أمراض
أخر الأخبار

هرمونات تكبير الفراخ…وهل تسبب العقم وضعف الخصوبة للذكور؟

يتردد الكثير حول استخدام المربيين هرمونات تكبير الفراخ مما يثير القلق حول استهلاك فراخ التسمين أو ما تُعرف بالفراخ البيضاء خاصة أن البعض يعتقد أن أكل هذه الفراخ قد يتسبب في العقم أو ضعف الخصوبة لدى الذكور وقد أصبحت هذه المعلومات مصدرا للقلق الصحي المتزايد بين المستهلكين.

حقن الدواجن بالهرمونات

استخدام الهرمونات لزيادة الإنتاج حقيقة أم خرافة؟

في جميع أنحاء العالم تعتمد صناعة الدواجن على العلم والتكنولوجيا لتحديد أفضل وأحدث الاستراتيجيات لتحسين الإنتاج، إلا أن الكثير من وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي تنشر الكثير من الشائعات حول استخدام المربيين هرمونات تكبير الفراخ.

استخدام الهرمونات لزيادة إنتاج المواشي

تستخدم هرمونات النمو سواء كانت الطبيعية منها أو المصنعة (السوماتوتروبين، والإستروجين، والبروجستيرون، والتستوستيرون، والمنشطات الأخرى) في الأبقار والأغنام لزيادة معدلات النمو وكفاءة إنتاج اللحوم، تُحقن هذه الهرمونات تحت الجلد خلف الأذن.

وقد حددت منظمات الصحة العالمية قائمة بالمنتجات المسموح باستخدامها وفترات الانسحاب والحدود الآمنة لاستخدام هذه الهرمونات في الماشية للتأكد من عدم تسببها في أي أضرار صحية نتيجة استهلاكها مع ذلك لم يتم السماح بحقن الدجاج بهذه الهرمونات وفيما يلي سنعرض الأسباب حول عدم استخدامها.

اقرأ أيضا: منتجات الألبان dairy products وبدائلها

الأسباب حول عدم استخدام مربي الدواجن هرمونات تكبير الفراخ 

١) الأسباب العلمية: 

  • استخدام السوماتوتروبين: 

أُجريت العديد من الأبحاث لدراسة تأثير حقن السوماتوتروبين على الفراخ وتم توثيق عدم تحفيز هرمون سوماتوتروبين لنمو الدجاج، فسر الباحثون ذلك بنقص عدد مستقبلات السوماتوتروبين في المراحل الأولى من عمر الدجاج.

  • استخدام هرمون السترويد (الاستروجين والأندروجين): 

أظهرت هرمونات السترويد تأثيرات مهمة في تعزيز نمو الأبقار والأغنام، ومع ذلك لم يتم ملاحظة هذه التأثيرات في صغار الدجاج، كذلك أشارت الأبحاث إلى أن المنشطات الأندروجينية تمنع النمو في الدجاج.

٢) الأسباب الاقتصادية:

يُعد إنتاج لحوم الدواجن أحد أهم مصادر الدخل الزراعي في العديد من البلدان حول العالم، عمليا نسبة كبيرة من لحوم الدواجن التي تُباع حاليا من إنتاج المزارع التجارية.

تمثل هذه المزارع التجارية استثمارا كبيرا في الموارد المالية، والتقنية، والبشرية، ولكي تكون مربحة يجب على المربين التكيف مع البرامج والسياسات للتأكد من النمو السليم والوصول إلى أعلى معدلات الكفاءة، والربحية، والإنتاجية.

يمكن تقسيم التكلفة الإجمالية لإنتاج الدواجن إلى ثلاث أقسام:

  • تكلفة الكتاكيت: 15-25%.
  • تكلفة العلف: 60-70%.
  • التكلفة العامة: 10-15%.

باستخدام تكاليف الإنتاج الفعلية في العالم وتحليل البيانات التجارية فإن حقن الدجاج بالهرمونات غير مربح ولتحقيق التأثير الملحوظ يجب حقن هرمونات النمو باستمرار، وتمثل تكلفة حقنة واحدة لكل دجاجة 10% من التكلفة العامة أو 1% من تكلفة الإنتاج،

وبذلك فإن تكلفة هرمون النمو تتجاوز ميزانية التسمين لشراء جميع العلاجات الوقائية للأمراض ولذلك فستكون هذه التكاليف عالية جدا وتكون تكلفة لحوم الدواجن أعلى بكثير للتعويض، ولذلك فإن استخدام هرمونات النمو غير مجديا اقتصاديا.

٣) الأسباب التشريعية والقانونية:

تحظر اللوائح الحكومية في العديد من البلدان استخدام هرمونات تكبير الفراخ في إنتاج لحوم الدواجن، حيث تحظر لوائح “الاتحاد الأوروبي” و”الولايات المتحدة الأمريكية “استخدام الهرمونات في الدواجن.

كذلك حظر الاتحاد الأوروبي استخدام الهرمونات لتعزيز النمو في جميع حيوانات المزارع. أيضا حظرت “اتحادات منتجي الدواجن”حول العالم استخدام الهرمونات في الدواجن.

ويعتبر إنتاج الدواجن التجارية نشاطا منظما، ففي “الولايات المتحدة “يتم فحص إنتاج الدواجن بموجب قانون فحص منتجات الدواجن التي تنظمها خدمة سلامة الأغذية والتفتيش التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية.

كذلك تم وضع تشريعات مماثلة لسلامة الغذاء في إنتاج الدواجن من قبل “الاتحاد الأوروبي”. كذلك يتعين على مصانع إنتاج الدواجن أن تفي “بالمعايير الوطنية والدولية لسلامة الأغذية”، ولذلك يصبح استخدام الهرمونات بديلا غير مقبول وغير مربح لمربي الدجاج.

اقرأ أيضا: الوجبات السريعة Fast Food وأضرارها

لماذا أصبح حجم الدجاج أكبر بكثير من ذي قبل رغم عدم استخدام هرمونات النمو؟

مما سبق وبفضل القيود التي تفرضها منظمة الغذاء والدواء يمكننا أن نطمئن إلى عدم استخدام “هرمونات تكبير الفراخ”، ومع ذلك لا يزال الدجاج ينمو بشكل أسرع وأكبر مما كان عليه من قبل لأنه على الرغم من عدم استخدام المزارع هرمونات تكبير الفراخ فقد استخدموا أساليب أخرى لجعل الدجاج ينمو بأكبر قدر ممكن.

قارنت إحدى الدراسات سلالة دجاج من عام 1957 إلى سلالة من عام 2005 فوجدت أن سلالة الدجاج الأكثر حداثة على الرغم من اتباع نفس أساليب التغذية نمت لتصبح أثقل أربع مرات من سلالة 1957 كذلك الدجاج البياض وجدوا أن الدجاجة البياض في المزرعة تضع حوالي 300 بيضة سنويا مقارنة بطيور الغابة في موطنها والتي تنتج من 4 إلى 6 بيضات سنويا.

والإجابة هنا تكمن في التطور في الصناعة الزراعية واستخدام ما يعرف باسم (التربية الانتقائية)، حيث تنتقي المصانع سلالات معينة ذات الخصائص الأكثر ربحية التي تنتج أجسامها لحوم وبيض أكثر وتربيها معا لزيادة معدل الإنتاج.

وقد كانت التربية الانتقائية ناجحة للغاية في زيادة الإنتاجية والربحية.

من خلال التحسينات في الوراثة، والتغذية، والمناعة تم تخفيض متوسط عمر الدجاج في السوق من 112 إلى 47 يوما، وزاد وزن الدجاج الحي من 1.1 إلى 2.6 كجم، وتم تخفيض نسبة الأعلاف المُستخدمة للتغذية لإنتاج 1كجم من الوزن الكلي للدجاج من 4.7 إلى 1.9 كجم.

ولاتباع معايير الإنتاج الصحيحة ينبغي على المربين اتباع معايير جودة صارمة تتضمن استخدام بروتوكولات صارمة للسلامة الحيوية، والتغذية، والإدارة.

ولذلك من غير المرجح أن يلجأ المربيون إلى استخدام أساليب مشكوك في أمرها ولم يتم تقييمها بالطرق العلمية لأن ذلك سيؤثر سلبا على قبول المستهلك للمنتج.

اقرأ أيضا: الكالسيوم Calcium.. الأطعمة التي تحتوي عليه وفوائده

هل تناول الذكور للحوم الدواجن يُسبب العقم أو ضعف الخصوبة؟

ذكرنا سالفا الأسباب وراء عدم استخدام المربيين هرمونات النمو لحقن الدجاج وبالتالي لا معنى لما يتردد من شائعات حول تسبب الدواجن في إصابة الذكور بالعقم وضعف الخصوبة نتيجة تناولها.

المصادر

  1. https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0924224415300819
  2. https://thisnzlife.co.nz/scientific-reasons-chicken-producers-dont-use-growth-hormones/
  3. https://thehumaneleague.org/article/do-growth-hormones-in-chickens-affect-humans-and-increase-hgh

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى