الحمل والولادة

تسمم الحمل Preeclampsia .. ما هو وهل يمكن تجنبه؟

تسمم الحمل (Preeclampsia) يُعد من أشهر مضاعفات الحمل ولكن أقلها انتشاراً، فهو حالة مرضية تحدث للسيدة الحامل نتيجة ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل بفضل عوامل عديدة تؤدي إلى خلل في وظائف بعض أعضاء الجسم الهامة مثل الكليتين وزيادة مستويات البروتين بالبول.

في السطور التالية نستعرض أكثر أنواعه انتشاراً، وأعراضه، وأسبابه، وعلاجه، وطرق الوقاية.

تسمم الحمل

اقرأ أيضا: الحمل خارج الرحم (ectopic pregnancy) تعرفي على العلامات المبكرة لاكتشافه

أعراض تسمم الحمل

يصيب حوالي 3–8% من السيدات الحوامل، وفي العادة تظهر الأعراض بعد الأسبوع العشرين من الحمل وتعتمد إمكانية ملاحظة الأعراض بناءً على درجة حدة تسمم الحمل وهي:

  • تسمم الحمل البسيط: تكون فيه الأعراض غير ملحوظة أحياناً، نظراً لتداخلها مع أعراض الحمل، أو لخفتها وتتدرج حدتها في البداية كارتفاع ضغط الدم تدريجياً وهو أول علامة ما قبل تسمم الحمل (Preeclampsia). لذلك من المهم للغاية متابعة ضغط الدم بانتظام منذ بداية الحمل. 
  •  تسمم الحمل الحاد: تكون فيه الأعراض ملحوظة بشدة، نظراً لارتفاع ضغط الدم فجأة.

وتشمل الأعراض الآتي:

  1. ارتفاع نسب البروتين كالزلال (Albumin) في البول. 
  2. انتفاخ الوجه و الأطراف كاليدين والقدمين.
  3. ألم في أعلى البطن، تحت الضلوع اليمنى.
  4. مشاكل في الإبصار، وضبابية الرؤية، والحساسية للضوء أو العمى المؤقت.
  5. الشعور بصداع شديد.
  6. صعوبة التنفس الناتجة من تجمع السوائل بالرئتين (Pulmonary edema). 
  7. قلة عدد الصفائح الدموية (Thrombocytopenia).
  8. تكون كميات قليلة من البول.
  9. قصور وظائف الكبد والكلى.
  10. زيادة الوزن.

اقرأ أيضا: مراحل الحمل وأهم 5 فحوصات للحامل

أسباب وعوامل تسمم الحمل

لا زالت الدراسات لم تحسم ما هو السبب الأساسي للإصابة به، ولكن توجد عدة أسباب مختلفة يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط دم الأم بشدة ومن ثم حدوث تسمم الحمل، وهي كما يلي:

  • عدم التكوين السليم للمشيمة: 

المشيمة هي العضو المتكون مع بداية الحمل لربط الجنين بأمه وتزويده بالأكسجين والمواد الغذائية من خلال تدفق الدم عبر الأوعية الدموية بالمشيمة بين الأم والجنين. 

وفي حال ضيق الأوعية الدموية لا يتم مرور الدم إلى الرحم بشكل كافٍ، مما يؤثر سلباً على نمو المشيمة والجنين لانخفاض حصولهما على كمية الدم الضرورية لهما. مما يترتب عليه إنتاج المشيمة مواد تضر الأوعية الدموية للأم مسببةً ارتفاع ضغط دمها.

  • سوء التغذية.
  • الإدمان والتدخين.
  • تناول الكحول.
  • زيادة مستوي الدهون بالجسم.

أسباب خطرة ترفع نسب الإصابة:

  • مشاكل المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمراء.
  • أمراض الأوعية الدموية.
  • حمل الأم الأول أو حملها في توأم.
  • وجود سمنة مفرطة ما قبل أو خلال الحمل.
  • العوامل الوراثية كحدوث هذه الحالة للأخت أو للأم.
  • صغر سن السيدة الحامل عن 15 عام، أو كبرها عن 40 عام. 
  • قرب مرات الحمل خلال عامين، أو بُعدها لأكثر من 10 أعوام.
  • الأمراض المزمنة مثل أمراض الكلى وارتفاع ضغط الدم، أو الشقيقة، أو السكري.
  • استمرار فقر الدم.
  • حدوث تسمم في حمل سابق.
  • الحمل عن طريق أطفال الأنابيب.

