ما هو مرض الفصام؟
مرض الفصام هو مرض عقلي نفسي يُحدث تغيير في الطريقة التي يستقبل فيها المريض الواقع، ويؤثر أيضا على الأفعال، والمشاعر، والتفكير، والتصرفات، وهذا ما يُسمى بالذهان وهو أن يفقد المريض ارتباطه بالواقع. لا يُعد الفصام من الأمراض النفسية الشائعة لكنه من الأمراض المزمنة التي تعيق حياة المريض، وتسبب مشاكل وضغط للمريض نفسه ولمن حوله.
الأشخاص المصابون بهذا المرض يحتاجون إلى علاج طويل الأمد وكلما كان العلاج مبكرا كلما كانت النتائج أفضل في السيطرة على المرض وعدم ظهور مضاعفات ومشاكل أخرى.
كما أن خطورة الفصام تختلف من شخص إلى آخر، حيث أن بعض المصابين قد يتعرضون لنوبة ذهان واحدة فقط خلال المرض وتستجيب للعلاج، والبعض الآخر يتعرضون لنوبات ذهان كثيرة، يمكن أن يعود الشخص طبيعي فيما بينهما لكن قد تحدث انتكاسة مرة أخرى في الأعراض. قد تكون هذه طبيعة المرض ما بين الانتكاس والتحسن.
اقرأ أيضا: الاكتئاب.. أنواعه وأعراضه و6 طرق لعلاجه
أعراض مرض الفصام
الأعراض المبكرة:
وهي مقدمة المرض والفترة التي تسبق حدوث الذهان، من الممكن أن تستمر لأيام، أو أشهر، وأيضا لسنوات.
عادة ما تظهر في الذكور في بداية العشرينات، وفي الإناث في بداية العشرينات وأيضا الثلاثينات.
كذلك من الممكن أن تكون هذه المرحلة صعبة الملاحظة، كما تصحبها تغيرات بسيطة في التصرفات والشخصية على سبيل المثال:
- تغير في الأداء المدرسي أو الدرجات.
- مشاكل في التركيز.
- نوبات غضب.
- الانسحاب الاجتماعي.
- اضطرابات النوم.
الأعراض الإيجابية لمرض الفصام
في هذه الحالة الأعراض الإيجابية لا تعني الأعراض الجيدة ولكنها تعني الأعراض المحتوية على النوبات الذهانية وقد تتضمن:
- الضلالات: وهو اعتقاد ثابت خاطئ لدى المريض، وغير واقعي، وغير قابل للتغيير لدى المريض حتى مع محاولة إثبات العكس. على سبيل المثال اعتقاد المريض أن الآخرين قادرين على سماع أفكاره، أو اعتقاده أنه آله أو شيطان وهكذا.
- الهلاوس: وهي تضمن الأحاسيس غير الحقيقية وغير الواقعية.
الهلاوس السمعية هي الهلاوس الأكثر انتشاراً وفيها من الممكن أن يسمع المريض أصواتا لأشخاص يعلقون على تصرفاته، أو أصوات فيها أوامر أو لوم وانتقاد.
بينما الأنواع الأخرى من الهلاوس أقل انتشاراً مثل الهلاوس البصرية، وهلاوس في حاسة الشم والتذوق، وفيها يشعر المريض بروائح ليست موجودة أو يشعر بطعم أشياء مختلفة.
وأيضا من الممكن أن يشعر المريض بهلاوس في حاسة اللمس كأن يشعر بأن هناك إحساس على الجلد برغم عدم وجود شئ ملامس للجسد.
- الجمود الحركي أو الكاتاتونيا: وهي حالة يكون فيها المريض في حالة تخشب في وضع معين لا يتغير لفترة طويلة.
اقرأ أيضا: المثالية “Perfectionism” علاماتها ولماذا يجب الابتعاد عنها؟
أعراض مرض الفصام غير المنتظمة
وهي من ضمن أعراض الفصام الإيجابية التي تتميز بأن الشخص غير قادر على التفكير بوضوح أو يستجيب بالشكل المتوقع، على سبيل المثال:
- التحدث بكلام وجمل غير منطقية، يصعب على المتحدث البقاء في نفس المحادثة لفترة طويلة.
- عدم الترابط بين الأفكار، والانتقال من فكرة إلى أخرى دون وجود ترابط بينهم.
- التحرك ببطء.
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات.
- كثرة النسيان وفقدان الأشياء الشخصية.
- تكرار الحركات، والأفعال، والوضعيات مثل المشي في دوائر.
- الصعوبة على إيجاد المواقف، والأصوات، والمشاعر بشكل واقعي.
الأعراض المعرفية والإدراكية للفصام
على سبيل المثال:
- إيجاد صعوبة في التركيز والانتباه.
- الصعوبة في فهم الأفكار واتخاذ القرارات.
- مشاكل في الذاكرة.
- إنكار وجود أي مشكلة من المشاكل السابقة.
اقرأ أيضا: اضطراب ثنائي القطب bipolar disorder
الأعراض السلبية لمرض الفصام
الأعراض السلبية لا تعني الأعراض السيئة لكنها تعني غياب الأعراض الطبيعية لهذا المرض وقد تتضمن الآتي:
- غياب الانفعالات العاطفية.
- الانسحاب من النشاطات الاجتماعية، والأصدقاء، والعائلة.
- فقدان الطاقة.
- عدم الرغبة في التحدث.
- انعدام الدوافع والشغف.
- فقدان الرغبة والمتعة في الحياة.
- قلة النظافة والاهتمام بالنفس.
عوامل خطر الإصابة بالفصام
يوجد العديد من العوامل المسببة لهذا المرض ومن ضمنها:
- الجينات والوراثة: مرض الفصام من الأمراض التى من الممكن أن تورث في العائلات، لكن لا يعني بالضرورة وجود شخص مصاب بالفصام في العائلة أن يصاب أيضاً أحد من أفراد العائلة به. كما تؤكد الدراسات أنه يوجد بعض الجينات التي من الممكن أن تزيد فرصة الإصابة بهذا المرض.
- البيئة المحيطة: الخبرات الحياتية والبيئة المحيطة بالشخص مع وجود استعداد جيني قد تزيد فرصة الإصابة بالفصام. هذه العوامل البيئية مثل الفقر، الضغط النفسي المحيط، والتوتر، وأيضا مشاكل التغذية قبل الولادة والتعرض للخطر بشكل دائم.
- تركيب ووظائف الدماغ: تؤكد الأبحاث أنه قد يختلف تركيب وحجم دماغ مريض الفصام. كما تتغير أيضا طبيعة الاتصالات العصبية بين مناطق معينة في الدماغ.
اقرأ أيضا: اضطراب الوسواس القهري..Obsessive-Compulsive Disorder
الفرق بين الفصام وانفصام الشخصية “أو ما يعرف بتعدد الشخصيات”
هما اضطرابان مختلفان، كما أن انفصام الشخصية يتميز بوجود هويتين منفصلتين أو أكثر يتحكم بهم المريض بالتبادل.
علاج مرض الفصام
ينقسم العلاج إلى أكثر من شق:
أولاً: أدوية مضادة للذهان
تساعد الأدوية المضادة للذهان على التقليل من حدة الأعراض وتكرارها، وعادة ما تؤخذ كبسولات الدواء بشكل يومي، أيضا يمكن أن يُؤخذ عن طريق الحقن مرة أو مرتين شهرياً.
مرضى الفصام تتغير استجابتهم للأدوية المضادة للفصام فبالتالي يجب مراجعة الطبيب في حال ظهور أي أعراض جانبية مثل فقدان الوزن، وجفاف الفم، وعدم الارتياح، والأرق، والدوخة. كما يمكن أن تقل الأعراض الجانبية بعد فترة من تناول الدواء ومن الممكن أن تستمر.
ثانياً: علاج نفسي اجتماعي
العلاج النفسي الاجتماعي عادة ما يُستخدم مع الأدوية المضادة للذهان، كما وُجد أن الأشخاص الذين يخضعون للعلاج النفسي الاجتماعي تقل فرصهم في الانتكاس مرة أخرى أو الحاجة إلى دخول المستشفى.
الأمثلة على العلاج النفسي الاجتماعي مثلا: العلاج المعرفي السلوكي أو التدريب على المهارات السلوكية.
ثالثاً: التعليم والدعم الأسري
يمكن أن يتعلم أفراد الأسرة والأصدقاء كيفية التعامل مع مريض الفصام، كما تساهم أيضا في التقليل من الضغط النفسي الواقع عليهم، والتطوير من مهارات التعامل مع المرض.