أمراض

التهاب المفاصل الروماتيزمي (الروماتويد) أهم أسبابه وطرق علاجه

يُعد التهاب المفاصل الروماتيزمي (الروماتويد) من الأمراض المزمنة التي تُسبب التهاب شديد بمفاصل الجسم، بل يمكن أيضًا أن تلحق الضرر ببعض أجزاء الجسم الأخرى.

وفقًا للاحصائيات العالمية فإنه يبلغ معدل انتشار مرض الروماتويد حوالي 0.24% في جميع أنحاء العالم. كما أوضحت أنه أكثر انتشارًا في غرب وشمال أوروبا، وأيضًا أمريكا الشمالية، إذ يصيب نحو 40 لكل 100000 شخص سنويًا.

أسباب التهاب المفاصل الروماتيزمي

يعد الروماتويد أحد أمراض المناعة الذاتية ويحدث نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي الأنسجة السليمة في مفاصل الجسم. ذلك من خلال إرسال الأجسام المضادة إلى بطانة المفاصل، مسببًا تورم وآلام شديدة، قد تؤدي في النهاية إلى تآكل العظام وتشوهها. 

مع ذلك، فإن الدراسات العلمية أشارت أن الأسباب والمحفزات التي تسبب هذا المرض غير معروفة حتى الآن.

عوامل الخطورة 

في الواقع، هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بالروماتويد، منها ما يأتي:

  • جنس المريض:

أشارت الدراسات العلمية أن النساء أكثر عُرضةً للإصابة بهذا المرض من الرجال بنسبة 3:2. كما أن النساء اللاتي سبق لهن الزواج والولادة أقل عُرضة لهذا المرض من النساء اللاتي لم يسبق لهن الولادة من قبل.

  • العمر:

أوضحت الأبحاث العلمية أن مرض التهاب المفاصل الروماتيزمي أكثر شيوعًا بعد سن الخمسينات، لا سيما بين 65-80 عام. كما تزيد مضاعفاته ومخاطره مع تقدم العمر. مع ذلك، فإنه يمكن أن يظهر في الأطفال والشباب بين عمر 16-40 عامًا ويطلق عليه التهاب المفاصل الروماتويدي الصغير (YORA).

  • التاريخ العائلي:

أوضح الباحثون أنه يزداد خطر الإصابة بهذا المرض في حالة إصابة أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى بمقدار 3 أضعاف. كما يزداد بمقدار الضعف في حالة إصابة أحد أفراد العائلة من الدرجة الثانية.

أُجريت إحدى الدراسات العلمية ووجدت أنه يزداد خطر الإصابة بهذا المرض بنسبة 30% عند زيادة مؤشر كتلة الجسم عن 30 كيلوجرام/ متر مربع. كما تزداد بنسبة 15% إذا تراوح مؤشر كتلة الجسم بين 25-29.9 كيلو جرام/ متر مربع.

تشير الأبحاث العلمية أن التدخين من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالروماتويد، لا سيما في في حالة وجود عوامل وراثية.

أعراض التهاب المفاصل الروماتيزمي

في الواقع، يتميز مرض الروماتويد بأن أعراضه تبدأ في الظهور في المراحل المبكرة في المفاصل الصغيرة أولًا مثل: مفاصل أصابع اليدين والقدمين. لكن مع تقدم العمر، قد تنتشر هذه الأعراض إلى الركبتين، والمرفقين، والكتفين، وباقي مفاصل الجسم. 

من جانب آخر، فإن حوالي 40% من الأشخاص المصابون بمرض التهاب المفاصل الروماتيزمي لا يعانوا من آلام في المفاصل، ولكن يؤثر على أجزاء أخرى من الجسم مثل: الجلد، والعيون، والغدد اللعابية.

علاوة علي ذلك، يتميز هذا المرض بأن أعراضه تظهر خلال فترات معينة تسمى “التوهجات”، وقد تختفي تمامًا في فترات أخرى تسمى “فترات الهدوء”. 

تشمل الأعراض ما يأتي:

  • ألم واحمرار في أكثر من مفصل.
  • تورم وتصلب في عدة مفاصل، وقد يسوء في الصباح الباكر ووقت الخمول.
  • فقدان الشهية.
  • الضعف والإعياء.
  • الإصابة بالحُمى.
  • تشوهات المفاصل وفقدان وظيفتها.

اقرأ أيضا: سرطان العظام Bone Cancer، أسبابه وأعراضه

طرق تشخيص التهاب المفاصل الروماتيزمي

من الجدير بالذكر، أنه يصعب تشخيص مرض الروماتويد في مراحله المبكرة. إذ أن أعراضه قد تتشابه مع أعراض أمراض أخرى، مع ذلك فإنه يتميز بتلف نفس المفاصل على جانبي الجسم. 

كما أن هناك بعض الإجراءات التي يُجريها الطبيب لتشخيص المرض بدقة منها ما يأتي:

  • فحص التهاب المفاصل الروماتيزمي جسديًا:

في البداية، يتطلب تشخيص الروماتويد تحديد تاريخ ظهور الأعراض أولًا. كما يتطلب التأكد من وجود الأعراض مثل: الاحمرار أو التورم. كما يتطلب فحص وظيفة المفصل، ومدى حركته، وكذلك اختبار ردود الأفعال، وفحص قوة العضلات.

  • فحوصات الدم:

نظرًا لعدم وجود اختبار واحد للتأكد من الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيزمي وتشخيصه، إلا أن هناك عدة فحوصات تُجري للتأكد منه. وتشمل ما يأتي:

  1. تحليل عامل الروماتويد (RF).
  2. اختبار معدل سرعة الترسيب (ESR).
  3. تحليل البروتين التفاعلي (CRP).
  4. اختبار (anti-CCP antibodies).
  5. اختبار ANA.
  • الفحص بالتصوير:

من الجدير بالذكر أيضًا، أنه يتطلب إجراء بعض اختبارات التصوير عند تشخيص الروماتويد، بل أيضًا تستخدم لمتابعة تطور المرض بمرور الوقت. وتشمل ما يأتي:

  1. التصوير بالأشعة السينية.
  2. التصوير بالرنين المغناطيسي.
  3. الموجات فوق الصوتية.

علاج التهاب المفاصل الروماتيزمي

في الواقع، لا يوجد علاج نهائي لهذا المرض، لكن هناك بعض الأدوية الفعالة التي تهدف إلى منع تطور المرض، وتخفيف حدة الأعراض. 

العلاج بالأدوية ويشمل ما يأتي:

  • المسكنات مثل: ايبوبروفين.
  • الأدوية الستيرويدية مثل: بريدنيزون.
  • أدوية DMARDs التقليدية مثل: ميثوتركسات، وهيدروكسي كلوروكين، وسلفاسالازين.
  • الأدوية البيولوجية مثل: سرتوليزوماب، توسيليزوماب.
  • أدوية DMARDs الاصطناعية المستهدفة مثل: بارسيتينيب.

العلاج جراحيًا:

من الجدير بالذكر، أنه يمكن اللجوء إلى إجراء العمليات الجراحية في حالة فشل الأدوية في منع تلف المفاصل أو منع تطورها مثل: 

  • استبدال المفصل.
  • استئصال الغشاء المفصلي.
  • إصلاح الأوتار.
  • إجراء عملية جراحية لتثبيت المفصل أو إعادة تنظيمه وتخفيف الألم الناتج عنها.

اقرأ أيضا: الفيبروماليجيا Fibromyalgia دور التوتر والضغوطات النفسية في الإصابة به

مضاعفات مرض التهاب المفاصل الروماتيزمي

ينصح الأطباء دائمًا بضرورة عدم تجاهل أعراض مرض الروماتويد حتى وإن كانت تظهر وتختفي. إذ أن التشخيص المبكر للمرض يساهم في علاجه مبكرًا، ومن ثَم منع مضاعفاته على أجزاء الجسم الأخرى. ومن أهم هذه المضاعفات ما يأتي:

  • هشاشة العظام.
  • متلازمة النفق الرسغي.
  • تكون التعقيدات الروماتيزمية؛ وغالبًا ما تتشكل حول نقاط الضغط مثل: المرفقين.
  • جفاف العينين (متلازمة سجوجرن).
  • الإصابة بأمراض القلب مثل: تصلب الشرايين، والتهاب الكيس المحيط بالقلب (التهاب الأمور).
  • الإصابة بأمراض الرئة مثل: الالتهاب الرئوي، والتليف الرئوي.
  • تلف المفصل وتشوهه، مسببًا تلف الغضاريف والأوتار، مما يلزم إجراء عملية جراحية في بعض الحالات.
  • زيادة سُمك الأوعية الدموية مما يسبب ضعفها وتضيقها، ومن ثَم يؤثر على تدفق الدم إلى باقي أعضاء الجسم.
  • الفشل الكلوي.
  • سرطان الغدد الليمفاوية.

نصائح لمرضى التهاب المفاصل الروماتيزمي

أشارت الدراسات العلمية لمجموعة نصائح لتقليل حدة أعراض مرض الروماتويد، لممارسة أنشطة الحياة اليومية على نحو أكثر راحة. وتشمل هذه النصائح ما يأتي:

  • ممارسة التمارين الرياضية التي تساعد في تقوية العضلات بانتظام مثل: المشي.
  • من الممكن استخدام الكمادات الدافئة والباردة بالتبادل.
  • يفضل استخدام الأدوات المساعدة في الحياة اليومية مثل: الجبيرة، والأقواس لتثبيت المفاصل عند الراحة.
  • من الافضل الحصول علي قسط كافي من الراحة والنوم.
  • ممارسة اليوجا، وتمارين تاي تشي.
  • اتباع نظام غذائي يحتوي علي الكثير من أحماض أوميجا 3 الدهنية مثل: السلمون، والماكريل، والمكسرات. وتجنب الدهون المشبعة.
  • تناول الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة مثل: الفراولة، والشيكولاتة الداكنة، والتوت.
  • يفضل تناول الأطعمة الغذائية التي تحتوي على الألياف مثل: الخضراوات والفواكه.
  • تجنب الأطعمة المليئة بالكربوهيدرات المصنعة، وتناول الحبوب الكاملة.
  • تجنب التدخين.
  • أوضحت الأبحاث أنه يمكن استخدام الأعشاب الطبية التي يمكن أن تخفف آلام والتهابات المفاصل مثل: بذور الربيع المسائية، والكشمش الأسود.

الخلاصة

يُعد التهاب المفاصل الروماتيزمي أحد أشهر أمراض المناعة الذاتية، والذي يتميز بظهور تورم وآلام في نفس المفاصل على جانبي الجسم. بالرغم من أنه لا يوجد سبب معروف لهذا المرض إلا أن هناك بعض عوامل الخطورة التي تساعد في ظهوره مثل: التاريخ العائلي للمرض، والعمر. 

كما نصح الأطباء بضرورة علاج الأعراض مبكرًا حتى وإن كانت تظهر وتختفي، وذلك لتحسن الحياة اليومية وتجنب تطور المرض وظهور مضاعفاته مثل: أمراض القلب، والرئة، وتشوه المفاصل وتلفها نهائيًا.

اقرأ أيضا: النظام الصحي healthy life style..أفضل العادات لتحقيق النظام الصحي

المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى