يعد الكمون من التوابل المفيدة لصحة الإنسان، بجانب أنه يمنح الطعام نكهة مميزة، فهو يدعم صحة الجسم وخصوصًا الجهاز الهضمي. وسوف نرى معًا كيف يدعم جهازك الهضمي عند استخدامه بانتظام.تم استخدامه قديمًا في الطب الشعبي، نظرًا لفاعليته في علاج بعض اضطرابات الهضم المزعجة مثل الانتفاخات والإسهال، ويعد الكمون والكراوية من نفس العائلة النباتية ويتشابهان في كثير من الخصائص.ويعد أيضا مصدرًا للزيوت الأساسية التي تمنحه رائحة عطرية مميزة، وتركيبته غنية بالمعادن كالحديد، والكالسيوم، والماغنسيوم.وفي السطور القادمة سنتعرف معًا على فوائده للجسم عمومًا، وكيف يدعم الكمون الجهاز الهضمي، ويعمل على التخفيف من بعض أعراض القولون العصبي.
اقرأ أيضا: اليانسون ليس مجرد مشروب للشتاء
الأنواع
قبل أن نرى كيف يدعم الكمون الجهاز الهضمي، نحتاج أن نتعرف على أنواعه المختلفة، حيث تختلف شدة النكهة والطعم بحسب نوعه، ويتكون من ثلاثة أنواع:
- النوع الأول (Cumin Cuminum cyminum): يتم استخدامه كتوابل متعددة الاستخدامات تتناسب جيدًا مع معظم وصفات الطهي، وله نكهة عطرية مميزة.
- الكمون الأسود أو كالونجي (Nigella sativa): ويأتي من عائلة نباتية مختلفة تمامًا، بذوره أصغر من النوع العادي ولونها أسود فحمي، وله طعم لاذع، ويستخدم أكثر في المأكولات الهندية، والإيرانية، والشرق أوسطية.
وعرف عنه خصائصه الطبية القوية، لذلك يوجد بشكل واضح في الأدوية التقليدية كعلاج للعديد من الأعراض المرضية المختلفة.
- الكمون المر (Cuminum nigrum): موطنه شمال الهند وآسيا الوسطى، ويعتبر من الأنواع الشائعة لكن بذوره أطول قليلاً. ستخدم أيضًا في الطعام والوصفات العلاجية، وهو مصدر غني بمضادات الأكسدة.
اقرأ أيضا: الزنجبيل (Ginger).. كبسولة علاجية متعددة الفوائد
الكمون في الطب الشعبي القديم
يعتمد الطب الشعبي القديم على استخدام الأعشاب والنباتات الطبيعية، وكان الكمون بالتأكيد واحد من الأدوية المستخدمة في العلاجات الشعبية.
ومن خلال الاستخدامات القديمة عرفنا الإجابة على سؤال “كيف يمكن الاستفادة منه عمومًا” أكثر من معرفة “كيف يدعم الجهاز الهضمي”
فنجده موجودًا في النظام العلاجي (الأيورفيدا) وهو نظام علاجي شعبي ذات أصول هندية يعتمد على النباتات، وكيفية الاستفادة منها في علاج أعراض مرضية مختلفة.
حيث يتم استخدامه مع بذور الكراوية لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي مثل علاج الغازات، والمغص، وعسر الهضم، والإسهال. وكان يعتقد أنه يعمل على زيادة امتصاص الأعشاب الأخرى وتحسين وظائف الكبد.
وكان من الأدوية الشعبية الشائعة في شمال أوروبا، ومناطق البحر المتوسط، وروسيا، وإيران، وإندونيسيا، وأمريكا الشمالية.
أما في الطب التقليدي الإيراني، كان يُوصف لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي، وأمراض النساء، والجهاز التنفسي، وعلاج السعال، وكذلك كمسكن لعلاج وجع الأسنان ومهدئ الصرع.
في الطب التونسي يعمل على زيادة إدرار اللبن، ستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم. كما كان عتقد أنه يسبب الإجهاض.
أما عن الآلية وكيف يدعم الجهاز الهضمي، فهذا ما حاولت الدراسات الحديثة فيما بعد التوصل إليه من خلال الأبحاث والدراسات المتقدمة.
كيف يدعم الكمون الجهاز الهضمي؟
وُجد أنه يساعد الجهاز الهضمي من خلال زيادة إفراز الصفراء من القناة الهضمية، وكذلك من خلال تحفيز الإنزيمات الهضمية لزيادة نشاطها.
حيث تعمل المركبات الموجودة في هذا العشب على تعزيز نشاط إنزيمات البنكرياس الثلاثة (الأميليز، والبروتييز، واللايبيز) اللازمة لتكسير الكربوهيدرات المعقدة، والبروتينات، والدهون.
كما أن لزيته العطري خصائص مطهرة حيث تقوم بقتل بعض أنواع البكتريا المُسببة للإصابة بالتسمم الغذائي. لهذا السبب كان يستخدم قديمًا كمادة طبيعية لحفظ الطعام.
ونرى أيضًا كيف يدعم هذا العشب الجهاز الهضمي بسبب احتوائه على مركبات الفلافونويد التي لها خصائص مضادة للأكسدة وحماية الجسم بشكل عام بجانب عملية الهضم.
لذلك نجد الآن أنه من المنطقي استخدامه لتقليل الانتفاخات أو التخفيف من الألم الناتج عن تقلصات المعدة والإسهال.
ربما لا ستخدم الآن كعلاج في حالة وجود أعراض شديدة، لكنه بالتأكيد يُستخدم للتخفيف من الأعراض كعلاج مساعد بجانب الوصفة الطبية.
ما الذي يحدث عند تناول 20 قطرة من زيت الكمون؟
في دراسة أجريت عام 2013، شرت في مجلة “الشرق الأوسط لأمراض الجهاز الهضمي” أعطى الباحثون 57 مريضًا يعانون من متلازمة القولون العصبي 20 قطرة من زيت الكمون الأساسي يوميًا لمدة أربعة أسابيع ثم مراقبة تحسن الأعراض.
توصل الباحثون بعدها أن مستخلصه قد يكون خيارًا مناسبًا لدعم صحة الجهاز الهضمي. ويمكن أن يؤدي استخدامه إلى تحسين الأعراض بشكل كبير بين الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل القولون العصبي.
أظهرت دراسات أخرى أيضًا فعالية استخدام الكمون الأسود لتقليل عسر الهضم واضطراب الجهاز الهضمي، كما تم استخدام زيته للتخفيف من المضاعفات بعد جراحة البطن.
لكن يلزم التنويه أن هذه الدراسة أُجريت من قِبل باحثين متخصصين على أفراد تمت دراسة حالتهم الصحية بشكل جيد جدًا قبل إخضاعها للتجربة.
وذلك للتأكد من عدم وجود أي موانع صحية أو مسببات للضرر من تناول هذه الجرعة من الزيت طوال مدة إجراء الدراسة.
كيف يدعم الكمون الجسم عامًة؟
بالإضافة إلى فوائد الكمون الهضمية، فإن فوائده تدعم الجسم في نواحٍ أخرى.
فهو غني بالمعادن، مثل:
يحتوي أيضًا على كميات مناسبة من:
- حمض الفوليك.
- الثيامين.
- النياسين.
- الريبوفلافين.
- البيريدوكسين.
- الفيتامين K.
- فيتامين A.
- فيتامين E.
- فيتامين C.
كما يحتوي على مجموعة متنوعة من مضادات الأكسدة النباتية، مثل: مركبات الفلافونويد والبوليفينول التي تحمي الخلايا السليمة من المواد الجذور الحرة.
لاحتوائه على الحديد، يعمل على زيادة مستوى الهيموجلوبين في الدم وبالتالي محاربة أنواع الأنيميا الناتجة عن نقص الحديد. كما تشير بعض الدراسات المبدئية إلى فعالية في إنقاص الوزن وإبطاء عملية الشيخوخة.
كما وُجد أنه يهدئ من اضطرابات الجهاز التنفسي ويستخدم كمهدئ للسعال.
الخلاصة
عد الكمون من المواد الغذائية الهامة والمفيدة جدًا لصحة الجسم عمومًا. لا تكمن أهميته من حيث كيفية دعم الكمون الجهاز الهضمي فقط، لكن ومن خلال تركيبته الغنية، حيث يحتوي على الكثير من المعادن ومضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من العناصر الضارة المُسببة للأمراض.
كما أن النظام الغذائي المُتزن والذي يتضمن العناصر الطبيعية كالكمون وغيرها من المواد الغذائية المتنوعة، يمد الجسم بالطاقة والنشاط ويقلل من أعراض الشيخوخة والإجهاد.
لذلك يجب الاستفادة من التنوع والغنى الموجودين في الطبيعة عمومًا، لدعم صحة الجسم وأجهزته المختلفة لكي تقوم بوظائفها بشكل جيد.
واستخدامه كواحد من مكونات أطباقك المختلفة بالتأكيد سيدعم صحتك كما رأينا كيف يدعم الجهاز الهضمي وأيضًا أجهزة الجسم المختلفة.
المصادر
- https://health.clevelandclinic.org/cooking-with-cumin-what-you-should-know-about-this-versatile-spice/
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3210012/
- https://foodrevolution.org/blog/health-benefits-of-cumin/
- https://www.goodnet.org/articles/7-spicy-cumin-benefits-to-try
- https://artoflivingretreatcenter.org/blog/the-health-benefits-of-cumin/