مراحل تسمم الحمل 

يمكن للكثير من السيدات إنجاب أطفال ذوي صحة جيدة على الرغم من إصابتهم بهذه الحالة، بشرط أن يحرصن على المتابعة الطبية المنتظمة طوال فترة الحمل لضمان الحصول على العلاج الفورى إذا لزم الأمر في أي من مراحل تسمم الحمل سواء قبل الولادة أو بعدها كما سنوضح لاحقا.

١) تسمم الحمل قبل الولادة:

  • في حالة تسمم الحمل البسيط: نتيجة ارتفاع طفيف في ضغط الدم، ويمكن اكتشافه بالمتابعة الدورية، وعلاجه بالأدوية واتباع بعض الإرشادات المنزلية حتى نهاية الحمل.
  • أما تسمم الحمل الحاد: الناجم عن ارتفاع شديد في ضغط الدم، حيث تلاحظ أعراضه بسهولة ويتم التعامل معه كالآتي: 
  • العلاج بالمستشفى حتى الشفاء والسيطرة على الأمر.
  • باللجوء إلى الولادة العاجلة دون اعتبار لعمر الحمل كما في حالة تشنجات الحمل(eclampsia) وهي أخطر وأندر حالات تسمم الحمل، حيث تعتبر الولادة جزء من علاج تسمم الحمل. ومع ذلك توجد بعض الخطوات المساعدة في الحفاظ على صحة الأم والجنين.

٢) تسمم الحمل بعد الولادة:

يمكن أن تظهر علامات وأعراض هذه الحالة بعد الولادة وقد لا تظهر حسب شدتها، وتُلاحظ خلال يومين إلى أكثر من شهر. تُعالج عن طريق العقاقير الخافضة لضغط الدم لمنع تطور الحالة إلى تشنجات عصبية.

اقرأ أيضا: سكري الحمل Gestational Diabetes

مضاعفات تسمم الحمل على الأم

هي حالة مهددة لحياة الأم ما لم يتم علاج ارتفاع ضغط الدم ونسب الألبومين في البول نظراً لتسببه في حدوث مضاعفات خطيرة مثل:

  • وفاة الأم أو الطفل.
  • مشاكل بالقلب والأوعية الدموية.
  • نزيف شديد عند الولادة.
  • السكتة الدماغية.
  • الفشل الكلوي.
  • تشنجات شديدة.
  • نزيف بالكبد.
  • قصور وظائف الكبد.
  • عدم القدرة على الإبصار مؤقتاً.
  • متلازمة هيلب (HELLP syndrome).

متلازمة هيلب: هي عبارة عن أحد نتائج تسمم الحمل الخطرة وتظهر في شكل:

  1. ارتفاع نسب إنزيمات الكبد.
  2. تحلل دم الأم، بسبب تكسير كرات الدم الحمراء الحاملة للأكسجين.
  3. هبوط عدد الصفائح الدموية التي تلعب دوراً رئيسياً في عملية تجلط الدم، مما يؤدي إلى زيادة سيولة الدم. 

أما أعراضه فهي:

  1. الصداع. 
  2. الغثيان والقيء.
  3. الإرهاق والتعب.
  4. عدم الرؤية بوضوح. 
  5. ألم بالصدر أو البطن.
  6. تورم الأطراف والوجه. 
  7. نزيف الأنف واللثة.

مضاعفات تسمم الحمل على الجنين 

  • وفاة الجنين: نتيجة انفصال المشيمة عن الرحم فجأة.
  • صغر حجم الجنين: نظراً لعدم حصول الجنين على الدم والغذاء الكافي عبر المشيمة نتيجة ضيق الأوعية الدموية بها.
  • الولادة المبكرة: والتي قد تؤدي إلى وجود صعوبات في تعلم الطفل مستقبلا، والإصابة بشلل الدماغ، والصرع (Epilepsy).

تشخيص تسمم الحمل

يتم التشخيص عن طريق:

  • الكشف السريري: ملاحظة ضغط الدم المرتفع عن 140/90، علاوة على الأعراض الأخرى المرافقة لهذه الحالة.
  • التصوير بالسونار (الموجات الفوق صوتية): متابعة كمية السائل الأمنيوسي حول الجنين ونموه ومعدل تنفسه.
  • إجراء اختبار عدم الإجهاد
  • إجراء التحاليل الطبية لمتابعة إشارات ونتائج تسمم الحمل مثل:
  1. صورة الدم الكاملة.
  2. تحاليل وظائف الكبد والكلى.
  3. تحليل البول والألبيومين لتعيين تركيز البروتين بالبول.

علاج تسمم الحمل

١) إنهاء التشنجات العصبية: 

تعتبر من أهم خطوات العلاج خاصة قبل الولادة، وذلك لتوسيع الأوعية الدموية باستخدام العديد من الأدوية طبقا لحالة الحامل واستجابتها، وتؤخذ عن طريق الفم أو الحقن مثل:

  • كبريتات المغنيسيوم. 
  • فينيتوين (Phenytoin).
  • ديازيبام (Diazepam).
  • لورازيبام (Lorazepam).

٢) خفض ضغط الدم المرتفع:

يهدف العلاج إلى خفض ضغط الدم تدريجياً لتجنب حدوث اضطراب في نبض الجنين، بحيث يتراوح ضغط الدم ما بين 90/140 إلى 110/160 ويتم ذلك باستعمال أدوية مختلفة بشكل فموي أو بالحقن الوريدي مثل:

  • هيدرالازين (Hydralazine).
  • نيتروجليسيرين (Nitroglycerin). 
  • نيفيديبين (Nifedipin). 
  • لابيتالول (Labetalol). 

٣) متابعة علامات الأم والجنين الحيوية:

  • متابعة تناسب مقدار السوائل في جسم الأم لتجنب تجمع السوائل بالرئتين (الوذمة الرئوية Pulmonary edema) والتنفس بصعوبة، وذلك بمراقبة نسب البول والسوائل.
  • متابعة الحالة العصبية للأم، لتجنب ارتفاع الضغط بالجمجمة حيث قد يؤدي إلى نزيف بالدماغ.
  • متابعة نسبة الأكسجين بالدم، ومعدل التنفس، وانقباض الرحم.
  • متابعة معدل تنفس ونبض الجنين.

٤) الولادة:

تُعد الولادة هي الخطوة الأفضل لعلاج تسمم الحمل، وطبقا لحالة الأم المصابة، واستقرارها، وعمر الحمل يتم اتخاذ إجراءات مختلفة، فإذا كانت الإصابة:

  • بعد أن تم عمر الحمل 32 أسبوعاً، فالولادة هي الحل الأفضل. 
  • قبل أن يتم عمر الحمل 32 أسبوعاً، يؤخر الطبيب الولادة قدر الإمكان باستعمال الأدوية الستيرويدية بالحقن العضلي لتعزيز صحة الجنين مثل:
  • بيتاميثازون (Betamethasone).
  • ديكساميثازون (Dexamethasone). 

نصائح للسيطرة على تسمم الحمل البسيط

  • عدم الإجهاد.
  • عدم الانفعال.
  • تقليل استخدام الملح بالطعام.
  • شرب الكثير من الماء يومياً (8 أكواب).
  • تناول أطعمة محتوية على نسبة بروتين عالية.
  • الانتظام في المتابعة الطبية وإجراء الفحوصات منذ بداية الحمل حتى الولادة.
  • التمدد أثناء النوم ناحية اليسار لتقليل ضغط الجنين على الأوعية الدموية وتسهيل التنفس.

نصائح للعناية بالأم بعد الولادة

  • ملاحظة الأعراض الجانبية مثل الشعور بصداع شديد وتورم الوجه والأطراف.
  • إجراء تحاليل دم شاملة، لمراقبة أعداد مكونات الدم ووظائف الكبد والكلى.
  • المتابعة الدورية لمدة شهر ونصف من الولادة لضغط الدم، وتركيز البروتين في البول.

الوقاية من تسمم الحمل

لا يمكن تجنب هذه الحالة تماماً، ومع ذلك نستطيع خفض فرص الإصابة بها عن طريق الالتزام بالآتي:

  • خفض إضافة الملح إلى الطعام.
  • شرب المزيد من الماء يومياً.
  • تجنب الأطعمة ذات الدهون العالية المقلية والجاهزة.
  • تجنب الإجهاد والإرهاق.
  • ممارسة رياضة مناسبة بانتظام.
  • الامتناع عن التدخين والكحول.
  • تقليل شرب المنبهات كالشاي والقهوة.
  • خسارة الوزن إذا كانت الأم مصابة بالسمنة.
  • رفع القدم لأعلى عن الأرض لعدة مرات أثناء اليوم.
  • المتابعة المنتظمة لضغط الدم وتركيز السكر بالدم.
  • الحفاظ على تناول الأدوية الموصى بها من قبل الطبيب لتجنب تسمم الحمل إذا كانت هناك عوامل خطر.
  • تناول الأسبرين والفيتامينات الهامة من بداية الحمل إلى آخره بعد استشارة الطبيب، مع مراعاة عدم تناول الأسبرين مع الكالسيوم لمنع التداخل بينهما. 

References 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى