الذهان هو حالة تؤثر على الطريقة التي يعالج بها المخ المعلومات مما يجعل الشخص يفقد الاتصال بالواقع، قد يجعله يرى، أو يسمع، أو يصدق أشياء غير حقيقية، وهو عرض وليس مرض قد يحدث نتيجة مرض عقلي، أو إصابة جسدية، أو التعاطي، أو الصدمة، أو الإجهاد الشديد.
ولكن السبب الدقيق وراء المرض غالبا ما يكون ليس واضحا. من الضروري طلب المساعدة إذا كنت تعاني من الهلوسة، أو الأوهام، أو صعوبة في التفكير بوضوح.
وفي هذا المقال سوف نتعرف على أعراض الذهان، وأسبابه، وطرق علاجه.
أعراض الذهان
اعتمادا على السبب، يمكن أن يظهر الذهان فجأة أو تدريجيا، ويمكن أن يكون خفيفا أو شديدا.
في بعض الحالات قد يكون خفيفا عند ظهوره لأول مرة ولكن قد يزداد حدة مع مرور الوقت.
- علامات تحذيرية قبل الإصابة بالذهان:
- تغييرات تدريجية في التفكير وفهم العالم.
- انخفاض في الدرجات أو الأداء الوظيفي.
- صعوبة في التفكير بوضوح أو التركيز.
- الشك أو القلق حول الآخرين.
- إهمال النظافة الشخصية.
- الميل لقضاء الوقت بمفرده.
- انفعال مبالغ فيه أكثر مما يتطلبه الموقف، أو لا انفعالات على الإطلاق.
- الأعراض المبكرة للذهان:
- سماع، أو رؤية، أو تذوق أشياء لا يراها الآخرون.
- التمسك بمعتقدات غير العادية بغض النظر عما يراه الآخرون.
- الابتعاد عن الأصدقاء والأقارب.
- التوقف عن الاهتمام بنفسك.
- عدم القدرة على التركيز أو التفكير بوضوح.
- ينص الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات العقلية على أن الذهان ينطوي على شذوذ في إحدى الفئات التالية:
- الهلوسة: يدرك الشخص تجارب على أنها حقيقة رغم عدم وجود حافز لها.
- الأوهام: يتمسك الشخص بمعتقدات خاطئة بالرغم من عدم وجود دليل أو برهان عليها.
- الفكر غير المنظم: التمسك بأفكار ليست منطقية، ولا متجانسة، وليس لها صلة ببعضها البعض.
- الجامود: قد يصبح الشخص غير مستجيب للمنبهات أو يقوم بحركات لا إرادية بلا هدف محدد.
- السلوك غير المنظم: استجابات عاطفية غير المتوقعة لا تتماشى مع الموقف.
- الأعراض السلبية: انخفاض في المشاعر، أو الكلمات، أو الحركات، أو انعدام التلذذ.
الهلوسة
قد تتسبب الهلوسة في أن يرى الشخص المصاب، أو يسمع، أو يشعر، أو يتذوق، أو يشم شيئاً لا وجود له. الهلوسة السمعية هي الأكثر شيوعاً.
قد يسمع الشخص أصواتا غير متماسكة أو مميزة، يمكنه إدراكها عن طريق الأذنين أو في ذهنه.
قد يكون سماع هذه الأصوات مفزعا للغاية خاصة عندما تكون آمره، أو مهينة، أو تطارده، أو تهدده، في هذه الحالة قد تؤثر على أفعاله وقد تتسبب في أذيته لنفسه أو للآخرين وقد تؤدي به إلى الانتحار.
الأوهام:
قد يعاني المريض من الأوهام أثناء نوبة ذهانية ومن أكثر أنواع الأوهام شيوعاً
- أوهام الهوس الجنسي: قد يعتقد المريض بأن شخصا ما يحبه.
- أوهام العظمة: قد يكون لدى المريض اعتقادا قوياً بأن لديه سلطة.
- بث الفكر: الاعتقاد بأنه يمكن للشخص بث أفكاره وأن الآخرين مدركون لهذه الأفكار.
عوامل الخطورة
- العوامل الوراثية.
- تناول العقاقير المخدرة والكحوليات.
- التعرض لصدمة على سبيل المثال: فقد أحد الأشخاص المقربين.
- بعض الأمراض على سبيل المثال: ورم المخ والزهايمر.
أسباب الذهان
- من الشائع أن بعض الحالات التالية تؤدي إلى حدوث نوبات الذهان لدى بعض الأشخاص:
- الفصام.
- اضطراب ثنائي القطب.
- الاكتئاب الشديد والشعور بالحزن المستمر بما في ذلك اكتئاب ما بعد الولادة.
- التوتر الشديد والقلق.
- الأرق.
- الحالات الطبية العامة:
من المعروف أن بعض الحالات الطبية قد تؤدي إلى نوبات ذهانية على سبيل المثال:
- فيروس نقص المناعة البشرية.
- مرض الزهايمر.
- مرض الشلل الرعاش.
- انخفاض سكر الدم انخفاضا شديدا.
- الذئبة.
- الورم الدماغي.
- تصلب متعدد.
اقرأ أيضا: اضطرابات النوم Sleep disorders
- المواد الكيميائية المخدرة والكحوليات:
يمكن أن يؤدي إدمان الكحول والمخدرات إلى نوبة ذهانية.
