نشأ لقاح الدرن عام 1921، وإلى الآن يتم استخدامه.
قام الباحثون مؤخرا بمقارنة تأثير اللقاح في الأطفال مع الدراسات المعملية، وتم اكتشاف العديد من المؤشرات الحيوية التي من الممكن أن تساعد في تطوير لقاح الدرن ليكون أكثر فاعلية.
ولكن في البداية يجب علينا معرفة ما هو مرض الدرن؟ فهو عبارة عن مرض بكتيري معدي من الممكن أن يكون قاتلا إذا لم يتم علاجه، وهو يحدث نتيجة الإصابة ببكتيريا ميكوبكتريا الدرن (mycobacterium tuberculosis).
يصيب مرض الدرن الرئتين، ومن الممكن أن يدمر باقي الأعضاء، وهو يعتبر ثاني أكثر الأمراض التي تسبب حالات وفيات عالية بعد مرض الكورونا (covid-19) طبقا لمنظمة الصحة العالمية.
ينتشر المرض في الهواء الجوي عن طريق الكحة، أو العطس، أو حتى الكلام، فيقوم الشخص بالتقاط البكتيريا والإصابة بالمرض.
يوجد نوعين من مرض الدرن:
- النوع غير النشط: وفي هذا النوع يقوم الجهاز المناعي للشخص بمقاومة البكتيريا ومنع تعاقب المرض، وبالتالي لا تظهر أعراض على الأشخاص ولا يستطيعون نشر المرض.
- النوع النشط: في هذا النوع لا تستطيع مناعة الجسم مقاومة البكتيريا ومنعها من الانقسام وبالتالي يحدث المرض.
تسبب البكتيريا الكثير من الأعراض مثل:
- الحُمى.
- ألم في الصدر.
- كحة (غالبا يوجد دم مع الكحة).
اقرأ أيضا: لقاح فيروس كورونا COVID-19 vaccine.. الأسئلة الشائعة
أنواع لقاح الدرن
١) لقاح الدرن الحي (live attenuated): يحتوي هذا اللقاح على بكتيريا حية ضعيفة مثل نوع الميكوبكتيريا بوفيس (mycobacterium bovis)، التي تم عزلها من الأبقار، وهذه السلالة مشابهه لحد كبير سلالة الإنسان، وهي تعمل على تحفيز الجهاز المناعي ولكن لا تضر الجسم.
تظهر أحيانا بعض الأعراض الجانبية للقاح الحي مثل:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- صداع.
- وجع مكان الحَقن.
- ندوب صغيرة مكان الحَقن.
- تورم الغدة.
وفي حالات قليلة جدا تظهر مضاعفات أشد مثل:
يكون اللقاح الحي غير مناسب لبعض الأشخاص مثل:
- الحوامل
- أصحاب المناعة الضعيفة.
٢) اللقاح الميت: وهو يحتوي على البكتيريا ميتة.
٣) لقاح التوكسيد (toxoid vaccine): وهو يحتوي على السم المُعطل (غير نشط) الذي يتم إنتاجه من البكتيريا.
٤) مصل الوحدة الفرعية (subunit vaccine): وهو يحتوي على الوحدات المُحددة للبكتيريا فقط بدلا من كل البكتيريا.
٥) تطعيم متقارن (conjugate vaccine): وهو يحتوي على شريط السكر الذي يغلف البكتيريا لتسبب الاستجابة المناعية.
٦) لقاح ناقلات فيروسية (viral vector vaccine): وهو يحتوي على فيروس مُعدل غير ضار يعمل على تكوين الوحدات المحددة للبكتيريا داخل جسم الإنسان.
٧) لقاح MRNA: وهذا اللقاح يجعل خلايا الإنسان هي التي تنتج الوحدات المحددة للبكتيريا، حتى يستطيع الجسم التعرف عليها بهذا النوع من اللقاح لقي اهتماماً واسعاً في الآونة الأخيرة حيث أن معظم اللقاحات المُستخدمة ضد مرض الكورونا (covid-19) تستخدم هذه الطريقة.
كفاءة ومدة لقاح الدرن
أكدت الأبحاث أن اللقاح فعال بنسبة 80-90% ضد الأنواع الخطيرة من مرض الدرن مثل درن التهاب السحايا، ولكن يكون أقل كفاءة مع أنواع أخرى مثل الذي يصيب الرئتين.
وتوافقت هذه الأبحاث مع أبحاث أخرى أكدت أن كفاءة لقاح الدرن تتراوح
ما بين 0-80%. هناك عوامل مختلفة قد تؤثر على كفاءة التحصين مثل الاختلاف بين السلالات، وطريقة الإعطاء، واختلاف البيئة والتعداد.
وهناك بعض الدراسات توصلت إلى أن مدة الحماية قد تصل إلى 10 سنين، ولكن تقل مع الزمن.
وفي دراسة أخرى تمت عام 2018 توصلت إلى أن الأشخاص البالغين الذين تلقوا اللقاح في الصغر قد تصل مدة الحماية ضد مرض الدرن إلى 20 عام.
الفئات المستهدفة للقاح الدرن
الأطفال: إذا كان الطفل في حالة إتصال مع بالغين مصابين بمرض الدرن، وكانت نتائج الطفل سلبية لتحليلي الدم والجلد للدرن (TB skin test)، فيكون من الواجب تلقي اللقاح.
العاملين بالمستشفيات: حيث من الممكن أن يكونوا في حالة إتصال مع أشخاص حاملين للمرض، فلا بد من تلقي اللقاح.
أقرأ أيضا: أهمية تطعيم شلل الأطفال poliovirus vaccine
الفئات الممنوعة من لقاح الدرن
- الحوامل.
- أصحاب المناعة الضعيفة مثل الأشخاص المصابين بالأيدز.
- الأشخاص الذين تعرضوا لعمليات زراعة الأعضاء، لأن المناعة تكون ضعيفة.
- الأشخاص الذين أصيبوا بمرض الدرن سابقا تجنبا لحدوث مضاعفات.
أخر ما توصلت إليه الدراسات على لقاح الدرن
على الرغم من أن لقاح الدرن موجود منذ زمن طويل، ولكن دائما فهمنا لجسم الإنسان يتطور مما يعطي فرصة للباحثين لتطوير وتحسين كفاءة العلاجات القديمة.
في دراسة حديثة، تم أخذ عينات دم من رضع من غينيا قبل وبعد تلقي اللقاح.
تمت مقارنة العينات مع عينات دم رضع تم التبرع بها من بوسطن تم علاجها باللقاح تحت إعداد المعمل، وكانت النتائج كالتالي:
- تم ملاحظة التغيرات في علامات التمثيل الغذائي وخاصة في الدهون في عينات دم رضع غينيا، والتي لها صلة بالاستجابة المناعية للقاح، وهذه النتيجة لم يتم اكتشافها من قبل، وبالتالي من الممكن أن يساعد الباحثين في المستقبل في التعرف على كيفية عمل اللقاح لحماية الجسم من مرض الدرن.
- كانت النتائج من عينات دم الرضع متوافقة مع النتائج المعملية، مما يعني أنه في المستقبل يمكن عمل اللقاحات في المعمل بدقة أكبر.
- يمكن للأطباء في المستقبل استخدام هذه النتائج لتحديد كيفية تفاعل الأشخاص مع اللقاح.
- من الممكن أيضا أن تساعد هذه النتائج في تطوير اللقاح وتجنب الأعراض الجانبية.
هل من الممكن أن يساعد لقاح الدرن على الوقاية من الكورونا (covid-19)؟
توصلت بعض الدراسات أن لقاح الدرن قد يساعد في تقليل خطر الوفاة من الكورونا (covid-19).
وجد الباحثون أن البلاد النامية والتي يُعطى فيها اللقاح بمعدلات عالية تكون فيها حالات الوفاة من الكورونا أقل من الدول الأخرى.
الهدف من استخدام لقاح الدرن ضد الكورونا، هو أن تأثيره المناعي سريع ومنتشر يعطي وقاية ضد العديد من الأمراض التنفسية.
ولكن هذه الأبحاث تعتبر أولية ولا تثبت السبب أو التأثير، لذلك لا بد من مزيد من الأبحاث.
أقرأ أيضا: لقاح الثلاثي الفيروسي MMR
المصادر
https://www.medicalnewstoday.com/articles/tb-vaccine#who-should-not
Good informations
جميل
مقال رائع 👍
مقال رائع جدا 👌👌
احسنتي النشر ❤️
👍👍 معلومات قيمه 👍👍
Good job