.
- اغسل يديك قبل الأكل أو عند إعداد الطعام وبعد استخدام المرحاض.
- احمل معقمًا لليدين يحتوي على الكحول في الأوقات التي لا يتوفر فيها الماء والصابون.
- تجنب استخدام المياه غير المعالجة، واشرب فقط المياه المعبأة في زجاجات وحاول ألا تبتلع الماء أثناء الاستحمام.
- غسل الفواكه والخضروات جيدا بالماء والخل ونقعها قليلاً، واحرص على التخلص من القشور في الأنواع التي يمكن تقشيرها.
- اختر الأطعمة الساخنة والمطهوة جيدا وتجنب الأطعمة المخزنة أو المقدمة في درجة حرارة الغرفة.
يمكنك أيضا عزيزي القارئ أن تتعرف على الحمى الروماتيزمية وكيفية العلاج والوقاية منها.
المصادر
- https://pediaa.com/difference-between-typhoid-and-paratyphoid-fever/
- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/typhoid-fever/symptoms-causes/syc-20378661
- https://www.nhs.uk/conditions/typhoid-fever/treatment/
- https://www.mayoclinic.org/drugs-supplements/typhoid-vaccine-intramuscular-route/description/drg-20066585
- https://www.vaxbeforetravel.com/typhoid-vaccines-2023
- https://www.mayoclinic.org/drugs-supplements/typhoid-vaccine-live-oral-route/description/drg-20066578
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/17730-typhoid-fever
- https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/typhoid
موضوع رائع و قيم.. شكرا جزيلا