أيضا يؤدي التوقف المفاجئ عن تعاطي المخدرات أو الكحوليات إلى نوبة ذهانية فيما يعرف بالانسحاب.
كذلك قد يؤدي تناول كمية كبيرة من الكحول أو العقاقير المخدرة إلى النوبة الذهانية.
ومن العقاقير التي تسبب نوبات ذهانية ما يلي:
- الكوكايين.
- الأمفيتامين.
- ميثامفيتامين.
- ميفيدرون.
- القنب.
- الكيتامين.
اقرأ أيضا: متلازمة ستوكهولم “Stockholm syndrome” لماذا نحب الأشرار؟
تشخيص الذهان
عادة ما يكون الذهان عرضا لحالة أخرى وليس مرضا في حد ذاته، يقوم الطبيب بإجراء فحص شامل للمريض لتحديد السبب الرئيسي للذهان، يتضمن ذلك فهم تاريخ الشخص الشخصي، والعائلي، وخلفيته الثقافية، والاجتماعية، والدينية.
يتم تشخيص المرض من خلال التقييم النفسي، حيث يراقب الطبيب سلوك الشخص ويطرح أسئلة حول ما يمر به من أعراض ذهانية، وشدتها، ومدتها.
بالإضافة إلى ذلك يجري الطبيب فحصا جسديا، بما في ذلك فحصا عقليا، وعصبيا.
إذا كانت الأعراض تشير إلى وجود حالة مرضية أخرى يمكن استخدام التحاليل الطبية على سبيل المثال:
- صورة الدم الكاملة.
- الملف الأيضي.
- وظائف الغدة الدرقية.
- اختبار سموم البول.
- قياس هرمون الغدة الجاردرقية، والكالسيوم، والنياسين، وڤيتامين ب١٢، والفولات.
قد يطلب الطبيب إجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشرية ومرض الزهري.
غالبا ما تكون أشعة المخ غير ضرورية إلا في حالات الصداع الشديد، أو تعرض الدماغ لصدمة كبيرة، أو العجز العصبي البؤري.
تُجرى بعض الاختبارات الأخرى لاستبعاد عوامل أخرى بما في ذلك:
- استخدام العقاقير المخدرة.
- إصابات الرأس.
- بعض الحالات الطبية مثل: ورم المخ، والتصلب المتعدد.
إذا كانت العلامات تشير إلى مرض نفسي، فسيقوم الطبيب بالرجوع إلى الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات العقلية.
علاج الذهان
- التهدئة السريعة
يعاني بعض المرضى في كثير من الأوقات من اضطرابات يمكن أن تجعلهم عرضة لخطر إيذاء أنفسهم أو الآخرين، في هذه الحالات من الضروري تهدئتهم بسرعة.
هذه الطريقة تسمى بالتهدئة السريعة، حيث يعطي الطبيب أو الشخص المسؤول بالطوارئ المريض حقنة مهدئة سريعة المفعول لتهدئة المريض بسرعة.
- علاج الذهان بالأدوية
يمكن السيطرة على المرض بأدوية تُسمى مضادات الذهان، تقلل من الهلوسة والأوهام، وتساعد المرضى على التفكير بشكل أكثر وضوحا.ويعتمد نوع الأدوية التي يصفها الطبيب على الأعراض.
تعمل هذه الأدوية على منع تأثير الدوبامين وهو مادة كيميائية تعمل على نقل الرسائل في المخ، مع ذلك فإن هذه الأدوية ليست مناسبة للجميع فلها الكثير من الآثار الجانبية خاصة على مصابي الصرع، وأمراض القلب والأوعية الدموية لذلك يجب متابعة هؤلاء المرضى عن كثب.
من هذه الآثار الجانبية:
- النعاس.
- الرعشة.
- الأرق.
- زيادة الوزن.
- التشنجات العضلية.
- عدم وضوح الرؤية.
- الدوخة.
- الإمساك.
- فقدان الرغبة الجنسية.
- جفاف الفم.
تساعد هذه الأدوية على تقليل الشعور بالقلق في خلال ساعات، ولكنها تستغرق من أيام إلى أسابيع لتقليل الأعراض الذهانية مثل الهلوسة، و الأفكار الوهمية.
يمكن تناول هذه الأدوية عن طريق الفم، أو الحقن.
من أمثلة هذه الأدوية:
- هالوبيريدول (هالدول).
- كلوربرومازين (ثورازين).
- كلوزابين (كلوزاريل).
- العلاج المعرفي السلوكي
يعتمد على فهم المرضى لتجاربهم، ولماذا يصاب بعض الناس بالضيق بسببها.
يشجع المعالج المريض على فهم ما يحدث له والهدف من ذلك مساعدة المريض لتحقيق إنجازات مهمة بالنسبة له مثل العودة للدراسة أو العمل، وتقليل الضغوط، واستعادة الشعور بالسيطرة.
- تدخل الأسرة
يُعد تدخل الأسرة من طرق العلاج الفعالة للأشخاص المصابين.
بعد إصابة المريض بنوبة الذهان، يعتمد المريض على عائلته للحصول على الرعاية والدعم.
يتضمن العلاج الأسري سلسلة من الاجتماعات لمناقشة الحالة ومعرفة كيف يمكن أن تتطور، واستكشاف طرق دعم للمريض، والتخطيط لكيفية إدارة النوبات الذهانية المستقبلية.
- مجموعات المساعدة
يستفيد المريض من التواجد مع أشخاص مروا بتجارب مماثلة لتجربته.