قد يظن البعض أن زيت الزيتون مجرد زيت طهي، يُستخدم في تحضير وصفات الطعام، لكن نظرًا لفوائده الكثيرة فهو له العديد من الاستخدامات.
فوائده لا تقتصر على إضافة نكهة مميزة للطعام، لأن استخداماته متنوعة. فهو مفيد لصحة القلب والوقاية من بعض الأمراض.
كما أنه يدخل في بعض منتجات العناية بالبشرة والشعر، وذلك للإستفادة من فوائده في نضارة البشرة أو الحفاظ على الشعر من التساقط وزيادة لمعانه.
إذًا ما هي فوائد زيت الزيتون؟ وما الفرق بين أنواعه المختلفة؟ وهل بالفعل له تأثير على القلب؟
اقرأ أيضا: زيت اللوز almond oil وفوائده للصحه والبشرة والشعر
أهميته في الطعام
استخدام زيت الزيتون في الطعام بدلًا من أنواع الدهون الأخرى هو اختيار أكثر صحة لاحتوائه على الدهون الأحادية التي تعمل على تقليل نسبة (LDL) الكوليسترول الضار في الجسم مقابل زيادة (HDL) الكوليسترول النافع في الجسم.
كما أن الأنواع الطبيعية من زيت الزيتون كزيت الزيتون البكر أو البكر الممتاز التي يتم استخلاصها بشكل طبيعي تحتوي على نسبة أعلى من الفيتامينات والبولي فينول، وهي مواد مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات.
لذلك يعتبر النظام الغذائي الذي يعتمد عليه بشكل أساسي نظامًا متوازنًا حيث يساعد الجسم على امتصاص العناصر الغذائية الموجودة في الخضروات.
وبالإضافة إلى الأسماك، والخضروات الطازجة، والحبوب الكاملة، فإن زيت الزيتون واحد من مكونات هرم النظام الغذائي التقليدي لشعوب البحر المتوسط، وسببًا في دعم صحتهم قديمًا وحمايتهم من أمراض بعينها.
ومن المهم الإشارة إليه لأن استخداماته في الطعام تختلف باختلاف أنواعه كما سنرى.
استخداماته في الطهي
- زيت الزيتون البكر الممتاز: هو أفضل الأنواع من حيث الطعم والنكهة، لإنه يتم استخلاصه من الزيتون طبيعيًا دون إضافة أي مواد كيميائية، وتتراوح شدة النكهة من الخفيفة إلى اللاذعة. هذا النوع يُستخدم مع التتبيلات للشوي، أو كطبق جانبي مع الأكلات.
- زيت الزيتون النقي أو الكلاسيكي: يُعد الاختيار الأمثل للطهي كالشوي أو القلي.
- زيت الزيتون خفيف المذاق: يمكن استخدامه للحصول على الفوائد دون التأثير في الطعم. يتم استخدامه في الخَبز لإنه يجعل المخبوزات هشة ويحافظ عليها طازجة وقت أطول.
زيت الزيتون كمصدر لمضادات الأكسدة والدهون الصحية
يرجع ذلك لأن استخلاص الزيتون البكر الممتاز بشكل طبيعي يعمل على احتفاظه بكل فوائد ثمرة الزيتون، ويُعد من أهمها احتوائه على حوالي 30 نوع من البوليفينول وهي مضادات أكسدة تحمي الجسم من الجذور الحرة (مواد ضارة تسبب تلف الخلايا والإصابة بالشيخوخة).
كما أن الدهون في النوع البكر الممتاز هي دهون أحادية غير مُشبعة حوالي 73%، مما يجعله داعم أساسي لصحة القلب وحمايته من الإصابة ببعض أمراض الأوعية الدموية.
اقرأ أيضا: فشل عضلة القلب واكثر من 8 أعراض
كيف يؤثر تناول زيت الزيتون على صحة القلب؟
تُعد الإصابة بأمراض القلب السبب الأول للوفاة المُبكرة حول العالم. يليها الإصابة بالسكتة الدماغية والتي ترتبط بشكل كبير بأمراض القلب نظرًا لأن مسبباتهما واحدة كارتفاع نسبة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم.
لكن وُجد أن معدلات الوفيات بين سكان البحر المتوسط لديهم بسبب أمراض القلب أقل من غيرهم. ويُعتقد أن أحد الأسباب هو استهلاكهم العالي لزيت الزيتون البكر الممتاز.
فقد توصلت دراسة مراجعة تضمنت بيانات من أكثر من 840.000 شخص، أن من تناولوا كمية كبيرة منه كانوا أقل عُرضة بنسبة 9٪ للإصابة بأمراض القلب، و11٪ أقل عُرضة للوفاة المبكرة مقارنة بأولئك الذين تناولوا كمية أقل.
كما قارنت إحدى الدراسات الفرنسية بين استخدام زيت الزيتون وحالات الإصابة بالسكتات الدماغية ووجدت أن الذين تناولوا كميات كبيرة منه لديهم خطر أقل بنسبة 41٪ للإصابة بالسكتة الدماغية.
لهذا فمن الواضح أن دور زيت الزيتون واستخداماته المختلفة في النظام الغذائي فعّال في حماية الجسم من الإصابة بأمراض القلب والجلطات، وذلك لاحتوائه على الدهون الصحية التي تدعم صحة القلب والشرايين.
دور زيت الزيتون واستخداماته في تعزيز الصحة العامة
اقترحت بعض الدراسات المبدئية دور زيت الزيتون الإيجابي المُحتمل في دعم صحة العظام، وتعزيز الكتلة العظمية للجسم، وحمايته من تكسير الكالسيوم.
كما أشارت دراسات أُخرى لفوائده في تحسين الوظائف الدماغية وحماية المخ من الإصابة بأمراض الزهايمر والخرف.
ربما بسبب احتوائه على مواد البوليفينول ومضادات الأكسدة، فهو يحمي الجسم أيضًا من بعض أنواع السرطانات.
لكن حتى الآن هذه الدراسات قيد البحث، ولا توجد نتائج مؤكدة بل كلها استنتاجات مبدئية. لكنها على كل حال هي استنتاجات مُشجعة.
اقرأ أيضا: زيت جوز الهند “coconut oil” قد يضر بصحة القلب
استخداماته المختلفة
يمكن الاستفادة أيضًا منه لدعم صحة الجلد والشعر، ففوائد الدهون الأحادية والبوليفينول لا تنتهي داخل الجسم، بل تمتد أيضًا لتعزيز جمالك ونضارتك.
فوائد زيت الزيتون لبشرة أكثر نضارة
يُعد زيت الزيتون من أوائل المنتجات التي تم استخدامها للعناية بالجسم عامة وبالطبع حضارات البحر المتوسط هم أول من استخدموه لهذا الغرض.
وذلك لدوره في ترطيب البشرة وحمايتها من الجفاف، بالإضافة أنه يمد البشرة بالعناصر الهامة تغذيتها ومنحها مظهرًا أكثر نضارة.
ويمكن استخدامه بأكثر من طريقة على البشرة مثل خلطه مع مواد أُخرى لتقشير البشرة، أو وضع نقاط بسيطة منه على قطنة واستخدامه كمزيل للمكياج، أو على البطن مباشرة لمنع علامات التمدد في حالة الحمل.
كما يمكن إضافة بعض قطرات منه على الكريم المرطب العادي وذلك لتعزيز الترطيب والاستفادة من فوائده للبشرة.
لكن يجب التأكد أنه لا يُسبب أي نوع حساسية أو تهيُّج. وأنه مناسب لنوع البشرة ولا يُساهم في ظهور بعض الحبوب أو البثور.
زيت الزيتون كمُغذي للشعر
يمتد تأثير الدهون الأحادية بزيت الزيتون لتنعيم الشعر وحمايته من التلف، وذلك لقدرة بصيلات الشعر على امتصاصها أفضل من مكونات الزيوت الأخرى.
كما أنه يحمي الشعر من التساقط وتدعيم صحة فروة الرأس لأنه مصدرًا جيدًا لمضادات الأكسدة مثل فيتامين E والأوليوروبين.
قد لا يُناسب وضعه مباشرة على كل أنواع فروة الرأس، لذا يمكن استخدام مستحضرات يدخل فيها كإحدى مكوناتها حتى يمكن الاستفادة منه.
الخلاصة
يُعد زيت الزيتون أكثر الزيوت الصحية مقارنة بباقي أنواع الزيوت النباتية الأخرى، فطريقة استخلاصه وتصفيته الطبيعية تجعله يحتفظ بكل فوائده.
لذلك يجب الانتباه جيدًا عند الشراء. والتأكد أنه غير مخلوط بأي مواد أخرى لتحقيق الاستفادة القصوى من الدهون الجيدة ومضادات الأكسدة التي يحتوي عليها، واختيار النوع المناسب للاستخدام.
ومن المُلفت للانتباه أن استخداماته غير مُقتصرة داخل المطبخ فقط. بل خارجه أيضًا، فهو يساهم في الحفاظ على نضارة المظهر الخارجي بدوره في ترطيب البشرة وحماية الشعر.
كما أن فوائده عديدة لدعم صحة القلب والحماية من الجلطات. وربما يظهر في المستقبل دوره في تعزيز وظائف الدماغ وحماية الجسم من بعض أنواع السرطانات.
اقرأ أيضا: الذبحة الصدرية ….. تعرف على أعراضها و 4 طرق للعلاج
المصادر
https://oldwayspt.org/system/files/atoms/files/Med14_OliveOil_Article_1.pdf