ارتجاع المريء هو حالة مزمنة تحدث بسبب اضطراب في الجهاز الهضمي يؤثر على حلقة العضلات (الصمام) بين المريء والمعدة حيث لا تنغلق الحلقة السفلية (الصمام) للمريء بشكل صحيح عند وصول الطعام إلى المعدة، لذلك تتسرب المحتويات التي تحتوي على الأحماض من المعدة إلى المريء.
من الممكن إصابة الجميع في مرحلة ما من العمر، ولكن إذا أصبت به أكثر من مرتين أسبوعياً فمن الأفضل استشارة الطبيب، أيضا من الممكن تخفيف الأعراض وذلك عن طريق تغيير النظام الغذائي ونمط الحياة.
اقرأ أيضا: متلازمة القولون العصبي (IBS) أعراضه والنظام الغذائي المناسب
أسباب ارتجاع المريء
يحدث بسبب عدم عمل آلية الجسم بشكل صحيح، حيث أن صمام المريء يتكون من عضلات، عندما يعمل المريء بشكل صحيح فإن العضلات ترتاح وتُفتح عند البلع ثم تُغلق بعد ذلك.
في حالة عدم عمل المريء بشكل صحيح يحدث ارتجاع للحمض وذلك بسبب عدم غلق صمام المريء بشكل صحيح، وينتج عن ذلك تسرب العصارة الهضمية والمحتويات التي تحتوي على الأحماض من المعدة والارتفاع إلى المريء.
توجد عدة أشياء قد تتسبب في حدوث هذه الحالة منها:
- فتق الحجاب الحاجز: يحدث عندما ينتفخ الجزء العلوي من المعدة فوق الحجاب الحاجز باتجاه الصدر، مما يعيق تناول الطعام بشكل طبيعي.
- تناول الأدوية مثل أدوية الربو، والحساسية، والمهدئات، وارتفاع ضغط الدم، والمسكنات، ومضادات الاكتئاب.
- تناول الوجبات الكبيرة: حيث يؤدي إلى انتفاخ المعدة.
- الاستلقاء بعد تناول الوجبات.
يوجد عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة وهي:
- السمنة.
- الحمل تُصاب حوالي 40%-85% من النساء الحوامل.
- تناول المشروبات التي تحتوي على الصودا، أو القهوة، أو الكحول.
- تناول الأطعمة المقلية.
- التدخين.
أعراض ارتجاع المريء
أكثر الأعراض شيوعاً هي حرقة المعدة، عادة ما يشعر المريض بألم حارق في الصدر بالإضافة إلى الشعور بعودة الطعام إلى الفم تاركاً طعماً حامضاً.
يستمر الشعور بحرقة المعدة لمدة ساعتين ويزداد سوءً بعد تناول الطعام.
يوجد عدة أعراض أخرى، تتمثل فيما يلي:
- غثيان.
- قيء.
- رائحة فم كريهة.
- صعوبة التنفس.
- صعوبة البلع.
- الشعور بكتلة في الحلق.
- تآكل مينا الأسنان.
يوجد عدة أعراض تحدث ليلا وهي:
- سعال شديد.
- مشاكل النوم.
- التهاب الحنجرة.
- يزداد الربو سوءً.
اقرأ أيضا: انتفاخ القولون ..الأطعمة المسببة له و6 مشروبات للتخلص منه
الفرق بين حموضة أو حرقة المعدة وارتجاع المريء
من الأفضل معرفة وجود الفرق بينهما، حيث يعاني معظم الأشخاص من حرقة المعدة من وقت لآخر، وهو شيء لا يستدعي القلق. لكن في حالة التعرض لها أكثر من مرتين أسبوعياً بالإضافة إلى السعال وألم الصدر فيرجع ذلك إلى احتمالية الإصابة بارتجاع المريء.
ارتجاع المريء والرضع
من الطبيعي أن يتقيأ الرضع أحيانا، ولكن عند التقيؤ بشكل متكرر فهذا يدل على احتمالية إصابة الرضيع بارتجاع المريء.
تتمثل الأعراض عند الرضع في:
- القيء.
- رفض الطعام.
- صعوبة البلع.
- الاختناق.
- التجشؤ.
- العصبية أثناء أو بعد الرضاعة.
- ضعف النمو.
- فقدان الوزن.
- صعوبة النوم.
- السعال المتكرر.
من الأفضل زيارة الطبيب عند ملاحظة تلك الأعراض.
ارتجاع المريء والحمل
يزيد الحمل من فرص الإصابة بارتجاع المريء، من الممكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية أثناء الحمل إلى استرخاء عضلات المريء بالإضافة إلى أن نمو الجنين يزيد من الضغط على المعدة. لذلك من المحتمل تسرب حمض المعدة إلى المريء.
في حالة إصابة الحامل بارتجاع المريء قبل الحمل، فعند الإصابة به مرة أخرى أثناء الحمل تزداد الأعراض سوءً.
يوجد العديد من الأدوية تُستخدم أثناء الحمل وتكون آمنة، ولكن من الأفضل استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء.
مضاعفات ارتجاع المريء
من الممكن تفاقم الحالة إذا تركت بدون علاج، تشتمل المضاعفات على:
- التهاب المريء: تهيج بسبب حمض المعدة الموجود في بطانة المريء، ويمكن أن يتسبب في تقرحات المريء، وآلام الصدر، ونزيف الجهاز الهضمي.
- مريء باريت: تحدث هذه الحالة لحوالي 10% من الأشخاص المصابين بشكل مزمن. يؤدي هذا المرض إلى تحول الخلايا المبطنة للمريء إلى خلايا مشابهة لخلايا بطانة الأمعاء. هذه الحالة من الممكن أن تؤدي إلى خطر الإصابة بسرطان المريء.
- تضيق المريء: يتسبب الالتهاب المتكرر في حدوث تندب في بطانة المريء، وينتج عن ذلك صعوبة البلع.
- مشاكل الجهاز التنفسي: يحدث مشاكل تنفسية عند تنفس حمض المعدة في الرئتين وتتسبب في:
- الربو.
- احتقان الصدر.
- بحة الصوت.
- التهاب رئوي.
- التهاب الحنجرة.
اقرأ أيضا: جرثومة المعدة (H. pylori).. اعراضها و١٠ اكلات للقضاء عليها
كيفية تشخيص ارتجاع المريء
يقوم الطبيب بالفحص البدني، وفي حالة عدم التحسن مع العلاج سوف تحتاج إلى عدة اختبارات من أجل تشخيص أفضل مثل:
- التنظير الداخلي: يقوم الطبيب بإدخال منظار وهو عبارة عن أنبوب صغير مرن في نهايته كاميرا إلى المريء للبحث عن علامات الالتهاب. في حالة إذا كانت الحالة غير طبيعية من الممكن أخذ عينة من الأنسجة أيضا.
- سلسلة الجزء العلوي من الجهاز الهضمي: أشعة سينية خاصة بالمعدة، والمريء، والجهاز العلوي من الأمعاء الدقيقة. تساعد في استبعاد المشاكل الهضمية الأخرى مثل قرحة المعدة.
- قياس ضغط المريء: يظهر هذا الاختبار حركة عضلات المريء أثناء البلع، وقياس قوة العضلة العاصرة.
- اختبار درجة الحموضة: يستخدم هذا الاختبار في قياس مستوى الحمض في المريء، حيث يتتبع مقدار الحمض الموجود في المريء أثناء الوجبات، والنوم، والنشاطات. ذلك عن طريق توصيل كبسولة صغيرة مؤقتة بالمريء لمدة 48 ساعة.
علاج ارتجاع المريء
يعتمد الأطباء في العلاج على الأدوية وتغير نمط الحياة، في حالة عدم تحسن الأعراض من الممكن إجراء جراحة.
١) تغيير نمط الحياة
يمكن أن تساعد بعض التغيرات في نمط الحياة في تخفيف الأعراض مثل:
- فقدان الوزن الزائد.
- النوم في وضع مائل.
- الإقلاع عن التدخين.
- تجنب الوجبات الكبيرة وتناول نظام غذائي صحي.
- تناول الطعام ببطء.
- تجنب تناول الطعام قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل.
- تجنب المشروبات التي تعمل على استرخاء العضلة السفلية في المريء وهي التي تحتوي على الشوكولاتة، والنعناع، والكافيين.
- تجنب الأطعمة الدهنية والفواكه الحمضية.
٢) الأدوية
- مضادات الحموضة:
تعمل على معالجة الأحماض في كل من المريء، والمعدة بالإضافة إلى منع حدوث حرقة المعدة. من أمثلتها مولوكس وجافيسكون شراب.
استخدامها لمدة طويلة قد يؤدي إلى بعض من الآثار الجانبية وهي:
- الإسهال.
- تراكم المغنيسيوم.
يُعد تراكم المغنيسيوم خطراً للأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى.
- حاصرات H2:
تُستخدم في علاج الارتجاع المزمن وحرقة المعدة. تعمل على منع إفراز الحمض في المعدة. من أمثلتها:
- سيميتيدين (تاجاميت).
- فاموتيدين (بيبسيد).
- نيزاتيدين.
- مثبطات مضخة البروتون PPIs:
تعمل هذه الأدوية على منع البروتين اللازم لإفراز حمض المعدة. من أمثلتها:
- لبروتون ديكسلانسوبرازول (ديكسيلانت).
- إيزوميبرازول (نيكسيوم).
- لانسوبرازول (بريفاسيد).
- أوميبرازول (بريلوسيك).
- أوميبرازول / بيكربونات الصوديوم (زيجريد).
- بانتوبرازول (بروتونيكس).
- الأريثروميسين:
نوع من المضادات الحيوية يُستخدم لتفريغ المعدة بشكل أسرع.
٣) الجراحة
تُستخدم في حالات ارتجاع المريء الشديدة التي لا يجدي العلاج نفعا معها، تتمثل فيما يلي:
- تثنية القاع:
تحدث عن طريق استخدام المنظار أو الجراحة المفتوحة، يقوم الطبيب بلف الجزء العلوي من المعدة حول العضلة العاصرة السفلية من المريء. تساعد هذه الجراحة في شد العضلات ومنع الارتجاع.
- تثنية القاع عن طريق الفم:
تحدث باستخدام منظار داخلي، يقوم بلف المعدة حول العضلة العاصرة السفلية من المريء بمشابك.
- جراحة LINX:
يقوم الطبيب بلف شريط مكون من خرزات التيتانيوم في المكان الذي يلتقي فيه المعدة والمريء، حيث تقوم الجاذبية المغناطيسية بجعل المكان مناسب لمرور الطعام، ولكن ضيق بما يكفي لمنع الارتجاع.
العلاجات المنزلية الضارة
تشتمل العلاجات المنزلية الضارة على:
- شرب محلول ملحي وصودا الخبز: تتميز صودا الخبز أنها قلوية، لذلك تساعد في معادلة الحموضة، كما أنها آمنة ولكن عند تناولها بكميات صغيرة. تحتوي أيضا على الكثير من الصوديوم لذلك عند الإكثار منها قد تتسبب في الكثير من الآثار الجانبية.
- الزنجبيل: يساعد الزنجبيل في علاج حموضة المعدة والغثيان، ولكن أثبتت الدراسات أن حرقة المعدة تنتج عن الإكثار من تناول الزنجبيل.
- الحليب: يتم الترويج للحليب أنه يخفف من أعراض حرقة المعدة، ولكن في حين أنه يكون مهدئا في البداية بعد تناوله فمن الممكن للدهون والبروتينات الموجود فيه التسبب في تفاقم الحالة.
Reference
1-https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/17019-gerd-or-acid-reflux-or-heartburn-overview
2-https://www.webmd.com/heartburn-gerd/guide/reflux-disease-gerd-1#091e9c5e80007c47-1-2
3-https://www.healthline.com/health/gerd
4-https://www.medicalnewstoday.com/articles/14085#complications