أمراض العيون

إعتام عدسة العين أو المياه البيضاء (cataract) لا يهدد كبار السن فقط…

إعتام عدسة العين، يُطلق عليه أيضا الساد أو المياه البيضاء، هو غشاوة في عدسة العين التي عادة ما تكون صافية. إن المرضى الذين يعانون من المياه البيضاء، تشبه رؤيتهم إلى حد ما النظر من خلال نافذة غائمة مغطاةً ببخار الماء. الرؤية الضبابية الناتجة عن المياه البيضاء يمكن أن تزيد من صعوبة القراءة أو قيادة السيارة (خاصة في الليل) أو حتى رؤية تعابير وجه الشخص المقابل للمريض.

تتطور معظم حالات الساد ببطء ولا تؤثر على البصر في وقت مبكر. ولكن مع مرور الوقت، ستؤثر هذه الحالة في النهاية على الرؤية بشكل كبير.

في البداية، يمكن أن تساعد الإضاءة القوية والنظارات الطبية في التعامل مع المياه البيضاء. ولكن إذا كان ضعف الرؤية يتعارض مع الأنشطة المعتادة، فقد يحتاج المريض إلى جراحة الساد. لحسن الحظ، تُعد جراحة الساد إجراءً شائعاً، وآمنًا، وفعالًا بشكل كبير.

اقرأ أيضا: كسل العين Amblyopia.. كيف تقي طفلك من مضاعفاته؟

كيف تتكون المياه البيضاء على عدسة العين؟

إن العدسة موضوعة خلف الجزء الملون من العين (قزحية العين). تركز العدسة الضوء الذي يمر إلى العين، مما ينتج عنه صورًا واضحةً وحادةً على شبكية العين.

مع التقدم في السن، تصبح عدسات العين أقل شفافية ومرونة وأكثر سمكًا. تتسبب الحالات الطبية المرتبطة بالعمر والحالات الطبية الأخرى في تحلل البروتينات والألياف الموجودة داخل العدسات وتجمعها معًا، مما يؤدي إلى تعتيم العدسات.

مع استمرار تطور الساد، تصبح الغشاوة أكثر كثافةً. تحجب المياه البيضاء الضوء أثناء مروره عبر العدسة وتشتته، مما يمنع الصور من الوصول بدقة إلى شبكية العين. نتيجةً لذلك، تصبح الرؤية ضبابية ومشوشة.

يحدث الساد بشكل عام في كلتا العينين، ولكن ليس دائمًا بالمعدل نفسه. فقد يكون في إحدى العينين أكثر تقدمًا من الأخرى، مما يسبب اختلافًا في الرؤية بين العينين.

اقرأ أيضا: حساسية العين

أعراض إعتام عدسة العين

تشمل علامات وأعراض المياه البيضاء ما يلي:

  1. رؤية مشوشة أو ضبابية.
  2. زيادة صعوبة الرؤية في الليل.
  3. حساسية تجاه الضوء والوهج. 
  4. الحاجة إلى إضاءة أكثر سطوعاً للقراءة والأنشطة الأخرى.
  5. رؤية هالات حول الأضواء.
  6. تغييرات متكررة في قياسات النظر. 
  7. بهتان الألوان أو اصفرارها.
  8. ازدواج الرؤية في عين واحدة.

في البداية، قد تتكون المياه البيضاء على جزء صغير من عدسة العين، وقد لا يشعر المريض بأي فقدان للرؤية. كلما زاد حجم الساد، يزداد الإعتام في العدسة ويشوه الضوء الذي يمر من خلالها وتصبح الرؤية ضبابية شيئاً فشيئاً. قد يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض أكثر وضوحًا.

أسباب إعتام عدسة العين

  1. تحدث معظم حالات الساد بسبب الشيخوخة أو بعض الإصابات التي تؤثر على الأنسجة التي تشكل عدسة العين. 
  2. زيادة إنتاج الجذور الحرة في الجسم، وهي جزيئات الأكسجين التي تم تغييرها كيميائيًا بسبب الحياة اليومية العادية.
  3. الاستخدام طويل الأمد للكورتيزونات.
  4. التدخين.
  5. الأشعة فوق البنفسجية.
  6. الحوادث والصدمات.
  7. العلاج الإشعاعي.
  8. جراحة سابقة للعين.

حالات مرضية تزيد من خطر الإصابة: 

  1. مرض السكري.
  2. ارتفاع ضغط الدم.
  3. السمنة.
  4. التهاب القزحية الأمامي المزمن (التهاب في العين).
  5. قصر النظر الشديد.
  6. قصور الدريقات (خمول الغدة الجار درقية).
  7. نقص بعض الفيتامينات مثل الزنك.
  8. الحثل العضلي (الضمور العضلي التوتري).
  9. مرض تراكم الجالاكتوز في الدم. 
  10. الورم العصبي الليفي من النوع 2.
  11. الحصبة الألمانية. 

أنواع إعتام عدسة العين

تشمل أنواع إعتام عدسة العين ما يلي:

١) إعتام عدسة العين النووية:

يؤثر هذا النوع على مركز العدسة، على الرغم أنه في البداية يتسبب في مزيد من قِصر النظر أو حتى تحسن مؤقت في القراءة لدى الشخص المريض. ولكن بمرور الوقت، تتحول العدسة تدريجيًا إلى اللون الأصفر وتزيد كثافة اللون مما يجعل الرؤية مشوشة أكثر.

مع تقدم الساد ببطء، قد تتحول العدسة إلى اللون البني. كذلك يمكن أن يؤدي اصفرار العدسة أو تحول لونها إلى اللون البني المتقدم إلى صعوبة التمييز بين ظلال اللون.

٢) إعتام عدسة العين القشري:

يؤثر هذا النوع على حواف العدسة، حيث يبدأ في صورة عتامة بيضاء على شكل خطوط على الحافة الخارجية لقشرة العدسة، ثم تمتد الخطوط إلى المركز وتتداخل مع مرور الضوء عبر مركز العدسة.

اقرأ أيضا: جفاف العين قد يؤدي لفقدان البصر (The dry eyes)

٣) إعتام عدسة العين الخلفي تحت المحفظة:

يؤثر على الجزء الخلفي من العدسة. يبدأ هذا النوع تحت المحفظة كمنطقة صغيرة معتمة تتشكل عادة بالقرب من الجزء الخلفي من العدسة مباشرة في مسار الضوء. غالبًا ما يتداخل ساد تحت المحفظة مع القدرة على القراءة، ويقلل من رؤيتك في الضوء الساطع. كذلك يسبب وهجًا أو هالات حول الأضواء في الليل. كما يميل هذا النوع إلى التقدم بشكل أسرع من الأنواع الأخرى.

٤) إعتام عدسة العين الخلقي:

يولد بعض الأشخاص مصابين بالساد أو يصابون به أثناء الطفولة. بمعنى أنه قد يكون وراثيًا أو مرتبطًا بعدوى داخل الرحم أو صدمة.

من الجيد معرفة أن الساد الخلقي لا يؤثر دائمًا على الرؤية، ولكن إذا حدث ذلك، فعادة ما يتم إزالته بعد وقت قصير من اكتشافه. 

تشخيص إعتام عدسة العين

سيقوم الطبيب بإجراء فحص شامل للعين للتحقق من وجود المياه البيضاء ولتقييم الرؤية. سيتضمن ذلك: 

  • اختبار مخطط العين لفحص الرؤية على مسافات مختلفة.
  • قياس توتر العين لقياس ضغط العين، وهو الأكثر شيوعًا. يستخدم هذا الاختبار نفثًا غير مؤلم من الهواء لتسطيح القرنية واختبار ضغط العين. سيضع الطبيب أيضًا قطرات في العين لتكبير حدقة العين. يسهل هذا فحص شبكية العين والعصب البصري في الجزء الخلفي من العين بحثًا عن التلف.
  • تشمل الاختبارات الأخرى فحص حساسية العين للوهج وإدراك الألوان.

