يُعد التسنين عند الرضع من العلامات البارزة التي تدل على نمو الطفل، فظهور أسنان الرضيع علامة جيدة على مراحل التطور لدى الأطفال.
كما أن ظهور الأسنان الأمامية للرضيع تمنحه شكلًا مُضحكًا، إذ تمنحه مظهر كالأرنب. لذلك لا تنسوا الاحتفاظ بهذه الذكريات التي تمر سريعًا وذلك بالتقاط بعض الصور الجميلة.
تأتي هنا الأسئلة: كيف يمكننا معرفة أعراض التسنين عند الرضع؟ وما هي أعراضه؟ وهل توجد طرق للتخفيف عن آلام الرضيع في هذا الوقت؟ وما هو العمر المناسب لظهور أول سنة للرضيع؟
سوف نتعرف على هذه الأمور معًا في السطور القادمة، لكي تمر هذه المرحلة على الأم ورضيعها بسلام، وبأقل أعراض مزعجة لكليهما.
متى يبدأ التسنين؟
يولد الطفل وجميع أسنانه ال20 الأساسية موجودة تحت اللثة، لذلك فالسؤال الأدق هو متى تبدأ هذه الأسنان في الظهور بفم الطفل؟
لا يمكن تحديد وقت بعينه لظهور أول أسنان الرضيع، لكن التسنين عند الرضع يبدأ من عمر 4 ل 12 شهر. وفي بعض الحالات ربما يبدأ مبكرًا من الشهر الثالث في عمر الرضيع.
كما أن ترتيب ظهور الأسنان يختلف من طفل لآخر فربما تشق السنتان السفليتان طريقهما أولًا للخروج من اللثة، أو تسبقهما السنتان العلويتان في الظهور.
وتختلف عدد الأسنان التي تظهر من طفل لآخر بعد إتمام السنة، ويتحكم في هذا الأمر عوامل عديدة منها الجينات أو المشي (فربما يُبطئ المشي من ظهور الأسنان عند بعض الأطفال).
اقرأ أيضا: حساسية الألبان عند الرضع والأطفال … أعراضها و3 طرق للتشخيص
علامات التسنين عند الرضع
تتسم مرحلة التسنين ببعض العلامات التي تُصاحب هذه المرحلة، حيث يتم ملاحظة بعض الأمور على الطفل مثل:
- زيادة سيلان اللعاب.
- محاولات الرضيع المستمرة في عض الأشياء ومص أصابعه.
- الانزعاج والمزاج المتقلب.
- اضطراب النوم.
- شد الأذن على جانب السن الذي سيظهر.
- تورم اللثة.
- ملاحظة التغير في عاداته الغذائية.
- زيادة عدد مرات البراز.
- ارتفاع طفيف في درجة الحرارة لا يتجاوز 38 درجة.
تُعد كل هذه الأمور طبيعية جدًا خلال فترة التسنين، لذلك لا يتطلب الأمر القلق أو التوتر الزائد عن الحد. لكن من الأخبار الجيدة أن هذه الأمور لا تحدث كلها لكل الأطفال.
كما أن فترة التسنين لا تكون كلها مؤلمة عند الأطفال، بالطبع توجد مراحل صعبة في هذه الفترة، كظهور أول سنة وظهور الأنياب، ولكن ظهور الأسنان أمر طبيعي لا يسبب أمراض للطفل.
متى يكون الأمر غير طبيعي؟
كما ذكرنا فإن كل العلامات السابقة للتسنين عند الرضع تعتبر طبيعية، ولكن توجد علامات إذا ظهرت نحتاج فيها لاستشارة الطبيب وعدم الانتظار مثل:
- ارتفاع درجة الحرارة أكثر من 38 درجة.
- إصابة الطفل بالإسهال. (ولا يجب التهاون مع هذا الأمر لئلا يُصاب الطفل بالجفاف)
- ظهور تقرحات في جسم الطفل.
- القيء المتكرر.
تحدي فترة التسنين
لا تعتبر هذه المرحلة سهلة على الأم، سواء كانت أم لأول مرة أو لديها أكثر من طفل. لا تزال هذه الفترة مجهدة من حيث تقلبات المزاج، وعادات الأكل، واضطرابات النوم مما يزيد الأمر سوءً.
بجانب المجهود الإضافي حيث تجد الأم نفسها تقوم بتغيير الحفاض أكثر من المعتاد، وزيادة عدد مرات تغيير الملابس للطفل.
كما تحاول أن تكون أكثر انتباهًا للأشياء التي يضعها الطفل على فمه للتأكد من نظافتها، وأيضًا لحمايته لئلا يقوم ببلع أي شيء يضره.
