ما هو العصب السابع؟
العصب السابع هو شلل مؤقت لعضلات الوجه نتيجة حدوث ضرر للعصب القحفي السابع (العصب الوجهي) أو بسبب تضرر منطقة المخ المسئولة عن إرسال إشارات كهربائية لعضلات الوجه. يصيب هذا المرض في الأغلب جانب واحد من الوجه وبنسبة أقل كلا الجانبين.
والعصب الوجهي هو الذي يحمل الألياف التي تتحكم في حركة الوجه والتعبير، كما يحمل الأعصاب المسؤولة عن حاسة التذوق في ⅔ من الجزء الأمامي من اللسان وعن إنتاج الدموع (الغدة الدمعية). ويحتوي أيضا على فروع صغيرة تشارك في تخفيف حساسيتنا للضوضاء (العضلة الركابية)، بالإضافة إلى عدة عضلات أخرى غير مرتبطة بتغير تعابير الوجه الروتينية.
يعتقد أن العصب السابع هو حالة مجهولة السبب وكان يُشار إليها باسم “شلل بيل”، أما الآن يعتبر متلازمة سريرية لها تشخيصها التفريقي الخاص وليست مرادفة له، بل أن شلل بيل سبب من أسباب حدوثها ويوجد حالات أخرى مجهولة السبب.
ما سبب العصب السابع؟
من الممكن حدوث العصب السابع بصورة مفاجئة للأسباب التالية:
- التهاب العصب السابع:
يتورم العصب الوجهي نتيجة اضطراب مناعي أو فيروسي، وأُثبت أن من أكثر الفيروسات المسببة له فيروس هيربس البسيط (الأكثر شيوعا) وفيروس هربس النطاقي بالإضافة إلى فيروسات أخرى كالإنفلونزا وغيرها. وعندما يتورم العصب يؤدي ذلك إلى حدوث ضغط عليه أثناء مروره في القناة العصبية مما ينتج عنه قصور بالإمداد الدموي. وبالتالي تأثر جميع الوظائف التي يقوم بها التي تظهر في صورة شلل بذلك الجانب من الوجه.
- شلل بيل: والذي يحدث أيضا نتيجة عدوى فيروسية.
- إصابة في الرأس: حيث قد يتدمر أو يصاب العصب الوجهي.
- السكتة الدماغية
- عندما يعطي طبيب الأسنان حقنة البنج فإن من الممكن أن يقوم بتخدير العصب الوجهي بالخطأ مسببا حدوث العصب السابع.
بينما قد يتطور العصب السابع ببطء: حيث تفقد العضلات في جانب من الوجه حركتها الطبيعية تدريجيا في خلال أسابيع أو شهور. وذلك بسبب وجود ورم حميد على العصب الوجهي أو وجود نمو في العصب الوجهي مثل الورم الشفاني العصبي الذي يضغط على العصب القحفي السابع مما يتسبب في شلل بعضلات الوجه.
ومن الأسباب الأخرى:
- عدوى الأذن الوسطى.
- مرض لايم: مرض بكتيري ينتقل للبشر عن طريق لدغة القراد.
- بعض الأمراض المناعية التي تصيب المخ، أو النخاع الشوكي، أو الجهاز العصبي مثل التصلب المتعدد.
اعراض العصب السابع
يبدأ العصب السابع بألم خلف الأذن متبوعا بخزل ثم شلل تام لجزء من الوجه في خلال ساعات، ويصل لدرجته القصوى في غضون 48 إلى 72 ساعة وتتضمن الأعراض الآتي:
- يشعر المريض بخدر أو ثقل بالوجه: حيث تفقد العضلات وظيفتها الحركية فتسترخي تماما ويسترخي الجلد فوق العضلات أيضا.
- يصبح الجانب المصاب مسطحا وخاليا من أي تعبيرات.
- عدم القدرة على إغماض العينين أو الرمش مما يسبب جفاف العين.
- تدلي الفم جهة الجانب المصاب.
- اختلال حاسة التذوق.
- قلة الدموع.
- الحساسية الزائدة للضوضاء على الجانب المصاب.
- صعوبة بالتحدث.
- سيلان اللعاب.
- صعوبة بالأكل والشرب.
وتكون تلك الأعراض أيضا إذا كان السبب شلل بيل، أما إذا كان العصب السابع بسبب حدوث سكتة دماغية فإنه بالإضافة لتلك الأعراض يعاني المريض من الآتي:
- تغيرات في مستوى الوعي.
- اضطراب واحساس بالدوار.
- فقدان القدرة على تنسيق الحركة.
- نوبات تشنجية.
- تغير بالرؤية.
- حدوث ضعف في الذراعين والقدمين بجهة واحدة من الجسم.
- ومن الأعراض المميزة في حالة السكتة الدماغية هو قدرة المريض على الرمش وتحريك الجبين على الجانب المصاب. وهذا لا يحدث إذا كان السبب هو شلل بيل أو أي أسباب أخرى.
نظرا لصعوبة معرفة السبب للإصابة بالعصب السابع من الأعراض فقط فمن الضروري الذهاب إلى الطبيب المختص فور حدوثه لتفادي أي مضاعفات أو علاج خاطئ.
تشخيص العصب السابع
يجرى الطبيب عدة فحوصات للمريض لمعرفة سبب الإصابة بالعصب السابع وطبقا لنتيجة تلك الفحوصات يحدد الطبيب إذا كان المريض بحاجة لمزيد من التقييم أم لا:
الفحص السريري:
يفحص الطبيب الوجه لتقييم مدى الشلل ويسأل المريض متى شعر بالأعراض لأول مرة وإذا كان حدث بشكل مفاجئ أم تدريجيا. وما إذا كان لديه أي تحكم في عضلات وجهه. وللتأكد من ذلك سيطلب منه تحريك عضلات الوجه عن طريق رفع الحواجب، وإغلاق العين، والابتسام، والعبوس.
سيتأكد أيضا إذا كان المريض لديه أعراض أخرى مثل فقدان السمع وطنين الأذن، وذلك لأن يمر العصب القحفي الثامن المسؤول عن السمع بجانب العصب القحفي السابع داخل الجمجمة لذلك قد تحدث تلك الأعراض في نفس الوقت.
اختبارات خاصة:
- تخطيط كهربية الأعصاب: هو اختبار لوظيفة الأعصاب مثل العصب الوجهي ويتم قِبل أخصائي الأنف والأذن، والذي يضع عدة أقطاب كهربائية على عدة أجزاء من الوجه وقاعدة الأذن على كلا الجانبين ويوجد أقراص لاصقة تلتصق بالجلد وموصلة بجهاز ينتج تيار كهربائي خفيف الذي يسبب وخز ولكن غير مؤلم.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يوصي الطبيب باجرائه باستخدام نوع من الصبغة تسمى الجادولينيوم، التي يتم حقنها في مجرى الدم لتصل إلى العصب الوجهي لتبرز أماكن الالتهاب.
- مخطط كهربية العضل: يقيس هذا الاختبار النبضات الكهربائية التي تنتقل خلال الأعصاب وأنسجة العضلات، مما يساعد على تقييم الضعف أو الشلل في عضلات الوجه أو العصب الوجهي.
- فحوصات الدم: يوصي بها الطبيب عندما يشك أن سبب العصب السابع هو عدوى أو فيروس.
علاج العصب السابع
عادة ما تتعافى حالات العصب السابع من تلقاء نفسها بدون علاج خاصة التي بسبب شلل بيل أو التهاب العصب السابع، ولكن يوصي الأطباء بالآتي لسرعة التعافي بدون أي مضاعفات:
- الستيرويدات القشرية (الكورتيزون): التي تقلل تورم العصب الوجهي فتساهم في استعادة حركة الوجه.
- حماية العين من الجفاف مهم جدا عن طريق الدموع الاصطناعية أو محلول ملحي متساوي التوتر، كما يتم استخدام رقعة العين لتغطيتها خاصة أثناء النوم لحمايتها من الإصابة أو أي مهيجات، كما تحمي القرنية من الجفاف لتفادي حدوث قرحة القرنية.
- الأدوية المضادة للفيروسات مثل الأسيكلوفير تساهم في سرعة التعافي خاصة عند استخدامها مع الكورتيزون.
- في بعض الحالات النادرة التي لا تتعافى بالكامل يتم اللجوء إلى جراحة تجميل الوجه الوظيفية لتصحيح عدم التناسق في شكل الوجه والمساعدة على إغلاق جفن العين لتفادي أي مضاعفات.
- حقن البوتكس مع العلاج الفيزيائي في حالة وجود حركات لا إرادية للعضلات مع الشلل، تعمل الحقن على تجميد العضلات.
أما إذا كان العصب السابع نتيجة أسباب أخرى، فيتم اللجوء أحيانا إلى جراحات إصلاح أو استبدال الأعصاب أو العضلات التالفة. كما تتم لإزالة الأورام. يمكن أيضا اللجوء لوضع أثقال صغيرة داخل الجفن جراحيا لمساعدته على الإغلاق. في حالات السكتة الدماغية يتم وصف أدوية لمنع أي ضرر على المخ أيضا بالاضافة للعلاجات السابق ذكرها.
المصادر