اقرأ أيضا: فقدان السمع “الصمم” hearing loss

جراحة الساد

عندما لا تفيد النظارات الطبية في توضيح الرؤية، حينها يكون العلاج الفعال الوحيد للساد هو الجراحة.

يقترح معظم أطباء العيون التفكير في جراحة الساد عندما تبدأ المياه البيضاء في التأثير على حياتك أو يتعارض مع قدرتك على أداء الأنشطة اليومية العادية، مثل القراءة أو القيادة ليلاً.

كما يتم إجراؤه أيضًا عند وجود مشاكل أخرى في العين ويتطلب علاجها.

أثناء الجراحة، سيقوم الطبيب بما يلي:

وضع قطرات للعين لتوسيع حدقة العين، مع استخدام مخدر، إما مع قطرات العين أو كحقن في الأنسجة حول العين. ومن ثَم إزالة العدسة المعتمة، واستبدالها بالعدسة الاصطناعية الجديدة.

سيعود المريض إلى المنزل في نفس اليوم. قد يشعر ببعض الانزعاج في العين، ولكن سرعان ما يزول هذا خلال يومين. كذلك يجب تجنب الأنشطة القوية خلال فترة التعافي.

تُعد جراحة إزالة الساد بشكل عام آمنة جدًا ولها معدل نجاح مرتفع. تشمل بعض مخاطر جراحة المياه البيضاء حدوث نزيف، أو عدوى، أو انفصال الشبكية، لكن معدل حدوث هذه المضاعفات أقل من 1٪. 

متى تفكر في جراحة الساد؟

الأمر متروك لك ولطبيبك لتقرير متى تكون جراحة الساد مناسبة لك. 

بالنسبة لمعظم الناس، لا داعي للتسرع في إزالة إعتام عدسة العين لأن وجودها عادة لا تؤذي العين ذاتها. لكن المياه البيضاء يمكن أن تتفاقم بشكل أسرع لدى الأشخاص المصابين بحالات معينة، بما في ذلك مرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو السمنة وحينها تصبح الرؤية أصعب بكثير شيئا فشيئا. لذلك من الضروري إجراء الجراحة.

إذا اخترت عدم الخضوع لجراحة إعتام عدسة العين الآن، فقد يوصي طبيب العيون بإجراء فحوصات متابعة دورية لمعرفة ما إذا كان إعتام عدسة العين لديك متقدماً أم لا. 

الوقاية من إعتام عدسة العين

ليس من الممكن دائمًا تجنب حدوث المياه البيضاء، ولكن قد تساعدك النصائح التالية:

  • الإقلاع عن التدخين.
  • تناول الكثير من الفواكه والخضروات الطازجة، وخاصة الخضراوات ذات الأوراق الخضراء الداكنة، والتي توفر العناصر الغذائية المفيدة للعين مثل مضادات الأكسدة وفيتامين A.
  • الحفاظ على مؤشر كتلة الجسم المناسب (BMI)، لأن هذا سيقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وهو عامل خطر للإصابة بالساد.
  • العمل مع فريق الرعاية الصحية لإدارة الحالات المرضية مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
  • ارتداء النظارات الشمسية التي تمنع الأشعة فوق البنفسجية.
  • ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني منتظم.
  • ارتداء واقي للعين عند القيام بالمهام الخطرة التي قد تضر العين. 

اقرأ أيضا: التهاب الجيوب الأنفية Sinusitis.. أسبابه وعلاجه

المصادر

  1. https://www.medicalnewstoday.com/articles/157510#prevention
  2. https://www.healthline.com/health/cataract#treatments
  3. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/cataracts/diagnosis-treatment/drc-20353795

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى