كيف تعلم أن ما تعاني منه هو داء كرون؟
إذا كنت تعاني من تلك الأعراض (الإسهال، قرح الفم، آلام وتقلصات في البطن) فكيف تتأكد من أن تلك الأعراض والمؤشرات سببها هو داء كرون؟.
يُعد داء كرون من أكثر الأمراض المزمنة التي تصيب الجهاز الهضمي للبالغين، والأطفال حيث إنه يسبب قرحاً من الفم إلى فتحة الشرج، وفي بعض الحالات قد تمتد الأعراض إلى خارج الجهاز الهضمي. وعلى الرغم من التطور العلمي في المجال الطبي إلا أنه لم يتوصل العلماء بعد إلى سبب هذا المرض، ولكن في هذا المقال سوف نتطرق إلى أسباب هذا الداء وأشهر الأعراض المصاحبة له وطرق تشخيصه وعلاجه.
مسميات أخرى للمرض
- داء كرونز.
- التهاب الأمعاء.
- التهاب الأمعاء الناحي.
أسباب داء كرون
لا يزال السبب الرئيسي لهذا المرض غير معروف، ولكن هناك الكثير من العوامل المساعدة التي تلعب دوراً في تطور المرض مثل الوراثة، وضعف الجهاز المناعي، والعمر، والتدخين، والتلوث، وسوء التغذية، وبعض الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات “NSAID”.
عوامل الخطر للإصابة بداء كرون
هناك عوامل أخرى تساعد على زيادة نسبة الإصابة بهذا المرض مثل:
- السن: قد يصاب الإنسان بهذا المرض في أي عمر، ولكن تزداد نسبة الإصابة قبل بلوغ سن الثلاثين من العمر.
- التدخين: يُعد التدخين من أشرس العوامل التي تزيد نسبة الخطورة، حيث تزيد حدة المرض وقد يحتاج المريض إلى إجراء العمليات الجراحية.
- الأدوية المضادة للالتهابات اللاستيرويدية: وتشمل هذه الأدوية إيبوبروفين (أدفيل، وبروفين)، ونابروكسين الصوديوم (أليف)، وديكلوفيناك الصوديوم، وغيرها. حيث أنها تسبب التهاب الأمعاء الذي يزيد من حدة داء كرون.
أعراض داء كرون
تتراوح أعراض هذا المرض في شدتها بين الخفيفة والحادة حسب درجة الإصابة بالمرض، وتظهر أغلب الأعراض في مختلف أجزاء الجهاز الهضمي، ولكن تكون أكثر تأثيراً في السبيل المعوي (الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة)، ويمكن أن تظهر بعض الأعراض الأخرى خارج الجهاز الهضمي في بعض الحالات فلنتعرف تفصيلياً على تلك الأعراض.
أعراض الجهاز الهضمي:
- آلام وتقلصات البطن.
- الإسهال.
- قرح الفم.
- فقدان الشهية ونقصان الوزن.
- ظهور الدم مع البراز.
- القيء.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
بعض الأعراض المصاحبة للمرض خارج الأمعاء
- فقر الدم.
- تأخر أو ضعف النمو في الأطفال.
- حصوات الكلى.
- حصوات المرارة.
- التهاب العينين والمفاصل.
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا كنت تعاني من تغير في وتيرة التبرز، أو لاحظت وجود عرض من أعراض المرض مثل:
- ظهور دم في البراز.
- إسهال متواصل أكثر من أسبوعين.
- فقدان الوزن بدون سبب معلوم.
- ألم في البطن.
- القيء والغثيان.
- الإصابة بالحُمى إضافةً إلى أي عرض من الأعراض السابقة.
تشخيص داء كرون
لا يوجد فحص معملي محدد لتشخيص المرض، ونظراً لتشابه أعراض هذا المرض مع كثير من الأمراض المعوية الأخرى، فيقوم الطبيب بعمل بعض الفحوصات المعملية والأشعة لتحديد السبب، وما إذا كانت تلك الأعراض ناتجة عن داء كرون أو ترجع إلى مرض معوي آخر.
اختبارات معملية
- صورة الدم الكاملة: لتحديد إذا كان المريض مصاباً بفقر الدم، ومعرفة معدل ترسيب خلايا الدم ومستوى البروتين التفاعلي.
- تحاليل البراز: يتم أخذ عينة من البراز لملاحظة وجود خلايا دم في العينة، أو بعض البكتيريا، أو الطفيليات الأخرى.
وسائل التشخيص الأخرى:
- منظار القولون: يقوم الطبيب بأخذ عينات من أنسجة بطانة الأمعاء للبحث المعملي مما يساعد على التشخيص الصحيح.
- الأشعة: قد يحتاج الطبيب إلى أكثر من نوع من الأشعة مثل الأشعة السينية مع صبغة الباريوم، والأشعة المقطعية، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
- المنظار الكبسولي: في هذا النوع يبتلع المريض كبسولة بها كاميرا دقيقة؛ تقوم بالتقاط الصور للأمعاء الدقيقة وإرسالها إلى جهاز تسجيل، ثم تنزل هذه الصور على جهاز حاسوب خاص بالطبيب، ويقوم الطبيب بفحص الصور بحثاً عن مؤشرات داء كرون، وتنزل الكبسولة مع البراز دون ألم.
- المنظار بمساعدة البالون: يستخدم الطبيب هذه التقنية في حالة ظهور مؤشرات من المنظار الكبسولي، ويريد الطبيب زيادة التأكد، ويستخدم المنظار مع أداة تُسمى الأنبوب المغلف. هذه الطريقة تتيح للطبيب فرصة فحص الأمعاء الدقيقة بتمعن، والوصول إلى الأماكن التي لا تصلها المناظير العادية.
اقرأ أيضا: متلازمة القولون العصبي (IBS) أعراضه والنظام الغذائي المناسب
مضاعفات داء كرون
قد يؤدي هذا المرض إلى واحد أو أكثر من المضاعفات في حالة عدم إدراك الأمر والبدء السريع في خطة العلاج ومنها:
- انسداد الأمعاء: في بعض الحالات قد يزيد السُمك الداخلي لجدار الأمعاء. بالإضافة إلى حدوث نتوءات تؤدي إلى ضيق الأمعاء، وتمنع تدفق الغذاء المهضوم. في مثل هذه الحالة يلزم التدخل الجراحي لتوسيع الضيق أو إزالة الجزء المصاب من الأمعاء.
- قرح بداية من الفم وصولاً إلى فتحة الشرج وقد يصيب بعض أجزاء الجهاز التناسلي (العجان).
- الناسور: هو حدوث اتصال غير طبيعي بين أجزاء الجسم المختلفة، مثل التي تحدث بين الأمعاء والجلد أو الأمعاء وأي عضو آخر. كما تكون أكثر شيوعاً بالقرب من منطقة الشرج.
- الشق الشرجي: قد يحدث تمزق في جزء صغير من الجدار المبطن لفتحة الشرج أو الجلد المحيط بها، مما يُسهل حدوث العدوى أو الإصابة بالناسور الشرجي.
- سرطان القولون: يوصي الأطباء بعمل منظار القولون للتأكد من عدم إصابة المرضى بسرطان القولون، حيث أن من يعاني من داء كرون هم الأكثر عرضةً للإصابة بالسرطان.
- هشاشة العظام: نظراً لزيادة عدد مرات الإسهال والقيء فإن مصاب هذا المرض يفقد الكثير من السوائل، لذلك تقل نسبة الكالسيوم في جسمه.
- مشاكل صحية أخرى: يتسبب ذلك المرض في مشاكل بأجزاء أخرى من الجسم مثل: نقص عنصر الحديد الذي يسبب (فقر الدم)، وهشاشة العظام، والتهاب المفاصل، وأمراض الكبد أو المرارة.
- مخاطر الأدوية: تعمل بعض الأدوية على تثبيط الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى بعض مخاطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية، وسرطان الجلد.
علاج داء كرون
لا يوجد علاج محدد لهذا المرض للأطفال أو البالغين ولكن تعتمد خطة العلاج على بعض الأدوية التي تقلل الأعراض والعلامات وتحد من المضاعفات والتي تشمل:
- أدوية مضادة للالتهابات:
الكورتيكوستيرويدات: تساعد الكورتيزونات مثل بريدنيزون وبوديزونيد على تقليل الالتهاب في جسم المريض، لكنها لا تُجدي نفعاً مع كل المصابين بهذا المرض.
- مثبطات المناعة:
تعمل تلك الأنواع من الأدوية على تقليل إفراز الجسم للمواد المسببة للالتهابات. يعتقد بعض الأشخاص أن دمج نوعين يكون تأثيره العلاجي أقوى من نوع واحد. من ضمن مثبطات الجهاز المناعي المستخدمة هي: فيدوليزوماب، وإينفلياكسيماب، وأوستيكينوماب.
- المضادات الحيوية:
تستخدم بعض المضادات الحيوية في حالة وجود الخراريج والنواسير حيث أنها تقلل من كمية الصديد الموجود. لكن يرى بعض الباحثين أنها تقلل من وجود البكتيريا النافعة التي قد تؤدي بدورها إلى زيادة التهاب الأمعاء.
- الأدوية الأخري:
مضادات الإسهال: تساعد في تخفيف حدة الإسهال وزيادة حجم البراز. تُستخدم المكملات الغذائية مثل مسحوق بزر القاطوناء أو ميثيل السليلوز في حالة الإسهال الخفيف إلى المتوسط. كما يكون اللوبيراميد فعال في حالة الإسهال الشديد.
مسكنات الألم: قد يوصي الطبيب باستعمال (الأسيتامينوفين) في حال الألم الخفيف.