لذا تأكدي عزيزتي أنك تقومين بعمل رائع، فأنتِ تبذلين كل جهدك من أجل صغيرك. وهذا شيء ثمين بل أغلى مما تتصوري، فأنتِ العالم كله بالنسبة له.
كل ما تحتاجينه في هذه الفترة هو إدراك المرحلة التي يمر بها طفلك، وأخذ بعض الاحتياطات للحفاظ على سلامته. وسوف تمر هذه المرحلة كغيرها، ولا تنس أنكِ كل شيء لصغيرك.
واحذري المقارنات بين طفلك والآخرين، فكل طفل له ظروفه الخاصة ولا يوجد كتالوج يناسب الجميع. فحتى أطفالك يختلفون عن بعضهم.
اقرأ أيضا: تسوس الأسنان ..الأسباب والأعراض.. و 5 مضاعفات له
التغلب على علامات التسنين المزعجة
توجد بعض الأمور يمكن من خلالها جعل فترة التسنين عند الرضع أقل ازعاجًا. لكن يُعد أهمها هو التخفيف من انزعاجك والتقليل من حدة توترك، لأن طفلك يشعر بمشاعرك وبالتأكيد يتأثر بها.
فقضاء وقت مع الطفل ومحاولة اللعب معه وإلهائه، سوف يُشتت انتباهه عما يشعر به من ألم، ويمنح كلاكما شعورًا أفضل. كما أن الالتزام بمواعيد محددة للنوم، يخفف من انزعاج الطفل.
ويمكن اتباع بعض الأمور التي تخفف من آلام التسنين مثل السماح للطفل بوضع أشياء في فمه وعضّها للتخفيف من التهاب اللثة خلال الضغط الخفيف عليها مثل:
- غسل أصابعك جيدًا ومحاولة فرك اللثة برفق.
- الأكلات الصلبة مثل البقسماط، أو الباردة كتقديم الخيار على شكل طعام أصابع شرط أن يعرف الطفل كيفية بلعها.
- السماح للطفل بعضّ ملعقة الطعام التي يحبها، بعد غسلها جيدًا، ويمكن وضعها في الثلاجة قبل إعطائها للطفل.
- بعض العضّاضات. (يجب الانتباه أن تكون نوعًا جيدًا لئلا تؤذي الطفل).
- في حالات معينة قد يحتاج الطفل لبعض المسكنات مثل الباراسيتامول، لتخفيف الألم ومساعدته على النوم.
ما لا يجب فعله أثناء فترة التسنين عند الرضع
- عدم إعطاء الطفل أدوية التسنين التي تحتوي على بنزوكاين أو ليدوكايين.
- الابتعاد عن أي جيل لتخفيف ألم الأسنان غير معروف مصدره أو مكوناته لئلا يقوم الطفل ببلعه ويتسبب له بضرر.
- عدم استخدام الأساور، أو الخلاخيل، أو عقد التسنين. لئلا يتسبب في خطر الاختناق.
- تجنب وضع سكر في العضاضات أو المعالق التي يستخدمها الطفل.
مساعدة الطفل على التسنين وحماية أسنانه
تستطيع الأم تقديم الدعم لطفلها في هذه الفترة من خلال:
- الالتزام بجرعات فيتامين د منذ اليوم الأول للولادة، لأنه يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم ويدعم النمو العظمي للطفل.
- الاهتمام بشرب المياه لاحتوائها على عنصر الفلورايد (في الأطفال الأكبر سنًا).
- الحفاظ على أسنان الرضيع من التسوس، عن طريق مسح الفم بفوطة مبللة بالماء بعد الرضاعة والأكل.
اقرأ أيضا: صحة الفم والأسنان.. طرق العناية وأهم 5 فيتامينات
الخلاصة
التسنين عند الرضع من المراحل المهمة التي يمر بها الأطفال، صحيح لا تمر بسهولة. لكن كما ذكرنا يمكن التعامل مع الأمر ببعض الآليات.
ويُعد إدراك هذه المرحلة والتعامل معها بهدوء من أهم هذه الآليات، لأن هذه المرحلة بها ما يكفي من انزعاج وتوتر لدى الطفل والأم.
لذا حاولي إدراك أنها فترة مؤقتة وستنتهي علامات التسنين عند الرضع الغير مُحببة، وحاولي تهدئة طفلك من خلال إلهائة عن الألم بمنحه بعض الطعام البارد أو العضاضات.
وحافظي على جرعات فيتامين د منذ اليوم الأول لولادته. وكوني حذرة لأي أعراض غريبة قد تصيب طفلك، وتواصلي مع طبيبك فورًا.
أخيرًا عزيزتي لا تنسي التقاط الصور لطفلك عند ظهور أسنانه، والأهم أن تصنعا ذكريات جميلة معًا. فالوقت يمر سريعًا.