هشاشة العظام هي مرض يصيب أي شخص في جميع الأعمار لكنها شائعة في كبار السن وخاصة النساء. هي ترقق وضعف العظام حيث تقل كثافتها بحيث تصبح العظام ضعيفة وهشة مما يؤدي إلى انكسارها بسهولة وقد يصعب التئامها بعد الكسر في بعض الأحيان.
هل سألت نفسك يوما عن مدى قوة وصحة عظامك؟ أو إذا كنت تتناول غذاءً صحيا يحمي عظامك من الهشاشة؟ هل هشاشة العظام تصيب فقط كبار السن؟
للإجابة عن هذه الأسئلة، إليك هذا المقال المفصل.
اقرأ أيضا: أهمية الحديد للجسم وأكثر من 20 مصدر طبيعي
تتكون العظام من خلايا بنائية تقوم ببناء نسيج العظام وخلايا هدمية تتخلص من نسيج العظام القديم أو التالف، تحدث هذه العملية الحيوية بشكل متناسق ومتناغم، ولكن عندما يكون معدل تكوين العظام الجديدة أقل من معدل هدم العظام القديمة تحدث هشاشة العظام خاصة إذا كان الجسم يعاني من نقص عنصر الكالسيوم وفيتامين د.
أعراض هشاشة العظام
- آلام حادة خصوصا في الظهر ومؤخرة العمود الفقري.
- انحناء القامة للأمام.
- سهولة كسور العظام وعدم التئامها بسهولة.
هشاشة العظام عند النساء
تُعد النساء عرضة للإصابة بهشاشة العظام أكثر من الرجال وذلك بسبب نقص هرمون الإستروجين عند وصولهم لسن اليأس.
وتشمل أعراض هشاشة العظام عند النساء ما يلي:
- نقص كثافة عظام الفك.
- انحناء الظهر، والكتفين، والعمود الفقري.
- سهولة التعرض للكسر.
- الآم المفاصل والعظام.
- نقص طول الجسم.
أسباب هشاشة العظام
1- مستويات الكالسيوم في الجسم:
يتم تخزين الكالسيوم في العظام خلال السن المبكرة من عمر الإنسان لبناء كتلة عظمية كبيرة تحديدا في الفترة بين 25-35 عاما ومع التقدم في العمر تنخفض هذه الكتلة تدريجيا، فكلما كانت تلك الكتلة صغيرة كلما حدثت هشاشة العظام مبكرا.
2– فيتامين د:
يساعد فيتامين د على امتصاص الكالسيوم من الأمعاء.
ويُعد مصدر الحصول على فيتامين د هو التعرض لأشعة الشمس حيث يقوم الجسم بتصنيعه عندما يتعرض الجلد للأشعة فوق البنفسجية.
ويؤدي نقص فيتامين د إلى الإصابة بالكساح عند الأطفال، وترقق ولين العظام عند الكبار.
3-هرمون التستوستيرون:
يساعد هرمون التستوستيرون في بناء الكتلة العظمية وزيادة كثافة العظام، لذلك إن الرجال الذين يعانون من نقص في مستوى هرمون التستوستيرون هم أكثر عُرضةً للإصابة بهشاشة العظام.
4- النظام الغذائي:
تعتمد صحة العظام بشكل كبير على النظام الغذائي الذي يعتمد عليه الإنسان منذ طفولته، فكلما كان النظام الغذائي متوازنا ويحتوي على كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د تكون كثافة العظام لديهم كبيرة، بينما النظام الغذائي الذي يحتوي على الكثير من المشروبات الغازية قد يضعف من هذه الكتلة العظمية ويسبب السمنة، حيث أن المشروبات الغازية تحتوي على حمض الفوسفوريك الذي يؤدي إلى تغيير توازن حموضة الدم مما يزيد من فقدان الكتلة العظمية، هذا بالإضافة إلى أن بعض أنواع المشروبات الغازية تحتوي على نسبة عالية من الكافيين المعروف بتأثيره المُدر للبول مما يزيد من فقدان الجسم للمعادن المهمة وكذلك أيضا يؤثر على امتصاص الكالسيوم في الجسم.
5-هرمون الإستروجين:
يزداد خطر إصابة المرأة بمرض هشاشة العظام كلما قلت لديها مستويات هرمون الإستروجين ويحدث هذا كلما اقتربت المرأة من سن اليأس وانقطاع الطمث.
6- استهلاك بعض أنواع الأدوية:
تناول بعض الأدوية لفترات طويلة قد يؤثر على سلامة العظام، مثل:
- دواء هيبارين المميع للدم.
- مضادات الحموضة خاصة تلك التي تحتوي على الألومنيوم.
- مّدرات البول.
- دواء ميثوتريكسيت المضاد للأورام.
- الكورتيكوستيرويدات أو مضادات الالتهاب الستيرويدية.
- الأدوية المضادة لخمول الغدة الدرقية.
7- تناول الكحول:
استهلاك الكحول يؤثر على امتصاص الكالسيوم في الجسم كما يثبط عملية إنتاج نسيج العظام الجديد مما يقلل من كثافة العظام.
8- الهيكل العظمي:
يزداد خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام عند السيدات أو الرجال ذوي البنية الجسمانية الدقيقة أو صغار الحجم بشكل خاص، لأن الكتلة العظمية تكون لديهم صغيرة من البداية.
9- بعض الحالات المرضية التي تؤثر على سلامة الجهاز الهضمي، مثل:
- داء كرون.
- الداء البَطْنِيّ.
- نقص فيتامين د.
- متلازمة كوشينغ.
- فرط إفراز الغدة الكظرية.
الوقاية
احرص منذ البداية على اتباع نظام غذائي ونشاط بدني يحميك من خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام من خلال اتباع الآتي:
- زيادة النشاط البدني وممارسة الرياضة بشكل أساسي مثل المشي أو رفع الأثقال.
- الإكثار من الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل منتجات الألبان، واللحوم، والبيض، والمكسرات.
حيث يحتاج الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عامًا إلى 1000 ملليجرام من الكالسيوم يوميًا.
بينما يزداد احتياج المرأة عند بلوغ 50 عاما والرجل عند بلوغ 70 عاما إلى 1200 ملليجرام يوميا.
- التوقف عن التدخين.
- التوقف عن تناول المشروبات الكحولية.
- الحد من استهلاك الكافيين.
- الإكثار من الأطعمة الغنية بفيتامين د مثل السمك وخاصة سمك السلمون، والسردين، و الزبادي، والبيض.
- التعرض لأشعة الشمس خاصة في الصباح الباكر.
- تجنب السقوط والصدمات خاصة لكبار السن.
تشخيص هشاشة العظام
يتطلب تشخيص هشاشة العظام إجراء عدة فحوصات طبية، مثل:
- تحليل الكالسيوم.
- فحوصات الأشعة العادية وأشعة الرنين المغناطيسي.
- أشعة قياس كثافة العظام DEXA.
لمعرفة كثافة العظام ودرجة هشاشة العظام لديك حتى يتمكن الطبيب من وصف العلاج المناسب للحالة.
علاج هشاشة العظام
يتوقف العلاج على الحالة الصحية للمريض ودرجة المرض، وقد يشمل:
1-العلاج عن طريق الحقن
يتم إعطاء دواء دينوسوماب عن طريق الحقن تحت الجلد كل ستة أشهر. إذا كان المريض يتناول دينوسوماب بالفعل، فقد تضطر إلى الاستمرار في القيام بذلك بشكل دائم مدى الحياة ، ما لم يغير الطبيب إلى استخدام دواء آخر حيث أنه من المهم تناوله بانتظام حتى لا تحدث المضاعفات.
وهناك أيضا دواء إيباندرونيت الذي يؤخذ عن طريق الحقن الوريدي مرةً كل ثلاثة أشهر.
حمض الزوليدرونيك حقن من خلال الوريد مرةً سنويًا.
2- العلاجات الفموية
الفوسفونات الثنائية هي الخيار الأول عادةً في بروتوكول علاج هشاشة العظام. ومنها:
- ما يؤخذ بجرعات أسبوعية مثل أليندرونيت.
- أو جرعة شهريا مثل ريزيدرونيت أو إيباندرونيت.
3-العلاجات الهرمونية
يستخدم الإستروجين مع أو بدون البروجستين بشكل شائع لعلاج هشاشة العظام. ولكن يمكن أن يزيد هذا العلاج من خطر الإصابة بتجلُّط الدم وسرطان بطانة الرحم وسرطان الثدي، أو أمراض القلب. عادةً ما يُستخدم الآن للنساء المعرضات بشكل أكبر لخطر الإصابة بالكسور وأيضا النساء اللاتي لا يستطعن تناول أدوية أخرى لعلاج هشاشة العظام.
وهناك عقار رالوكسيفين الذي يجمع فوائد الإستروجين على كثافة العظام خاصة لدى النساء بعد انقطاع الطمْث، دون المخاطر المرتبطة بالإستروجين. حيث يمكن أن يقلل تناول هذا الدواء من خطر الإصابة ببعض أنواع سرطان الثدي.
هل يمكن الشفاء من هشاشة العظام؟
لا، للأسف لا يوجد علاج لهشاشة العظام بشكل نهائي، ولكن الهدف من هو وقف أو حتى إبطاء فقدان العظام ومنع الكسور.
قد تساعد أنماط الحياة الصحية، مثل:
- ممارسة الرياضة.
- النظام الغذائي الصحي المناسب الذي يحتوي على الفيتامينات والمعادن ويساعد في زيادة قوة العظام.
- بجانب الأدوية يمكن استخدام المكملات الغذائية في منع المزيد من فقدان العظام.
مجهود رائع 👏👏👏
ممتااز يا دوك مقال رااائع
شكرا جزيلا